الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


17 فبراير، نعم، ثورة، ولكنها بلا (عقل) ولا (مشروع)!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2022 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


17 فبراير 2011 في ليبيا ، نعم، كانت ثورة، ولكنها ثورة بلا (عقل) ولا (مشروع)!؟
سؤال يتكرر كل عام : هل فبراير كانت مجرد (فورة) هوجاء وعمياء في لحظة امتزج فيها الغضب بالحلم؟ أم كانت ثورة حقيقية عصماء شوهها التدخل الأجنبي (الناتو) والصراع السياسي والجهوي!؟؟
سؤال يتكرر كل عام، كلما أطلت الذكرى السنوية لهذا الحدث.
وجوابي أن ما حدث في ما سُمى بالربيع العربي عمومًا هو (ثورة) بالفعل، لكنها ثورة شعبية سياسية (سطحية) وليست ثورة شعبية اجتماعية وثقافية (جذرية)... ولا يحتاج الامر في هكذا ثورات شعبية سياسية ضد الحكم القائم الى (تنظيم) و(قايد) و(ايديولوجيا ثورية) و(مشروع سياسي ثوري نهضوي)، فهي مجرد (ثورات غضب) تحدث كما يحدث البركان، فتنفجر في لحظة غريبة من لحظات القدر العجيبة، بسبب اختناقات وأزمات وفي ظل ظروف محلية واقليمية ودولية مواتية، فتسحق وتدمر كالعاصفة الهوجاء العمياء ثم تهدأ ويجد الناس انفسهم في (ورطة كبيرة!؟) وسط صراعات أهلية وسياسية لها أول وما لها آخر يدور رحاها حول (امتلاك السلطة والثروة) و(امتلاك التحدث بإسم الثورة والثوار!!) وعلى تحديد (من هو الثوري الحقيقي)؟؟ و(الثوري المزيف)!؟؟... فالثوار هدموا النظام القديم ولم يعرفوا السبيل للنظام الجديد!!.... فهذا نوع من الثورات الشعبية الموجود والمكرر عبر التاريخ، يحدث كما لو أنه بركان أو طوفان أو اعصار (تسونامي) أو (السيل العرم) فتخرج الأمور عن نطاق السيطرة، سيطرة السلطة وربما عن (سيطرة العقل)!!..... ثورة غضب وتنفيس وحلم بحياة افضل... وهي في الغالب تهدم ولا تبني وتنتهي الى حروب اهلية ودماء ودمار او فوضى ومعاناة جماعية رهيبة او حتى الى خلق ديكتاتورية جديدة صارمة اشد صرامة من الديكتاتورية السابقة التي ثار عليها الناس!! ، فهدم القديم الفاسد والظالم والمتعفن قد يتحقق على يد (الثوار) وسط الهيجان العام وبسبب هذا الاعصار، ولكن بناء الجديد الصالح والعادل والطيب لا يتحقق!، ذلك لأنها ثورة بلا رأس ولا عقل ولا تنظيم ولا قيادة ثورية (راشدة) ولا (مشروع) (واضح) و(جامع) يلتف حوله الثوار والشعب!! فهي (ثورة ناقصة)، ثورة قلب، ثورة نفس، ثورة غرائز، ثورة آحقاد وآمال، بدون (عقل)!.

ومع ذلك، اي مع هذه النهايات المأساوية المتكررة للثورات الشعبية العفوية، فقد تكون لها ثمار وآثار ايجابية لاحقة تظهر على المدى البعيد والعميق في البلدان التي وقعت فيها، أي كما حدث مع (الثورة الانجليزية المجيدة) التي حدثت في الاصل بشكل عفوي من بعض المزارعين وكبرت وانتشرت وخاضت حربًا ضد الملك لكنه انتصر عليها وقمعها وقطع رؤوس مثيريها وعلقها على ابواب مدينة لندن، ولكن هذه الثورة المجيدة كان لها، بعد ذلك، على الرغم من خسارة المعركة الحربية ضد الملك، اثار عميقة ادت فيما بعد الى تغيرات كبيرة تصب في صالح قضية العدالة والديموقراطية وتحسين احوال الشعب، وربما هذا ما سيحصل لاحقًا في العالم العربي .... ربما !!... من يدري !!؟؟ ولكن الأمر يحتاج عقود طويلة!، حتى ينضج العقل السياسي العربي!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة