الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدب الروسي في مواجهة الجارة الاوكرانية

خالد نجم ندا

2022 / 2 / 16
السياسة والعلاقات الدولية


شهدت منطقة شرق القارة الاوربية في الاونة الاخيرة سابقة خطرة تصنف على انها الاخطر في تلك المنطقة منذ انتهاء الحرب الباردة عام 1991 , هذه الازمة تتمثل في التوتر الكبير الذي ساد بين الجارتين الروسية والاوكرانية, إذ بدأت وتيرة هذه الازمة بشكل فعلي منذ عام 2014 , والاجتياح الروسي لشبه جزيرة القرم ذات الحكم الذاتي المطلة على البحر الاسود جنوبي اوكرانيا, ومنذ ذلك الحين اصبحت اوكرانيا تعاني من التواجد العسكري الروسي في جزيرة القرم فضلاً عن دعم موسكو للأنفصالين الموالين لها داخل الاراضي الاوكرانية, إذ اصبحت اوكرانيا في مواجهة مباشرة خلال السنين الماضية مع تلك الفصائل الموالية لروسيا, رغم العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات المنادية للسلام ووقف عمليات الاقتتال بين كلا الطرفين, هذا الامر لم يتوقف هكذا بالنسبة لموسكو وكييف, بل وصل الامر الى مرحلة متقدمة من التشنج والتواتر حتى تفاقمت الازمة ووصلت الى نتائج خطرة جداً, ويبقى السؤال الذي يدور في ذهن وافكار الجميع هل الرئيس فلاديمير بوتين اصبح جاداً بالتغلغل العسكري داخل الاراضي الاوكرانية ام ان الموضوع اصبح هالة اعلامية او مناورة عسكرية يكون الغرض منها ردع وتهديد وتخويف اوكرانيا وحلفاؤها الغربيون .
سبب التصعيد والتوتر
هذا التصعيد قد بدأ واضحاً نتيجة اعلان كييف انها تريد الانضمام الى المؤسسات الدولية ذات الطابع الغربي وفي مقدمتها حلف الشمال الاطلسي ( الناتو ) فضلاً عن الانضمام الى الاتحاد الاوربي, هذا الامر ازعج موسكو بشكل كبير مع امكانية تهديد كيانها وامنها القومي, فعند انضمام اوكرانيا الى حلف الناتو فان ذلك يعني توسع الحلف بزعامة الولايات المتحدة الامريكية واجتياحة لمعظم القارة الاوربية, حتى وصل به الحال الى التواجد داخل الاراضي الاوكرانية المحاذية للقطب الروسي, مما ينعكس سلباً على روسيا سيما وانها تعلم تماماً ان تواجد المعسكر الغربي بزعامة واشنطن بالقرب من حدودها هذا يعني توجيه اسلحة الناتو صوب الدب الروسي, وبالتالي فان روسيا لا يمكن ان تسمح بمثل هكذا تواجد قد يهدد مستقبلها وامنها في المستقبلين القريب والبعيد,
اجراءات موسكو حول هذه الازمة
بدأت موسكو بالتشاور والتباحث مع اصحاب الشأن حول امكانية عدم ضم اوكرانيا الى المعسكر الغربي, بمختلف مؤسساته العسكرية والاقتصادية الا ان هذا الامر لم يتم عبر التفاهم والتفاوض مما دفع الدب الروسي من التوجه الى الاساليب العسكرية من اجل انهاء الأمر, هذا الاجراء متمثل في التواجد العسكري الروسي الكبير على الحدود الاوكرانية من الجهة الشرقية لها, فضلاً عن التواجد العسكري في الجهة الجنوبية داخل جزيرة القرم, والتواجد العسكري على الحدود الاوكرانية البيلاروسية من الجهة الشمالية, هذا الأمر جعل اوكرانيا محاصرة بالقوات الروسية بشكل فعلي من ثلاثة محاور اساسية ومن الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية, مما اعطى الافضلية حول امكانية اجتياح روسيا الاتحادية الاراضي الاوكرانية في اي لحظة ممكنة او ردعها وتهديدها بغية الغاء فكرة الانضمام الى حلف الناتو وهذا ما ادلى به السفير الاوكراني لدى لندن عندما قال قد نتخلى عن طلب الانضمام لحلف الناتو لتفادي حرب مع روسيا .
ابعاد وخفايا الازمة
عند التمعن في القضايا الدولية والحروب والنزاعات التي حدثت في الاونة الاخيرة تجد لها ابعاداً وخفايا تخدم مصالح اطراف اخرى, فالأزمة ما بين كييف وموسكو لا يمكن ان تكون ذات تأثير محلي واقليمي فحسب, وانما يكون لها صدى دولي واسع تؤثر على مناطق عدة من العالم, فعلى المستوى الجيوبولتيكي او الاقليمي تتمتع روسيا بنفوذ كبير في شرق القارة الاوربية ومنطقة اسيا الوسطى, هذه المنطقة اصبحت على قدر عالٍ من الاهمية الجيوستراتيجية من قبل القوى الغربية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية, فالمحور الغربي يريد وبكل وسيلة الضغط على الدب الروسي من اجل اضعاف نفوذه في تلك المنطقة التي تتمتع بموارد طبيعية تكون كفيلة بسد احتياجات الطاقة في الدول الغربية, اما على المستوى الجيوستراتيجي الدولي تتمتع روسيا الاتحادية بنفوذ دولي كبير في العديد من مناطق واقاليم العالم وفي مقدمتها منطقة الشرق الاوسط, ولا سيما سوريا إذ ان موسكو تتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي وعسكري كبير في سوريا, هذا الامر قد بات يزعج القوى الغربية وفي مقدمتهم واشنطن, فاصبحت روسيا تمتلك قواعد عسكرية جوية وبحرية المتمثلة في قاعدتي طرطوس وحميم المطلة على سواحل البحر المتوسط, اذ تعتبر هذه القواعد بمثابة المتنفس الوحيد بالنسبة لموسكو للأنطلاق نحو العالم, وبالتالي فأن الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها يسعون وبمختلف الوسائل والطرق الضغط على موسكو من اجل تقليل تواجدها الكبير في سوريا, ومن جانب آخر وعلى مستوى المؤسسات الدولية تسعى واشنطن وحلفاؤها من تقويض قوة الدب الروسي عن طريق فرض كافة العقوبات الاقتصادية على روسيا نتيجة انتهاكها للمعايير واللوائح الدولية التي تنص على السلم والامن الدوليين .


خالد نجم القيسي
كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا