الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....6

محمد الحنفي

2022 / 2 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الوضوح في التصور:....3

وإذا تظافرت جهود الإصلاحيين، والاشتراكيين، والشيوعيين، وشكلوا إطارات تنظم عملهم، من أجل الإصلاح، أو من أجل التغيير الاشتراكي، أو من أجل التغيير الشيوعي، فإن اليسار، لا بد أن يصل إلى جعل الخيرات، التي ينتجها أي شعب، في خدمة الشعب، أي شعب، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين.

ونحن في هذه المعالجة، عندما نطرح اليسار للمناقشة، فإن اليمين، بكل مكوناته، وبأحزابه، أصبح متخما بفعل النهب، الذي يمارسه على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ليبقى اليسار وحده، بكل مكوناته، في الميادين المختلفة، وعلى مستوى البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، يسعى إلى تغيير الواقع، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أو لصالح الجماهير الشهبية الكادحة، ولصالح الشعب، في أي بلد من البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين.

وكذلك الأمر، بالنسبة للتنظيمات اليسارية؛ لأن هذه التنظيمات، تسعى تسعى إلى إصلاح الأنظمة القائمة، إذا أمكن ذلك، وإذا لم يمكن، فإن تنظيمات اليسار، تسعى إلى التغيير الاشتراكي، أو إلى التغيير الاشتراكي، في أفق تحقيق الشيوعية، التي تزول في إطارها الحاجة إلى السلطة، بمفهومها التقليدي، كيفما كان نوع هذه السلطة، التي تصير للشعب فقط، الذي يمارسها بالطريقة التي يقتنع بها.

وبعد مقاربتنا للجواب على السؤال:

ما طبيعة تصور اليسار للأيديولوجية؟

ننتقل إلى مقاربة الجواب على السؤال:

ما طبيعة تصوره للتنظيم؟

ونحن عندما نسلم بأن اليسار لا يكون إلا واضحا، وعندما نسلم بأن الوضوح يساعد على وضع تصور واضح للتنظيم، لا مكان فيه للتضليل، والتضبيب، فإننا نتأكد من أن تصور اليسار للتنظيم، سيكون واضحا، ولا مجال فيه لأي شكل من أشكال التضليل، والتضبيب، حتى يتأتى للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الارتباط بالتننظيم، أو بالتنظيمات اليسارية الواضحة، سواء كانت إصلاحية، أو اشتراكية، أو شيوعية، خاصة، وأن وضوح التنظيم اليساري، يقف وراء تسييد الصدق، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وسيادة الصدق في التنظيم، يقود إلى صدق الفكر اليساري، وصدق الممارسة اليسارية، وصدق الصمود اليساري، من أجل الإصلاح، أو من أجل التغيير في مستواه الاشتراكي، أو في مستواه الشيوعي.

وقبل مقاربة الجواب على السؤال:

ما طبيعة تصور اليسار للتنظيم؟

وانطلاقا من تصور اليسار للأيديولوجية، فإن تصور اليسار للتنظيم، يقتضي منا، كذلك، طرح مجموعة من الأسئلة، من أجل مقاربة الجواب عليها، قبل مقاربة الجواب على السؤال المتعلق بتصور اليسار للتنظيم. وهذه الأسئلة هي:

ماذا نعني بالتنظيم بصفة عامة؟

ما هي المستويات التي يتصنف إليها التنظيم؟

وما العمل من أجل أن تكون التنظيمات المختلفة صادقة: في القول، وفي العمل؟

وما هو التنظيم السياسي؟

وبماذا يرتبط وجود التنظيم السياسي؟

وما هي مستويات التنظيمات السياسية؟

وما هو التنظيم اليساري؟

وما مبرر وجود تنظيمات يسارية؟

هل نعتبر أن التنظيم العمالي، تنظيم يساري؟

وهل نعتبر أن التنظيم الديمقراطي، تنظيم يساري؟

وهل نعتبر أن التنظيم التقدمي، تنظيم يساري؟

وقبل الشروع في الأجوبة التي تتطلبها الأسئلة المطروحة، نشير إلى أنه يمكن أن نعتبر أن التنظيم الديمقراطي، في ظل سيادة الاستبداد، الذي يحمي الاستغلال الهمجي، تنظيم يساري، وبالنسبة للتنظيم التقدمي، فهو تنظيم يساري، بدون منازع. خاصة، وأن جميع التنظيمات اليسارية، تنظيمات تقدمية.

أما عندما نتساءل عن التنظيم اليساري، فإننا نعتبر أن كل تنظيم اقتنع بالاشتراكية العلمية، وصار يوظف قوانين المادية الجدلية، والمادية التاريخية، في إطار التحليل المادي للواقع الملموس، ووضع برنامج مرحلي، يسعى إلى تحقيق أهداف مرحلية، واستراتيجية، تصير في خدمة الشعب، أو في خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، او في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعمل على إصلاح النظام، أو على تغييره، في أفق تحقيق الاشتراكية، كاستراتيجية، أو كمرحلة، في افق تحقيق الشيوعية، يعتبر يسارا، خاصة، وأن الحزب الذي يدعي أنه ديمقراطي، لا يمكن أن يكون كذلك، كما أيقنت التجارب بذلك، إلا إذا كان هذا الحزب يساريا / إصلاحيا، يجعل الديمقراطية هدف استراتيجيته.

أما الحزب الاشتراكي، والحزب الشيوعي، فهما حزبان يساريان، بدون منازع، خاصة، وأن الهدف الإستراتيجي لكل منهما، دليل على صدقهما، وعلى قدرتهما على الصمود، من أجل تحقيق الهدف الإستراتيجي، مما يؤكد يساريتهما.

والتنظيمات اليسارية، هي تنظيمات قائمة على أساس التعبير عن مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والدفاع عنها، وحمايتها، في حالة تحقق تلك المصالح: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. فوجود الطبقة العاملة، هو التعبير عن ضرورة وجود اليسار؛ لأنه هو المنسجم، مع وجود العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين في المجتمع. والذين يفتقدون الدفاع عن مصالحهم، والتعبير عنها، من غير اليسار، خاصة، وأننا لا نستطيع أن نجد حزبا إقطاعيا، أو بورجوازيا، أو بوجوازيا صغيرا، يقتنع بأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويعمل على الدفاع عن مصالحهم الطبقية. فاليسار وحده، والحزب اليساري وحده، هو الذي يقتنع بالاشتراكية العلمية، وبالدفاع عن المصالح الطبقية، للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والمتمثلة في النضال اليساري، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، التي هي في نفس الوقت، مصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ومصالح الشعب برمته.

والتنظيم العمالي، الذي أبى إلا أن يكون تنظيما يساريا، خاصة، وأنه يعتبر نفسه تنظيما للطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين لا يجدون مكانا لهم في التنظيمات الحزبية: االإقطاعية، والبورجوازية، وأحزاب التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، ولا بين أحزاب البورجوازية الصغرى؛ لأن هذه الأحزاب الطبقية المختلفة، لا تنظر إلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلا باعتبارهم مستهدفين بالاستغلال المادي، والمعنوي، ليس إلا.

إن التنظيم السياسي، هو كل تنظيم، ينتظم في إطاره المنتمون إلى طبقة معينة، من الطبقات الاجتماعية القائمة في الواقع، والمتعاطفة معهم، أو الساعون إلى تحقيق التطلعات الطبقية، عن طريق الانتماء إلى حزب معين، لا ينسجم مع الطبقة الاجتماعية، التي يصنف في إطارها، مدعيا أنه يقتنع بأيديولوجية الحزب، وبتصوره التنظيمي، وببرنامجه السياسي، وبمواقفه السياسية.

وكل تنظيم سياسي، لا بد فيه من أسس ثلاثة:

الأساس الأيديولوجي، الذي يمكن اعتباره منظومة من الأفكار المعبرة عن مصالح طبقة معينة: اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية. يعمل الحزب على حمايتها، وفرض أجرأتها، على أرض الواقع، حتى تستفيد الطبقة صاحبة المصلحة من ذلك، ومن أجل أن تتقوى الطبقة، بحماية، أو فرض احترام مصالحها، باستعمال القوة العمومية.

الأساس التنظيمي، الذي ينسجم مع الأساس الأيديولوجي، من أجل انتظام الطبقة العاملة فيه، من أجل العمل على أجرأة برنامج حزبي معين، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، إذا كان المنتظمون في الحزب يساريون، ديمقراطيون، اشتراكيون، أو شيوعيون، يقتنعون بأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويعملون على حماية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

الأساس السياسي، الذي يقتضي من الحزب، أن تكون مواقفه السياسية، منسجمة مع طبيعة التنظيم، ومع طبيعة الاختيار الأيديولوجي: الإقطاعي، أو البورجوازي، أو البورجوازي الصغير أو المتوسط، أو العمالي، حتى لا يكون هناك تناقض بين برنامج الحزب، أي حزب، بين التنظيم الحزبي من جهة، وبين المواقف السياسية، من جهة أخرى، حتى لا يكون هناك تناقض بين المواقف السياسية، وبين التنظيم الحزبي، وبين أيديولوجية الحزب. وحتى لا تعمل المواقف السياسية على تفكيك الحزب.

وهذه الأسس الثلاثة، هي التي يحرص اليسار على احترامها، في أي دولة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، حرصا على تنظيم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وسعيا إلى جعل الحزب يناضل، فعلا، من اجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كأهداف مرحلية، أو كأهداف مرحلية / إستراتيجية، أو كأهداف إستراتيجية.

والتنظيم الحزبي، يتصنف إلى مجموعة من المستويات، التي تتحدد، تبعا للطبقات، التي تدافع الأحزاب عن مصالحها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى الحفاظ على تماسكها، والحفاظ على قدرتها على تضليل الرأي العام: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

وهذه المستويات المذكورة، تتمثل في:

1) مستوى التنظيم اليميني: الإقطاعي، الذي ينتظم في إطاره بقايا الإقطاع، ومن يحرص على أن يصير من الإقطاعيين.

2) مستوى التنظيم اليميني: البورجوازي، الذي تنتظم في إطاره البورجوازية، والبورجوازية الريعية، وبورجوازية النهب، وبورجوازية الاتجار في الممنوعات، وبورجوازية التهريب، وبورجوازية الارتشاء، وكل من يسعى إلى أن يصير بورجوازيا. ومهمة هذا الحزب اليميني، هي العمل على حماية المصالح البورجوازية، بما فيها بوجوازية الريع.

3) مستوى التنظيم البورجوازي الصغير، المتقلب، الذي قد يميل إلى اليمين، وقد يميل إلى اليسار. وهذا الحزب، يحرص على تحقيق التطلعات الطبقية للمنتمين إلى هذا الحزب، وخاصة القيادات الحزبية الوطنية، والجهوية، والإقليمية، والمحلية، والمنتمون إلى هذا النوع من الأحزاب، غالبا ما يكونون حربائيين.

4) مستوى التنظيم اليساري: الديمقراطي، أو التقدمي، أو العمالي، خاصة، وأن التنظيم اليساري، قد يكون ديمقراطيا فقط، أو تقدميا فقط، أو عماليا فقط، وقد يجمع بين هذه الصفات المنسجمة، والمتقاربة، والتي تسعى جميعها، إلى جعل الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ينخرطون في الحزب اليساري: الديمقراطي، التقدمي، العمالي، الذي يمثل حزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

5) مستوى التطرف اليميني، الذي يحرص على إقامة تنظيم حزبي يميني متطرف. وهذا الحزب، غالبا ما ينتظم فيه اليمينيون الإرهابيون، أو التطرف اليساري، الذي يحرص، بدوره، على إقامة حزب يساري متطرف، ينتظم في إطاره اليساريون المتطرفون، الذين قد يجدون أنفسهم، في ظروف محددة، ممارسين للإرهاب اليساري المتطرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين متظاهرين والشرطة الإسرائيلية بالقدس للمطالبة با


.. وجه فرنسا يتغير.. اليمين المتطرف يتصدر الانتخابات البرلمانية




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. -ليلة تاريخية- لمناصري حزب ا


.. صور من تجمع لحشود ضد اليمين المتطرف في ساحة الجمهورية بباريس




.. لماذا تصدر حزب التجمع الوطني نتائج الدورة الأولى من الانتخاب