الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزار بنات اخنيفرة

عذري مازغ

2022 / 2 / 17
الادب والفن


لغة القصف:
الكثير في هذه الفضاءات بعيد كل البعد عن الحوار، ما ان تتربص أرجله في وحل موضوع معين حتى يبحث عن مخرج هو شخصك.. سأعيد مقولة فولتير التي يكررها الكثير بفهم خاطئ: "قد اختلف معك في الرأي لكن مستعد لأن أدفع حياتي من اجل حقك في التعبير عن رأيك" إن فولتير يتكلم هنا عن احترام شخصك من خلال حقك في التعبير وليس رأيك الذي قد يختلف معك فيه، والحال في حواراتنا العقيمة يحدث العكس، ينتقل الخلاف في الراي في موضوع ما من مضمون ذلك الموضوع إلى قصف شخصك، يجد الشخص المحاور في شخصك متعة سادية في قذفك وإن لم يجد شيئا فيك تحول إلى مزارات يعرفها في بلدك، مزارات لا يعرفها إلا من حج إليها مباركا.. أي أنه من حيث لا يعلم يفصح عن شيء يعتقد أن ذكره سيحرج خصمه بينما في الحقيقة أحرج نفسه.. مرة وانا في طريقي من مكناس إلى خنيفرة، جمعتني مقاعد حافلة النقل مع قاضي من ليبيا في زمن القذافي، كان هو من بادرني في النقاش من خلال سؤاله على وجهتي ولما أخبرته فصح بأنها وجهته أيضا، أعرف إقليمنا الجميل بمياهه وخضرة غاباته وارزه وبحيراته المتعددة وكنت كل مرة أسأله باعتباره سائح ليبي عن أحد هذه المزارات التي يتمتع بها إقليمنا فكان يرد بلهجته الليبية القريبة إلى المصرية:
ــ نعم بس حاجة ثانية خلاص..!
ــ هل ستزور عيون ام الربيع؟
ــ نعم بس حاجة ثانية خلاص..!
كنت كلما سألته عن مزار رد علي بنفس الجملة: " بس حاجة ثانية..! ولما ضاق من اسئلتي قال: "البنات يأ أخي البنات ..!" كان يقصد المزار المقدس الذي بنته فرنسا الإستعمارية كفسحة جنسية لجنودها بعد مجزرة موحى أحمو الزياني فيهم في معركة "لهري"
مضى يومين من ذلك السفر، فسمعت ان أحد السواح وجد عاريا من ثيابه في منطقة "أفا" تحت مدينة خنيفرة على ضفة النهر ولما سأله رجال الامن عمن فعل له ذلك قال لهم : "بس أكسوني ولا تفضحوني"
قال لي أحدهم بانه سعودي فقلت له لا، إنه قاضي ليبي عمد في ماء أم الربيع تيمنا بمزار بنات اخنيفرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-


.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق




.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا