الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو،، هل وجد مكان تحت الشمس؟؟؟ قراءة في كتاب- مكان تحت الشمس -

عبدالله الضلاعين

2022 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


عندما كان نتنياهو يبحث عن مكان له تحت شمس المنطقة ، ماذا كان يبحث صانع القرار العربي؟ هل كان يبحث لفرسه عن اصيل يلقحها؟ ام كان يشتري طيراً حراً للصيد بثمن يكفي لإطعام جياع مدينه مثل الخرطوم او القاهرة مثلاً؟ او كان يهرول للتطبيع حفاظاً على زعامته. وهنا أُقدم هذه القراءة المختصرة واهدف منها ان القيادات العالمية يخلدها التاريخ بقدر ما تقدم لشعوبها عدواً او صديق. فالقارئ للمشهد يلمس بدون ادنى شك ان لا شيء في المنطقة يصرف للمستفيد الاول، ولا يقبل التجيير، الا لصالح مكان نتنياهو تحت الشمس، بل ان المنطقة اصبحت برمتها مكانه تحت الشمس الدافئة، واختار هنا بعض الكلمات الافتتاحية للقراءة، والافتُ هنا العنوان، ثم المحاور، وكيف للجلاد ان يلعب دور الضحية.
عام 1993، صدر الكتاب بلغته الأم، العبرية، وبعد ثلاثة أعوام من صدوره، تولت دار نشر أردنية “دار الجليل” ترجمته إلى العربية. وإذا أردنا تصنيف الكتاب بحسب دلالات عنوانه والطروحات السياسية الواردة فيه، يمكن إدراجه ضمن الواقعية السياسية، وإذا أردنا تفصيلا أكثر ضمن مستويات الواقعية، فإن الكتاب يعدّ نموذجا واضحا للصيغة الواقعية المتطرفة، التي تعرف بـ ” الواقعية الهجومية “، وهي نظرية تعكس تصورا مقدمًا بالأساس للدول العظمى بهدف تعظيم معالم قوتها وسيطرتها ضمن مبدأين أساسيين: توازن القوى، وإلقاء التبعات على الآخرين. وهما عنصران يلمس القارئ حضورهما في كل صفحة من صفحات الكتاب الذي يقع في 438 صفحة.
بعد صدور الكتاب بفترة قصيرة تمكن نتنياهو من الوصول إلى رئاسة الحكومة في كيانه، وتمكن خلال فترة رئاسته، من تحقيق جزء غير قليل من رؤاه التي شرحها في كتابه، ابتداء من استبدال الصيغة الأصلية لفكرة السلام باعتبارها صيغة تبادلية الأرض مقابل السلام والاستعاضة عنها بصيغة أحادية، سلام مقابل سلام، ونجاحه كذلك في إعلان دولته باعتبارها دولة قومية يهودية، وتكثيف الاستيطان، وانتزاع اعتراف الولايات المتحدة باعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، والتعامل مع الجولان باعتباره جزءا لا ينفصل عن الكيان الصهيوني، والعلامة الفارقة في إنجازات هذا الرجل، نجاحه في اختراق منظومة دول الخليج العربي، والانخراط معها في عملية تطبيع مع أنظمتها السياسية، أما خطوته اللاحقة، التي عبر عنها من خلال وعده لناخبيه في حملته الانتخابية الأخيرة، التي تقاسم الفوز بها مع منافسه بيني غيتس، فستكون ضم غور الأردن والضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني، وهو الوعد ذاته الذي أطلقه منافسه غيتس لاحقا. ودلالة هذا التنافس، أن الحالة المتشددة التي كانت تضمن لنتنياهو بصورة دائمة وصولا آمنا للرئاسة، قد انقلبت عليه، بفضل تماهي منافسيه مع الحالة ذاتها، لا بل والمزاودة عليه من خلالها، وهي حالة يمكننا من خلالها تلمس واقع المنطقة في المراحل المقبلة، وأن لا شيء في الأفق سوى مزيد من التأزيم، ومزيد من الغطرسة الصهيونية.
#د.عبدالله عبدالنبي الضلاعين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص