الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكون الواسع والعقول الضيّقة 37

مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)

2022 / 2 / 18
الطب , والعلوم


تعتبر هذه الحلقات من المواضيع المهمّة التي تتطرّق الى موضوع الزّمن بل أجزم أنّها الوحيدة التي تتكلّم عن الزّمن المستقلّ واللازمن بهذا الشكل المهمّ. لكن يبقى الأهمّ هنا ليس السّؤال متى تنتهي السّلسلة الحاليّة، بل السّؤال، هل بالامكان الوصول إلى نتيجة مهمّة حول الزّمن واللازمن؟ وبعض الجّواب ورد في واحدة من هذه الحلقات بشكل مختصر إلى حدّ ما. تلك السّلسلة التي باتت مستمرّة منذ حوالي أربعة أعوام وربّما ستكون مستمرّة إلى حدّ تمدّد المعلومات كما يتمدّد الكون (!) ليس من الضّروريّ القول بنهاية المعلومات أو بإختصارها، بل السّؤال أو التّساؤل، هل ينبغي أن نصل إلى جواب مهمّ حول ذلك؟ هل بالإمكان أن نصل إلى نتيجة مهمّة تتعلّق بما يشفي العليل في هذه الأيّام الحبلى بالمآسي ونحن نبحث عن زمن ولا زمن في خضم هذه الأحداث المتسارعة؟ لا أكتمك السرّ إن قلت أنّ هذه السّطور هي التي تُريح العليل المتشوّق لكلّ علم وعلميّة ولكلّ معلومة في هذا التوجّه، تُريح العليل من علّته، كعلّتي التي أهيم بها وبسببها ومعها كلّما كتبت وخرجت بنتيجة كيفما تكون إلّا أنّها نتيجة تدعم وتقدّم إلى الأمام لا فيها تراجع ولا فيها ألم العلّة، بل هي دواء أو جزء من دواء، لا أقلّ بل ربّما يكون أكثر. هل تعلم أنّ الذي يثير فيّ الشّجون الآن هو الكثير ممّا في الفيزياء العامّة وفيزياء الفسلجة التي تجعل من السياسيّ هامشيّاً يسطّح الأمور إلى درجة الإستسلام لعدوّ لا يستحقّ أن يكون حشرة في سوق السّياسة! وكذلك يثير الشجون فيزياء الأخلاق التي باتت شحيحة هذه الأيّام! ومما يشدّني كثيراً ويثير الشّجون كذلك هو هذا الموت والموت الحراريّ خصوصاً، رغم أنّني تحدّثت عنه في حلقات أكاد أجزم أنّها مهمّة (أقول مهمّة مرّة أخرى، وستعلم التفاصيل في كتابي الجديد إن شاء الله وبهذا الإتّجاه). ففي هذا الموت الحراريّ كما ورد في الحلقة 17 مثلاً الكثير مما يتعلّق بعلاقة طاقة النّظام وتناسبها مع درجة الحرارة المطلقة وعدم ظهور الزّمن فيها بإعتبار أنّ الزّمن واحد أي هو نفسه في هذه العلاقة، اي لا تغيير في الزمن بدراسة العلاقة على الأرض ولا أعتقد أنّ هذه العلاقة تكتمل، إلّا إذا تحدّثنا عن ظروف النّظام في مكان آخر. وعندنا لم يتمّ الحديث عن ظروف النّظام في مكان آخر بتأثيرات الطّاقة التي تعتمد على التّركيبات الجزيئيّة للمادّة التقليديّة ولا ذكر لأيّ مادّة بمواصفات غير تقليديّة! (أي لو قمنا بوضع هذه العلاقة على ما هي عليه في مكان آخر في الكون، وبإعتبار أنّ العلاقة ما بين الطّاقة الدّاخليّة للنّظام تتناسب مع درجة الحرارة المطلقة للنّظام! سيُفترض على أنّ الزّمن واحد. ويكون التّعامل مع الزّمن على أنّه واحد فيه من التّساؤل الكثير الكثير الذي سنلاحظه عند الإستمرار في الكشف عن مكنونات أشكال أو أنواع الزّمن!). وبالفعل كشفنا العديد من أنواع الزّمن في الحلقات التي تلتها، وهنا ينبغي القول حين الحديث عن الموت الحراريّ أنّ له معنيين: الأوّل ما يتعلّق بذات الموضوع والثّاني بما يتعلّق بالموت ذاته من خلال كلمة الموت. الموت بذاته رعب عند بعضهم وراحة عند البعض الآخر، لا تستغرب. والموت ليس بالمعنى المرعب حيث إنتقال إلى حال كونيّ جديد بل الموت بحدّ ذاته لذلك الجّسم بمحاوره المؤثّرة وليس بالمحاور الأخرى، حيث لا تأثير نفسيّ عليك إن فقدت عزيزاً لا سمح الله، حيث الحزن القليل، ثمّ تأتي المرحلة الأخرى لتطوى الصّفحة السّابقة وتبدأ صفحة جديدة وكأنّ شيئاً لم يكن. لا تتأثّر من كلامي فلستُ حزيناً إلى درجة التشكّي فأنا بكامل وعيي ومتأثّر قليلاً مما يحدث للكون ولكنّ التأثّر الكبير هو لعدم معرفة الكثير من النّاس عمّا سيجري لهذا الكون من تأثيرات مرعبة فيزيائيّاً ومخيفة ويمكن أن تكون متغيّرة رياضيّاً بشكل كبير في ذلك المكان إذا ما درسنا الوضع الجديد وتأثيراته! لا تستغرب! لا أرغب ولا أحتاج إلى الشّهرة ولا إلى الطشّة (كلغة العراقيين هذه الأيّام حيث التغيير الكبير الذي تركته لغة البداوة على شعبنا!).
حينما كتبت عن الموت الحراريّ في الحلقة 19 لا يعني أنّه الوحيد الذي يؤدّي إلى إنهاء الكون الحاليّ بعد تقلّصه وإنكماشه، لأنّ الحديث هنا يتمّ عن طريق نفس القوانين المستخدمة، وبالتّالي يكون موت الكون بعدّة صور منها ما ذكرنا سابقاً، وهناك صور غير ما ذكرنا. والموت الحراريّ هو تعادل في درجات الحرارة حيث لا إنتقال حراريّ بين أجزاء النّظام فنقول قد حصل الموت الحراريّ. وهنا، هل يموت الإنسان كإنسان بما يحمل من تكوينات فيزيائيّة وغير فيزيائيّة، موتاً حراريّاً؟ ولِمَ لا؟ فهناك الموت الحراريّ كمنظومة مستقلّة، وهناك موت حراريّ كمنظومة جزئيّة بالتّبادل الحراريّ مع المحيط العام. وهنا قد إنكمشت الحرارة عن جزء الكون بلا أيّ حركة داخليّة إلّا من تلك التي ترتبط من كونه جزءاً من المنظومة الكليّة في عملية ترتيب العناصر الأساسيّة، ومنها العناصر الكيميائيّة. قوانيننا المتعارف عليها كأنّها تنكفئ عند منظومة الجّسم بينما ربّما يكون لعناصره القابليّة على الإنتقال إلى أجرام أخرى ضمن تبادل طبيعيّ بين مكوّنات الكون الكبير، فلربّما تكون عناصر الجّسم بعد زمن ما عناصر نجم من النّجوم أو كوكب من الكواكب الأخرى، لتكون تفاعلات من نوع آخر لتتحفّز على إنتاج طاقة ما وجب أن تكتب معادلة التّفاعل بصيغة جديدة. لا تقل أنّ المنظومة هي هي بل أقول لك أنّ أيّ جزء من المنظومة كان ضمن ما درس وبحث على أنّه ضمن كيان المنظومة المعلومة في صفاتها ولم يكن بأيّ حال الحدث أو البحث عن ذلك الجّزء الكبير والمهمّ من هذا الكون وهو الجّزء غير المرئيّ أو غير المدرَك ولم يكتشف بعد حتى بنوع إحداثيّاته وشكلها وعددها وتأثيراتها ونوع الحركة النّاتجة ونوع الطّاقة وغير ذلك.
الحديث عن الموت بمعنى الموت كموت النّجم بتحوّله إلى الثّقب الأسود هو غير ذلك الموت الذي يعنى به!
فعمليّة الإندماج النوويّ الحراريّ والتي تتحفّز بالطّاقة الحراريّة أو الحركيّة الحراريّة التي تؤدّي إلى تقارب النويّات الخفيفة وإندماجها ونهاية الأمر هو ليس موتاً بل تحوّل في التّركيبات والتّكوينات وهكذا. وقد قلنا (حين موت النّجوم تتحلّل كلّ المواد تقريباً إلّا من جسيمات متناثرة وإشعاعات مختلفة والتي ستنتهي بعد ذلك إلى حالة جديدة يكون فيها الوجود الكونيّ عبارة عن أجزاء بحرارة ضئيلة فوق درجة الصّفر المطلق. أي يكون الكون قد دخل في مرحلة الإنجماد الأعظم وما يترتّب عنه من موت كامل لحياة المجرّات والمكوّنات تتحرّك هذه فعليّاًّ بالطّاقة التي تتولّد كلّها من هذا الإختلاف في درجات الحرارة الذي يكون معيناً لما يحصل في الكون) هذا صحيح لأنني عبّرت عنه بالموت على أنّه موت تقليديّ ليس الموت، الفناء.
بعد عدّة مطارحات بات الحديث عن النسبيّة سهلاً إلى حدّ ما، لكن يبقى الحديث عن الجاذبيّة المرتبطة بالنّظريّة النّسبيّة فيه الكثير من النّسبيّة الفعليّة لكن ليس كلّ النّسبيّة في مفهومها. فالمعروف أنّ الضّغط يلعب دوراً مهمّاً في كونه مصدر الجاذبيّة. أي أنّ تأثيرات الجاذبيّة للضّغط يكون من الضّروريّ الحديث عنه في حالة التّطرّق إلى موضوع الكون والكونيّة أو العلاقات الكونيّة فيما يتعلّق بالتّوسّع الكونيّ أو الإنكماش الكونيّ عموماً. فكلّ الأجسام التي تنشأ في هذا الكون تضغط وتتضاغط على بعضها البعض بتأثيرات متعدّدة منها تأثير القوّة أو القوى بفعل تركيب الجّسم المتأثّر بهذه القوّة أو القوى.
حينما تضغط الأجسام على بعضها البعض ينشأ لنا وضع جديد من شكل الكون الآني. هذا الضّغط الذي يتمّ الحديث عنه ليس هو الضّغط بالمعنى الذي يسمّى ضغطاً طبيعيّاً. أي ليس كذلك الذي تتعرّض له المواد في وضعها الطبيعيّ من تأثير على السّوائل أو الغازات أو على جدران مكبس أو غير ذلك. بل الضّغط الذي يمكن أن نطلق عليه بضغط الجاذبيّة. أو الضّغط الذي يولّد الجاذبيّة أو يولّد مجالاً للجاذبيّة. فالتّمدّد في الكون يحدث رغم وجود الجاذبيّة بلا شكّ وأشرت إليه في حلقة سابقة وقلنا أنّ الطّاقة التي تلعب الدّور الكبير في التّمدّد برغم الجاذبيّة هي الطّاقة المظلمة وهي غامضة بالفعل، وهي التي يبحث عنها برادلي في بحثه. وأقول من المهمّ هنا المحاكاة التي ستلعب دوراً مهمّاً للغاية حول تأثير المؤثرات التي ستنتج الطّاقة بمقادير تدلّ على تفاعل لجسيمات عالية الطّاقة، فيكون لها شأن مهمّ للكشف عن مصادر أو مصدر المادّة المظلمة والطّاقة تلك. وبوجود الجاذبيّة الملازمة للمادّة يمكن أن نكشف العديد مما يتعلّق بتمدّد الكون حيث تكون الجاذبيّة لعبت دوراً مهمّاً في الكشف بإعتبارها خاصيّة للمادّة المعلومة مرّة وبإعتبارها هنا خاصيّة للمادّة المجهولة مرّة أخرى، التي سيتمّ الكشف عنها محاكاةً.
لقد عرفنا أنّ نظريّة النسبيّة العامّة لآينشتاين قد تنبّأت بالعديد من الظّواهر، منها موجات الجاذبيّة (والثقوب السّود التي أشرنا ونشير إليها). وقد أشار ميخائيل برادلي في مجلة كوسموس السّويديّة# العديد من الآراء المهمّة ويثير العديد من الأسئلة المهمّة كذلك التي أشرتُ إلى بعضها سابقاً قبل نشر الأستاذ المذكور لآرائه كما ملاحظ الفرق بين تأريخَيْ النّشر. من هذه التّساؤلات التي يمكن أن يتدبّر فيها الإنسان العلميّ هو كيفيّة دوران المادّة وتأثير هذا الدّوران على الزّمان والمكان والذي أطلق عليهما آينشتاين تعبيره الموحّد بالزّمكان.
يعمل الضّغط على خلق مجال جاذبيّة في كلّ مكان من هذا الوجود من الخليّة وتأثيرات مكوّناتها بفعل الضّغط المتولّد من السّائل أو وجود المكوّنات الأخرى إلى عالم الكون الواسع أو الأكوان الواسعة والمتعدّدة (إن تعدّدت!) وهذا الضّغط في كلّ الأحوال له تأثيراته حتى في التّكوين (الضّغط المعنى به قوّة أو قوى على مساحة أو حتى على حجم بتأثير القوّة أو القوى على المساحة الفعليّة!) فهذا الضّغط يلعب دوراً مهمّاً في توتّر وإجهاد يعمل على الجّسم عموماً ويعمل على الكون من خلال الجّسم كما في نظرية آينشتاين النسبيّة العامّة. أي أنّ وجود الجّسم في الكون يؤثّر عليه كما يقول صاحب النسبيّة وأنّ خلق أي جسم أو خلق أي وجود سيؤثّر على شكل الكون. ولم يُشِر إلى أن هذا الخلق قد ولّد ضغطاً معيّناً كي يغيّر شكل الكون أم أنّ الكون بذاته يمتلك خاصيّة المادّة المتفرّدة التي تتغيّر أو دائمة التّغيّر إن وجد الجّسم أم لم يوجد. والغريب أنّ العديد من المواد الموجودة في الطّبيعة لها مواصفات تسمّى بمواصفات ناتجة عن تركيب الجّسم أو الصّفات البنيويّة. أي أنّ الضّغط الموجود هنا الذي أتطرّق إليه هو الضّغط غير التقليديّ ليس ذلك الذي يلعب الدّور الذي يتطرّق إليه آينشتاين والذي يغيّر من وضع وشكل الكون بسبب وجود الجّسم وخلقه والمجيء إلى هذا الكون، بل ذلك النّاتج عن تركيب المادّة، أي كلّما تغيّرت المادّة في تركيبها يكون ذلك الضّغط ناشئاً عن ذات المادّة وكذلك الكون فإنّ الضّغط ناشئ عن الكون ذاته وتركيبه الذي يتغيّر بفعل التّوسّع، وسيستمرّ بفعل الإنكماش لأنّ تركيبه أو بنيته تتغيّر دائماً، وليس بسبب خَلْقِ جسم أو وجود موجود فيه (أي نشوء أو خَلْقٍ جديد فيه من خارجه لا من ذاته) وسنعود إلى ذلك.
حينما يكون الحديث عن الزّمن، هناك ما يطلق عليه من وجهة نظرنا العديد من الإصطلاحات المهمّة المرتبطة بهذا الموضوع المهمّ والحسّاس من النّاحية العلميّة لإرتباطه بالكون وبكلّ ما يتعلّق بهذا الوجود المعقّد. من هذه الإصطلاحات التي أراها مهمّة للتطرّق إليها والتي تصبّ في خانة الزّمن واللازمن أيضاً هي:
الحلقة الكونيّة، المسار الكونيّ، الزّمن الكونيّ، الضّغط الكونيّ
الحلقة الكونيّة ونعني بها تلك الحلقة الإفتراضيّة التي تحيط بالكون (ليست منفصلة عن المعنى الذّاتيّ للكون أو هي في توضيحها عبارة عن المحيط الذي يحيط بتركيباته أو يحيط بمكوّناته) حينما يتمدّد الكون تتوسّع هذه الحلقة وحينما ينكمش تتقلّص هذه. ففي حالة تمدّد وتوسّع الكون تكون إندفاعات الحلقة إلى الخارج بإعتبار أنّ الحلقة تحيط بالكون إحاطة كاملة. ولكي نقرّب المفهوم نقول أنّ الإفتراض هنا يكون إحتمالاً وتقديراً بلا ضرورة آنيّة بل ضرورة حسابيّة. ففي حالة التمدّد لا مشكلة في المفهوم العام لهذا التمدّد ولكنّ المشكلة أو الإشكال يكون حينما يتقّلص الكون في مرحلة ما، تكون بعد مرحلة التوقّف لبرهة الزّمن غير المعروفة ثم ما يلبث أن يتقلّص فتتقلّص الحلقة إلى الحدّ الذي تنتهي به إلى النّقطة التي ستكون نهاية الحلقة. حيث تتلاشى الحلقة بإحداثيّاتها إلى نقطة تمثّل نهاية الكون وبداية التّكوين الجّديد إن حصل. ما الغاية من إفتراض هذه الحلقة هنا؟ هي واحدة من المؤثّرات الإفتراضيّة التي تلعب دوراً معيّناً في توسّع وتقلّص الكون إن وجدت واقعاً ليس بالضّرورة أن تكون لها خصائص كتلك التي تكون للكون، وإن لم توجد في العيان إلى الآن فينبغي لنا أن نضعها في الإعتبار حين الحساب إن وجدت واقعاً أو إفتراضاً. وتكون هذه الحلقة هي حدّ من الحدود التي تسابق التّكوينات الأخرى التي تنشأ أو تخلّق لضمّها إلى واقع الكون المذكور أو ضمّها إلى كون آخر إن تعدّدت الأكوان. أي لو وجدت في هذا الكون فلها ما لها في التّأثير على الكون المجاور وإن لم توجد أيضاً ينبغي أن نضعها في الحساب بإعتبارها من المؤثّرات المهمّة على الكونيّن المتجاورين بأيّ شكل من الأشكال. ولنا عودة في هذا المجال لأهميّته العلميّة وليس الفلسفيّة فقط.
ما الغاية من إعتبار وجود الحلقة إن كانت من ضمن التّركيب الكونيّ؟
سؤال يمكن أن يطرح بهذه الصّورة، والجواب للضّرورة التي تجعل لكلّ كائن ما يحيط به وهو يحمل مواصفات جزء منها من ذات التّركيب والجّزء الآخر من مواصفات ما يحيط به أو بها (أي الحلقة) كذلك الذي يشبه ذلك المحيط المتكوّن من السّائل وهو في تلامس مع المادّة الخارجيّة من صلب أو غيره، وبالتّالي يمكن أن يكون ذلك المحيط وفق الحسابات التقليديّة مهمّاً هندسيّاً وفي الحسابات التي تشمل التكوينين الذاتي لذات المكوّن والتكوين الخارجيّ، فلا ننسى ما لقوّة نطلق عليها بقوّة التّلاصق من دور في ذلك السّائل وحسابها يكون غير حساب القوى الدّاخليّة الأخرى أو القوى السّطحيّة من غير قوى التّلاصق المذكورة. لذلك فإنّ للحلقة هذه أهميّة كبيرة وسنقوم بإستعراضها في مناسبة أخرى.
المسار الكونيّ هو المسار الذي يتّخذه الكون في كلّ حركة من حركاته تمدّداً أو تقلّصاً، ويمكن أن يكون هذا المسار في جميع الإتّجاهات، أي يمكن أن يكون المسار مساراً حجميّاً أو مساراً كتلويّاً. أي يكون التغيّر فيه ليس تغيّراً تقليديّاً ضمن تصوّر التّوسّع المعروف إنّما يمكن أن ينضمّ إلى هذا التوسّع ما نطلق عليه بالتوسّع التضخّميّ الكتلويّ
Mass inflationary expansion
الذي يشمل جميع الإحداثيّات المعروفة والإفتراضيّة وبالتّالي يكون التوسّع من هذا النّموذج الذي لا يمكن لنا إلّا أن نضعه في الحسبان وفي القياسات التي نحتاجها لتبيان ما يمكن تبيانه من قيم وموجودات ودراستها بشكل أدقّ. والمسار الكونيّ له خاصّيته التي لا تتوفّر في أجزائه لأنّها (أي الخاصيّة) ناشئة عن وجود الكون متكاملاً لا أجزاء متراكبة. أي أنّ المسار لذلك المسمّى بحيث يكون مساراً ليس مستقيماً كما في الهندسة التقليديّة بالإحداثيّات الثّلاثة، بل بالإحداثيّات الواقعيّة الكليّة لكون مفترض بجميع الإحداثيّات الواقعيّة والإفتراضيّة.
الزّمن الكونيّ هو الزّمن الذي يستغرقه الكون في التمدّد كي يصل إلى نهاية تكوينه وزمن التقلّص حينما يصل إلى حدّ النّقطة. أي هو زمن نسبيّ متعارف عليه في الحسابات التقليديّة إلّا أنّه بجزئين كي يكتمل التّعريف أو تكتمل الإشارة إليه حيث يكون الجّزء الأوّل هو زمن التّمدّد والجّزء الثاني زمن التقلّص، لذلك نقول بزمن التّمدّد الكونيّ وزمن التقلّص الكونيّ. وهنا إشارة مهمّة إلى أنّ الزّمن حينما يبلغه الكون في نهايته يكون حينها قد إنتفى وجوده وأقصد هذا الزّمن النسبيّ والذي له علاقة بالتّكوين والتّلاشي الكونيّ. حينها ننتقل إلى الحديث عن اللازمن الذي يكون مرحلة التهيئة للزّمن النسبيّ الجّديد، أي هو مرحلة تسبق التّكوين الجّديد. يمكن التّعامل مع هذا التّعريف في الحياة الإعتياديّة حينما يتمّ الحديث عن نشأة أو تكوين شيء ما، فتلك المرحلة التي تسبق التّكوين هي مرحلة اللازمن. وهي مرحلة كي تدخل في الإدراك والإستيعاب الذّهنيّ الإنسانيّ يمكن إستخدامها بين الحين والآخر لأنّها ستلعب دوراً مهمّاً في فهم الكيفيّة التي يستوعب بها الزّمن أيّاً كان في المفاهيم التي تطرّقنا إليها في أبحاثنا.
الضّغط الكونيّ لقد عرف الضّغط الكونيّ على أساس المعطيات الموجودة في التّطبيقات العمليّة وكذلك التّصورات المستندة على الواقع الرياضيّ. وقد ذكر عن ذلك الضّغط الباحث يان أوكه شفايتس من جامعة أوبسالا في السّويد الجّميلة. حيث ذكر أنّ الضّغط الكونيّ يعرّف من المعاجلات الفيروسيّة للأنظمة المفتوحة والذي يخضع إلى توسيع هابل ويفترض وجود نموذج للتدفّق لمصدر كونيّ موحّد يشمل المادّة المظلمة والباريونيّة غير النسبيّة أي الغبار وكذلك الإشعاع النسبيّ وطاقة الفراغ. ثم تتمّ عمليّة المقارنة ما بين الضّغط المدروس مع ما ذكره فريدمان في معادلته الكونيّة القياسيّة. وهكذا في البحث المقدّم من قبل يان أوكه يشمل العديد من المعلومات المهمّة التي سأذكرها في حينها. لكنّ الذي أعنيه أنا بالضّغط الكونيّ ليس هذا إلّا من بعض التصوّرات التي يذكرها هو أو غيره. حيث هناك العديد من النظريّات التي تتطرّق إلى الضّغط الذي ذكره يان أوكه حيث ستضمن نفس المعنى الذي لا أعنيه تفصيلاً، فسترى الفرق فيما أتحدّث عنه وما يتطرّق إليه الأستاذ يان أوكه.
لقد شهد العقد الماضي العديد من التحرّكات البحثيّة المهمّة في دراسة التّأثير المهمّ للضّغط الكونيّ الذي يتطرّق إليه الباحث المذكور وعدد من الباحثين بهذا الإتّجاه، وقد تطرّقوا إلى مؤثّرات مهمّة تغترف من معنى الضّغط الكونيّ الذي أقصده. ففي نظريّة التدفّق الكونيّ للمصدر والتي وضع عام 2014 من قبل شفايتز فيها من المعلومات الكثير في هذا الجّانب خاصة حول بعض المواصفات للإنفجار العظيم الذي حدث للكون وللوجود الكونيّ، ومنها الإفتراض أو إحتمال تكرار الحدث ما بعد الإنكماش. وهل التّكرار يكون فيه الضّرورة واللزوم لتكرار تشكيل التفاصيل وبنفس الطّريقة وبنفس الأشكال بإعتبار المسيطر الواحد أو الموجِد الواحد. والتّساؤل غير مقبول هنا بإعتبار أنّ القادر على إحداث الشيء أوليس بقادر على أن يحدث الحدث بصيغة أو بشكل آخر؟ ولا تقل لي أنّك غير مؤمن بمن خلق، أنا أقول لك أنت حرّ فيما تقول لكن أسألك، هذا الموجِد أيّاً كان إن كانت لديه القدرة على إحداث حدث ما أوليس لديه التّصوّر والتّخطيط والتّشكيل المناسب لحدث آخر؟! سؤال يثار بين الحين والآخر: هل يكون من الضّروريّ أن تترتّب التّكوينات بنفس التّرتيب كي تسير وفق التّصورات وتوضع لها القواعد والمعادلات والإفتراضات إيّاها، أم لها وضع جديد وثوابت ومتغيّرات وفق الوضع الجديد؟ سؤال أكثر من وجيه بإعتبار أنّ الحدث القادم سيكون غير مدرَك بالشكل المتعارف عليه وفق القياسات والإحداثيّات والتفصيلات الرياضيّة المستجدة. وهناك تساؤلات أخرى وأخرى منها ما يتعلّق بخاصيّة الضّغط الكونيّ الذي نتصوّره. والضّغط الكونيّ هو الضّغط الذي يتعرّض له الكون من مؤثّرات عديدة منها التّأثير الدّاخليّ كي ينشط التوجّه التمدديّ له أو التقلصيّ فلا يمكن أن يكون هناك تمدّد أو تقلّص بدون هذا الضّغط الذي ينتج ما ينتج لغرض التمدّد أو التقلّص. فحينما نتعامل مع مفهوم الأجسام التي نوضّح من خلالها الكون يجب أن نتعامل مع كون فيه من المرونة ومن القابليّة التي تستوعب مفهوم الكون على أساس البالون أو الجّسم المطّاط الذي له القابليّة على أن يتمدّد ويتقلّص بجميع الإتّجاهات وبأشكال متعدّدة وصور متغيّرة بين تأثير بسبب هذا الضّغط أو تصوّر بتغيّر ثابت إحتمالاً وبتغيّر غير ثابت إحتمالاً أيضاً.
كذلك التمدّد، ليس بالضّرورة أن يكون منتظماً ولاحتميّ التغيّر المنتظم أو الضّرورة في كونه منتظماً أم لا، كذلك الإنكماش ليس بالضّرورة أن يكون منتظماً أو ليس حتميّ الإنتظام من عدمه. لذلك سيكون لدينا تصوّرات أخرى لكيفيّة الإنكماش وفق تصوّر الإحتماليّة المعروف. فإن كان منتظماً ذلك الإنكماش سيكون لدينا تصوّر في هل بالضّرورة أن يكون منتظماً في تلك الحالة؟ وهنا ينبغي أن نشير إلى نكتة جميلة حول إستخدام مصطلح الضّغط الكونيّ من قبل الآخرين من الباحثين ومن غير الباحثين: لقد أشير إليه على أساس أنّ الضّغط الذي يتمّ الحديث عنه هو تدفّق لمصدر كونيّ موحّد يشمل المادّة المظلمة والمادّة الباريونيّة غير النسبيّة أي التي يعبّر عنها بالغبار وكذلك يعبّر عن الإشعاع النّسبيّ وطاقة الفراغ وغير ذلك أي أنّ التّخصيص تمّ على أساس التّحديد بعدد من المسمّيات وأنا لا أتّفق معهم بإعتبار أنّ الضّغط الكونيّ يُتعامَل معه على أساس وجود الضّغط الفعليّ والذي يمارس على كلّ التكوينات الكونيّة بشكل عام. وقد أشار فريدمان## إلى وجود الضّغط الكونيّ بهذا الشّكل المحدّد في معادلته المعروفة.
صديقنا نيوتن من جديد!
وفقًا لنظريّة نيوتن في الجاذبيّة الذي يصف حركات الكواكب حول الشمس بدقّة عالية ،التطرّق إلى نظريّة نيوتن فيه الكثير من التودّد إلى القديم والتوجّه إلى الجّديد بكلّ محبّة حيث يتمّ تحديد مجال الجّاذبيّة بالطّريق المعروف فيما يتعلّق بالأرض وكذلك فيما يتعلّق بالكواكب أو الأجرام الأخرى. حيث يتمّ تحديد هذا المجال من خلال توزيع كتلة الجّسم كما يقول برادلي. حيث تتأثّر الأرض من خلال دورانها عن طريق التسطيح النّاتج عن قوى الطّرد المركزيّ ولكن ليس بالتناوب، هكذا يقول برادلي.
ويقول برادلي كذلك عند الحديث عن التوسّع الكونيّ ينبغي أخذ كلّ الإحتمالات بنظر الإعتبار ووفق الأسس العلميّة وليس فقط ما يتعلّق بالجّوانب الأخرى رغم أهميّتها ومقبوليّتها وهي مثلاً ما يتعلّق بالجّانب الفلسفيّ والغيبيّ. فالتّمدّد والتوسّع الكونيّ فيه مواصفات مهمّة نوعيّة وعدديّة كما يقول صاحب فكرة الضّغط التقليديّ والتي يعتبرها سمة أو خاصيّة ضمنيّة. ولكن يجب أن لا نغفل ما يترتّب على هذه الخاصيّة حيث التغيّر النّاتج من فعل التمدّد أو التوسّع فالضّغط الذي يقصده برادلي شيء مهمّ ولكن الضّغط الآخر أكثر أهميّة وينبغي أن يوضع بثابته في المعادلة الكونيّة المهمّة، والتي تربط الضّغط بشدّة الطّاقة في السّوائل الكونيّة المختلفة.
يردّد بعضهم ومنهم برادلي بأنّ مفهوم الضّغط (كما هو مفهوم في الأذهان العاديّة) غير محدّد بشكل جيّد حينها سيكون هذا المفهوم مربكاً في الأبحاث بهذا الإتّجاه حيث أنّ هذا المفهوم يتعارض مع النسبيّة العامّة. وأنا أقول لو قمنا بدراسة المنظومة الكونيّة على أساس كونها منظومة ديناميكيّة حراريّة سيختلف الأمر كثيراً.
وسنعود إلى ذلك إن شاء الله

ـــــــــــــــــــــــــــــ
# كوسموس: مجلة سويديّة عمرها قد أتمّ مئة سنة حيث تأسّست عام 1921 في السّنة التي أثير الجّدل فيها حول نظرية آينشتاين النسبيّة العامّة.
## فيزيائيّ ورياضيّ سوفييتيّ شهير بمعادلاته المهمّة. ولد عام 1888 وتوفي عام 1925. صاحب نظريّة توسّع الكون وقد إشتهر بها وإلى الآن. يكتب إسمه بالروسيّة بالشكل التاليّ:
Алекса́ндр Алекса́ндрович Фри́дман








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأقمار الصناعية تكشف ثكنات عسكرية للحوثيين تحت الأرض


.. مقابلة خاصة مع مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس




.. الأقمار الصناعية تكشف ثكنات عسكرية للحوثيين تحت الأرض


.. معهد العلوم السياسية بباريس يرفض مراجعة علاقاته مع الجامعات




.. قبَّل يد رجل الأعمال محمد أبو العينين.. الطبيب الشهير حسام م