الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضمحلال الإمبراطورية الأمريكية وسقوطها

أحمد فاروق عباس

2022 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


والعنوان مستوحى من كتاب إدوارد جيبون الشهير " اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها " وهو كتاب عظيم القيمة ، يقع في ستة أجزاء كبيرة ، يتحدث فيه جيبون عن قصة الإمبراطورية الرومانية ، وضعفها واضمحلالها عبر قرون ممتدة ، حتى سقوطها النهائي ..

هل أمريكا ستنهار ؟

تنهار الدول والإمبراطوريات العظيمة لمجموعة متنوعة من الأسباب ، منها الحروب المتواصلة ، وخاصة عندما تزيد تكاليف الحروب ومزاياها النسبية على فوائدها ..
كما تنهار الدول عندما تضعف نخبتها الحاكمة ، وتسوء نوعية العنصر البشري الذى يتولى القيادة ..
وتنهار الدول الكبرى والإمبراطوريات عندما تلحق بها ثم تسبقها دول وامبراطوريات أكثر شباباً ..
وتضعف الدول عندما يحدث التناقض بين المكونات الرئيسية للمجموعات الحاكمة ، بسبب تنافر المصالح ، أو استئثار مجموعة او طبقة معينة بأغلب فوائد الإمبراطورية ..

وهذه الشروط لم تتحق في الحالة الأمريكية بعد ، فأمريكا - للأسف - مازالت قوية ، ربما اعتراها نسبياً الضعف ، لكنها - على الأقل - مازالت الأولى اقتصادياً وسياسياً ، وإذا كان لديها مشاكل فاللأخرين من منافسيها أيضا مشاكلهم ، ولذلك فاعتقادى أن القوة الأمريكية مازالت معنا لبقية القرن الحالى على الأقل ، أى أنها ستستمر كذلك في حياتنا وحياة من بعدنا ، فمن الأفضل أن نوطن أنفسنا أنها القوة الأكبر لبقية هذا القرن !!

ليس هذا أبدا داعياً للخوف أو مبرراً للقلق ، فقد خبرنا - وخبر العالم معنا - طبيعة هذه القوة وأسلوبها ، وراكمنا كثير من الخبرات في التعامل معها ..

ما يمكن قراءته وتوقعه هو الضعف والاضمحلال المستمر للقوة الأمريكية ، فقوة أمريكا اقتصادياً وعسكرياً عقب الحرب العالمية الثانية أكبر كثيراً مما كانت عليه فى التسعينات من القرن العشرين ، وهى أكبر بمرات مما عليه الآن ، أى أن قصة أمريكا فى السبعين سنة الأخيرة هى قصة التراجع وليس الصعود ، بينما قصة منافسيها هى الصعود وليس التراجع ، ففى تلك السنوات كانت أمريكا تلعب منفردة عالمياً ، أما الآن فخصومها على وشك اللحاق بها اقتصادياً ، وهم متساوون معها عسكرياً ..

وربما ما يمكننا أن نأمل فيه واقعياً هو عالم متعدد الأقطاب ، متوازن مع بعضه عسكرياً ، تاركاً الفرصة للصراع الاقتصادى والسياسي ..

اما الانهيار الكامل لأحدى القوى فمستبعد ؛ وحتى إذا حدث ، فسينشأ مكان القديم صور أخرى من الصراع ، فقد نشأ عن انهيار الاتحاد السوفيتى وصراعه مع الغرب في صورته الاممية الشيوعية ، صراعاً لا يقل ضراوة مع وريث الاتحاد السوفيتى .. الدولة القومية الروسية العريقة ..

الذين يعولون على إنهيار وشيك لأمريكا سينتظرون كثيراً ، وهو حلم ليس واقعياً ، ولكن عالم متعدد القوى تكون فيه أمريكا واحدة من قوى كبرى عديدة ، وليست هى القوة العظمى الوحيدة هو أكبر المتاح فى الأفق .. وهى نتيحة ليست بسيطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استئناف مفاوضات -الفرصة الأخيرة- في القاهرة بشأن هدنة في غزة


.. التقرير السنوي لـ-مراسلون بلا حدود-: الإعلام يئن تحت وطأة ال




.. مصدر إسرائيلي: إسرائيل لا ترى أي مؤشر على تحقيق تقدم في مسار


.. الرئيس الصيني يلتقي نظيره الصربي في بلغراد ضمن جولة أوروبية




.. جدل بشأن هدف إنشاء اتحاد -القبائل العربية- في سيناء | #رادار