الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم استغلال الفرص

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

2022 / 2 / 19
العولمة وتطورات العالم المعاصر


فى بعض الأحيان تنشغل الحكومات والشعوب بقضايا محلية أو حروب ونزاعات تستهلك الجهد والثروات وتبطئ حركة التقدم . وعملية إبطاء حركة التقدم لأى دولة - وحتى لأى شخص - هى فرصه لدول أخرى للصعود واحتلال مكانة أعلى فى سلم التقدم العالمى فى عصر الابداع والابتكارات عصر العولمة. وبعض الدول تبقى على حالة من الثبات العالمى ويعنى ذلك تأخرها مثلما حدث لمصر وبعض الدول العربية خلال فترة التسعينيات وأيضا مثلما فعلت شركة نوكيا بثباتها الذى اعطى الفرصة لشركات اخرى فى الصعود مثل ابل وسامسونج ثم هواوى وأوبو وغيرهم مما أدى فى النهاية إلى بيع نوكيا إلى شركة ميكروسوفت الأمريكية ، ونفس الشئ حدث لشركات عريقة لم تتطور مثل كوداك التى لم تواكب التطور العالمى الديجيتال فى مجال التصوير. إن أصعب شئ فى العالم مع عصر العولمة هو تغييب الشعوب وشغلها بأمور فرعية وجانبية تأخذها بعيدا عن طريق التقدم العالمى غير المسبوق ، وقد تكون تلك الأمور بدعم من الإعلام وحتى الجهات السيادية . لقد كشفت وثائق ويكيليكس لصاحبها آسانج ثم هروب الجاسوس الأمريكى سنودن عام 2013عن أن العالم محاط بأمور سرية بعيدة تماما عن مدى أعين العامة. وبرغم أنه من الصعب تصديق أى حكايات عن المخابرات والأمور الامنية الوطنية وما شابه فى كل دول العالم إلا ان قول الجاسوس سنودن عن فترة تدريبه فى الخدمة العسكرية أثناء حرب العراق عام 2003 بأنها بينت له فظاعة العمليات الامريكية يكاد يكون حقيقيا ، فقد قال " إن معظم المدربين في البرنامج كانوا متحمسين لقتل العرب وليس لتحرير أي منهم". إن الرئيس جورج بوش الابن ومخابراته وإعلامه استغلوا الدافع الوطنى وغيبوا الشعب الأمريكى والعالم ليس فى السياسة والحروب فقط بل فى التعتيم على عدد القتلى والجرحى فى العراق وافغانستان ، ولم تفق الولايات المتحدة إلا عام 2008 مع الأزمة الاقتصادية ثم عام 2010 حين وجدت أنها أنفقت على الحرب خمسة تريليون دولار(خمسة آلاف مليار) دون أى فائدة تذكر، وقد استقطعت تلك الأموال من رفاهية الشعب الأمريكى ومن تسارع التقدم العلمى مما جعل الصين ثانى أكبر اقتصاد عالمى فى ذلك العام وجعل دول جنوب شرق آسيا والهند تقتطع جزءا كبيرا من الريادة الأمريكية فى شتى المجالات. لقد كانت الفترة منذ أحداث سبتمبر عام 2001 هى فترة صعود غير مسبوقة لدول آسيا من كوريا الجنوبية إلى الإمارات ليس بدافع المؤامرة ولكن تحت بند استغلال الفرص التى أصبحت تعنى فى عصر العولمة سرعة التقدم مع تباطؤ حركة الآخرين.
قد يكون من مصلحة دول آسيا الآن أن تقوم بتكثيف الجهود والعمل بأقصى طاقة أثناء شغل الولايات المتحدة والعالم الغربى مرة أخرى بأى قضايا داخلية وخارجية تبطئ حركة تقدمه ، وبالتالى يكون شغل أى دولة بامور الحرب والصراعات الداخلية هو فرصة لدول أخرى لسبقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و