الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه-الحلقة الخاسه-

حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)

2022 / 2 / 16
الادب والفن


#الحلقةالخامسة
تناولنا في الحلقة الرابعة الوجود اللفظي والكتابي لبعض النقاد العراقيين الذين اتفقوا علي كتابة مفهومهم لمصطلح مسرح الشارع والذي اثر علي الوجود اللفظي والكتابي لهم الظرف السياسي الراهن في العراق فبات مفهوم المصطلح هو الرفض والإحتجاج علي كافة أنساق السلطه .إلا أن الباحث العراقي د.بشار عليوي الذي تمرد علي شح الدراسات والمؤلفات الحاصه بمسرح الشارع وقدم لنا في وطننا العربي العديد من الكتب التي تتناول مسرح الشارع من حيث النسق المفاهيمي والوظيفة والعوائق التي تواجه صناعه .كان له تعريف آخر له وجوده اللفظي والكتابي المتميز .
ويعرف الدكتور"بشار عليوي"(8) مسرح الشارع بأنه
»»»»»»»»»»»<<»<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(كل عرض مسرحي يقدم في الشارع، والساحات، والأماكن العامه، متخذا من الناس المتواجدين عشوائيا جمهورا له ومستلهما موضوعاته من الواقع اليومي بهدف إيصال أفكاره عن طريق المشاركه التفاعليه مع العرض) إن تعريف"عليوي"يضعنا امام صورة محدده لمفهوم مسرح الشارع ومرتكزة علي العرض المسرحي الدرامي الذي يستهدف جمهوره من الجمهور المستهدف للشارع والساحات والأماكن العامه والذي يصادف العرض في هاته الفضاءات العموميه وتبعا للطبيعة الخاصه لهذا الجمهور المتواجد عشوائيا يتم إستلهام موضوعات العرض وأفكاره ورسائله من الواقع اليومي لحياة هؤلاء الناس وبالتالي تكون المحصله النهائيه هي المشاركه التفاعليه من المتلقي مع رسائل العرض التي تناقش قضاياه اليوميه. فتستميله ويستجيب لها وتعمد الي التأثير فيه. لكن يثور السؤال الذي يستخلص من تعريف الدكتور" بشار"محاولات التغيير الجذري للمجتمع من خلال إستخدامه لعبارة" المشاركه التفاعليه"فهل مسرح الشارع راديكالي?ام ديالكتيكي?واي الإصطلاحين يتناسب وايدلوجيات المتلقي العربي?إن الإجابة علي مثل هاته التسأولات تستوجب اولا دراسة تأثير العملية الإتصاليه في عروض مسرح الشارع علي المتلقي وهل احدثت الإستجابة المستهدفه من تلك العمليه هدف الإتصال المتوقع من لدن صناع العرض?. فالتأثير يتمثل في النتائج المترتبه علي الإتصال ويمكن حصر التأثيرات التي تحدثها الرسالة الإتصاليه في ثلاثة مجالات
أ-التأثير في معلومات ومعارف المتلقي
ب- التأثير في مواقف واتجاهات المتلقي إما تثبيتا او تغييرا
ج- التأثير في السلوك
ولا يشترط أن يحدث التأثير بشكل فوري بل قد يكون محصلة علميه معرفيه ونفسيه وإجتماعيه عديده يختلف تأثيرها من فرد الي آخر أو من جماعة الي اخري مما يؤدي الي حدوث الأثر بدرجات متفاوته بين الأفراد المتلقيين.
وبالتالي لا نستطيع الجزم "براديكالية "مسرح الشارع لأننا لا نستطيع حسم ثبوت مسألة التغيير الجذري الناتج عن رسائل العرض ومدي تأثيرها في المتلقي مباشرة اثناء تنفيذ العرض او بعده . لكننا يمكننا التثبت من" ديالكتيكية"
عروض مسرح الشارع وذلك في اللحظة التي يشترك فيها المتلقي فكريا او حواريامع المؤدي مستجيبا علنيا لرسائل العرض او متجادل معها بتقديم حججه وبراهينه التي تضحدها .
فتنشأ الحالة الديالكتيكيه التي تتشكل من جدلية( الأنا/ الآخر،و الأنا/ الأنا العليا)
ومما لا شك فيه أن تعريف دكتور بشار عليوي هو التعريف الأقرب تماسا للممارسة الفعليه لعروض مسرح الشارع عربيا فلقد اوصلنا التصور الذهني له والمنعكس في وجوده اللفظي ووجوده الكتابي الي الوجود العياني لمسرح الشارع بسمات تجعل منه مسرحا للجميع يناقش كل القضايا بعيدا عن الإحتجاج والرفض والتحريض السياسي.لكنه يحتفظ بالتغيير الجذري راديكاليا مما قد يؤدي به الي التطرف.
وهذا يدعونا الي الغوص فيما قاله الباحث والمؤطر التكويني التونسي "نزار الكشو "(12) والذي يقول
»»»»»»<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
[لنتفق في البداية ان مسرح الشارع ليس وليد الثورة التونسيه المجيدة ولكنه وجد عنفوانه وعافيته فيها بل ساهمت في إبرازه والتعريف به فهو جزء من المسار الثوري.
فمسرح الشارع يعتبر فنا صعبا جدا إلى حد القسوة وخاصة إذا اعتمدنا على أساسيات العرض ومقوماته بعيدا عن الفولكلور وكل ما له علاقة بالعروض التنشيطية.
وأنا اعتبر أن شوارع الوطن هي فضاء خاص بالمواطن وليست حكرا على الدولة لأن الدولة هي آلية بيد المواطن بالتالي فإن احتفال السلطة انتهى وحان وقت سلطة الاحتفال بمعنى لا نخرج «لضرب البندير» وقرع الطبول والتصفيق والزغردة بإنجازات السلطة بل نخرج احتفاء بنجاح المواطن في بقائه وإبقائه على أبنائه في وطنه وهو يتمتع بحقوقه كاملة ويقوم بواجباته شاملة.]
مانستخلصه من حديث "الكشو"الذي يعتبر التداخل ببن السياسي والمسرحي خيارا واعيا لأن الفعل الإنساني محكوم بالوعي واللاوعي من جهة و بالآن والهنا من جهة ثانية فهذا التداخل هو انصهار مع هموم الناس والتحام مع قضايا المجتمع. وتشكيل جديد لهوية الفرد في المجتمع ينطلق من ذاتية الفنان . وهو جوهر مسرح الشارع الذي نأمله ونسعي إليه من خلال الطرح الديالكتيكي لقضايا المتلقي في الشارع وتبصيره وتثقيفه من أجل تمييز صحيح الفكر من فاسده .
•.
.
*ملاحظات الباحث /حسام الدين مسعد حول التلقي النقدي لمفهوم مصطلح "مسرح الشارع عربيا
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»<»»<<<<<<<<<<<<
يضع "الباحث" ملاحظاته بعد إستقراء هذه التعاريف والأحاديث والتي أوضحت ان التلقي النقدي لمصطلح"مسرح الشارع"عربيا أقتصر علي بعض مظاهره الجزئيه فأغلب التعريفات أفرغت المصطلح من كل طاقاته الإجرائيه واسقطته في تبسيطيه مبتذله إذ انها لم تتناول مسرح الشارع تناولا إصطلاحيا بقدر ما إستثمرت مفهومه كوصف له وكذريعة ووسيله فقط وليس كمصطلح نقدي له ابعاده الفنيه التي نستمد منها الأسس النظريه له. فهذه التعريفات لا تدل علي وضوح المصطلح بقدر ما تدل علي لبسه وغموضه كما تعكس عمق الإشكال الذي عاني منه النقاد وهم يحاولون وضع تعريف ضابط لمضمونه .

ويطرح"الباحث"السؤال علي نفسه أولا "كيف لنا ان نؤسس نظريا لمسرح الشارع في عالمنا العربي في ظل هذا الخلط المفاهيمي والتناقض والخلافات بين النقاد المسرحيين?"أم اننا سنظل منفعلين لا فاعلين بمفهوم الآخر الغربي عن مسرح الشارع?"وإن كنا قد اتفقنا عربيا ان مسرح الشارع هو عروض دراميه مسرحيه دون غيرها من العروض الأدائيه غير الدراميه مخالفين الأخر الغربي في مفهومه العام ليتجلي لنا مفهوم خاص تفرضه خصوصية الفضاء المادي الطارئ الجغرافيه والمعماريه والإنفلاتيه وايدلوجية المتلقي العربي الذي نناقش قضاياه اليوميه. أما آن الآوان ان نؤسس الي ذلك نظريا وننطلق من فرضية تجريبيه تستقرأ الواقع المتغير بإستمرار .
ولكن كيف نتمكن من ذلك ومازال التلقي النقدي شحيح لعروض مسرح الشارع?
هذا ما سنشرع في للإجابة عليه في الحلقة السادسه من التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل


.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع




.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو


.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع




.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا