الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا دواكم .. وعند الله شفاكم !!ء

خليل الجنابي

2006 / 9 / 6
كتابات ساخرة


كانت جدتي رحمها الله من المؤمنين بالطب الشعبي , فكانت تصف لكل داءٍ دواء من
الأعشاب
والنباتات , فهذا دواء للسعال والبرد , والأخر للاسهال والمغص المعوي والكلوي ,
وأعشاب
خاصة لأوجاع الأسنان والرأس.. وامراض العيون كانت تداويها ( بالشاي ) بعد غليِّه
وتبريده ,وما الى ذلك من الأمراض التي كانت منتشرة بين اوساط الكادحين وعوائلهم
وأطفالهم آنذاك .. وكانت تقول لكل واحد منهم ( هذا دواك وعند الله شفاك).. أما آلام
الظهر والمفاصل والفقرات فكانت تنصح بزيت الزيتون وزيت ( الخروِّع ) مع
التدليك ...ولعدم معرفتها بالقراءة والكتابة إلا بالقدر اليسير , لكنها كانت تحفظ
الكثير من آيات القرآن الكريم عن ظهر قلب , لذا كانت تستعين بأحفادها لقاء بعض
المحفزات ( الخرجيّه ) وهو المصروف اليومي , ليقرأوا لها قصاصات من الجرائد
والمجلات التي
كان العطارون يستعملونها لتغليف بضائعهم فيها .. وفي إحدى المرات قرأوا لها خبراً
مفرحاً
عن ( لزكة اُم النسر !! ) , والتي إنتشر صيتها ذلك الحين , حيث كانت تُباع أولاً في
الصيدليات , بعدها في الدكاكين ومحلات العِطارة ,وهي لعلاج آلام المفاصل
والروماتزم وآلام
الظهر والفقرات , وكانت ميزة هذه ( اللزكة ) أنها تلصق على المكان الذي توضع فوقه ,
ويجد المريض صعوبة بالغة عند رفعها , ومن شدة قوتها تترك أثراً مؤلما ً واحمراراً
على الجلد
الذي كانت تغطيه , بحيث يبقى يعاني منه المريض لأيام عديدة .. ومنذ ذلك الحين أخذت
تصف
( اللزكة ) لكل مريض من الكِبار يأتيها شاكياً من مرضٍ ما !! , وهي تحدد له المكان
الذي توضع فيه , حتى أن أحدهم إعترض عليها , حيث كان يشكو من آلام في رأسه , وهي
نصحته بأن يضع ( اللزكة ) على قدميه ,قائلة له إن (الوَلَم - الألم ) جاءك من (
الرجلّين - القدمين !! ) .هكذا كان الناس قديماً يعالجون أمراضهم وبلاويهم .. ولكن
الأمراض المنتشرة هذه الأيام عصيّة جداً , فهي الى جانب الأمراض التي تسببها
الفايروسات
والمكروبات والعُصيات , هناك أمراض اجتماعية , وفئوية وحزبية لا حصر لها , والسبب
واضح للعيان ,فالوضع المأساوي الذي يعيشه العراق , والأحتراب بين شرائحه , والفوضى
التي تعم الوطن من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه ,وقوى الظلام تعيث في الأرض
الفساد ,تخطف وتقتل وتُهجر ,والرشوة والمحسوبية والمنسوبية في كل زاوية من زواياه
,وفرق
الموت والسيارات المفخخة والأحزمة الأنتحارية والميليشيات والقتل على الهوية مستمر
دون
رادع .. ومأساة الشعب الذي لبس السواد والحِداد الدائم , وكل شيئ أصبح صعباً وعصياً
على الحل !! .. فمن منكم أيها السادة الذين انتخبكم الشعب , يصف الدواء
الناجح ,ويرتفع الى مستوى المسؤولية ويعمل من أجل الوحدة الوطنية والتآلف
والتآخي ,وتقديم مصلحة الوطن والشعب العراقي المعذب والمريض على المصلحة الخاصة ,
والآلتصاق بالوطن والشعب إلتصاقاً حقيقياً ( كلزكة اُم النسر !! ) ..وينادي ( هذا
دواكم وعند الله شفاكم !! ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتب مسلسل -صراع العروش- يشارك في فيلم سعودي مرتقب


.. -بمشاركة ممثلين عالميين-.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث ع




.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير