الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى ميلاد الاتحاد المغاربي

عبد اللطيف بن سالم

2022 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بمناسبة ذكرى ميلاد الاتحاد المغاربي
بعد أكثر من ثلاثين عام من عمره

هي ذكرى ميلاد كائن لم يولد في الحقيقة وقيل أنه ولد ولكنه قد مات في المهد لأنه لم يجد من يهتم به ، لا أسرة تحتضنه ولا عائلة تكتنفه من كل جهة ولا حتى أمة تؤمن به وتقدر ما سيكون له من الاعتبار في لاحق الزمن ولعله أيضا بسبب الخوف الكبير من أنه سيكون له شأن عظيم في المستقبل ما سيهدد كل القوى العظمى في العالم قد دبّرت له تلك القوى المكائد لكي لا يظهر على الساحة وهناك احتمال آخر في أن تكون أمه التي حملت به وأنجبته في الآخر قد بعثت به إلى ما وراء البحر الأبيض المتوسط صغيرا للاختفاء لدى أسرة مهاجرة تقوم به ترعاه وتعتني به بعيدا عن الكلاب السائبة و حتى يسلم من بطش هؤلاء وجبروتهم وحتى لا تترك لهم الفرصة في التفكير في إعدامه في يوم من الأيام اللاحقة لآنها قد أدركت بحسها الوطني العميق بأنه سيكون له في المستقبل شأن كبير سيبعث في نفوس تلك القوى العظمى الكثير من الخوف والهلع ما سيجعلهم يفكرون بالضرورة في الإطاحة به بكل الطرق المتاحة ..

هذا من جهة ومن حهة أخرى فلعل فشل هذا الاتحاد في الاستمرار حيا يمشي على قدميه ككل الاتحادات التي ولدت قبله وشامخا مرفوع الهامة مثلها هو كونه اتحادا عربيا وأن الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لا يُرضيها أبدا أن يتوسع العالم العربي بتكتل في المشرق وتكتل آخر في المغرب وهي الساهرة منذ زمان بعيد على حراسة حوض البحر الأبيض المتوسط بأساطيلها الضخمة كي لا يحدث فيه شيء من هذه التكتلات المتوقعة والتي كانت دائما تخاف من أن تتكون وتلتحق بما كان يسمى سابقا بالاتحاد السوفيتي فيتفوق هذا عليها في القوة ويُهيمن حينئذ وحده على المنطقة وذلك ما لا ترضى أبدا به .

وبالتالي أ فليس لنا أن نفكر بطريقة أخرى ونحوّل هذا الاتحاد للمغرب العربي إلى اتحاد لشمال إفريقيا لعل رؤية الأطراف المناهضة لتكوينه تتغير تجاهه ويتكون ؟ وربما تصبح لها رؤية تفاؤلية نطمئن لها وقد تكون أيضا مساندة لنا فنربح اتحادا مهما قد تنضم إليه مستقبلا دول إفريقية أخرى واتفاق سلام مع من كان في الماضي يهددنا وحينئذ نبحث لهذا الاتحاد الجديد أمينا عاما جديدا من عمق إفريقية مؤمنا به ومتحمسا له كما ينبغي وربما استطاع أن يأخذ بيد هذا المولود الجديد إلى فضاء آمن مستقر يحلو العيش فيه فيُربّى تربية صالحة ويشبّ شبابا قويا ويكبر كبرا موفقا وناجحا إلى الأبد .

ملاحظة إضافية : في الطريق الرابطة بين مدينة سوسة وتونس العاصمة بالقرب من مدينة أكودة ساحة كبرى على مفترق الطرق بها جدارية منقوش عليها بالخط الغليظ " ساحة الاتحاد المغاربي " فقلت في نفسي عندما شاهدتها أول مرة وبكل حسرة وأسى : هذه الجملة تنقصها لتصبح معلومة صحيحة كلمة مهمّة هي ( الافتراضي ) ولا عجب فقد صرنا اليوم نعيش في الغالب مع كائنات افتراضية ونحن ندري وأحيانا لا ندري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف