الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجه الفلسطيني لحرب التحرير الجزائرية

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يخيّل إليك و أنت تتصفح كتب المؤرخين عن حرب الجزائر ، أنها ما زالت متواصلة في فلسطين ، بين دولة المستعمرين الإسرائيليين من جهة و السكان الأصليين من جهة ثانية ، فلم تُستخلص كل الدورس و العبر من " المأساة الجزائرية الطويلة " التي تميزت ، بالفصل العنصري وجرائم الحرب و الإبادات الجماعية و معسكرات تجميع المرحّلين عن البلدات و المشاتي ( كان ربع سكان الجزائر في سنة 1960 يعيشون في هذه المعسكرات) . هذا من ناحية أما ناحية ثانية فإن هذه المأساة تميزت أيضا بتشجيع المعدمين في فرنسا و أوروبا على الذهاب إلى الجزائر و الإستيطان فيها ، والحلول مكان الأصليين الذين صودرت ممتلكاتهم ، و طوردوا مطاردة الأشقياء الغرباء ،والخونة ، في بلادهم .

تحسن الإشارة هنا إلى أن السلطات الفرنسية عملت على ضم الجزائر إلى فرنسا ولكنها تمنعت عن منح الجنسية الفرنسية و الحقوق التي يتمتع بها المستوطن الفرنسي أو الأوربي إلى الجزائريين الأصليين ، باستثناء اليهود منهم الذين ساوى مرسوم حكومي ( décret Crémieux 1870) بينهم و بين الفرنسيين .

لست هنا بصدد مراجعة تاريخية عن الجزائر، أثناء فترة احتلالها ، بين 1830 ـ 1962 . فما أود قوله هو أنه كان لحرب التحرير الجزائرية أصداء مدوية في أنحاء المشرق العربي ، تمثل بالعدوان الثلاثي على مصر في سنة 1956 و المساهمة الفرنسية الفعّالة في ملء الترسانة العسكرية الإسرائيلية التي تحتوي ، بحسب المراجع على عدد كبير من الرؤوس النووية ، و هذا بحد ذاته عمل إجرامي موصوف ، الأمر الذي جعل للمشرق نصيب من "المأساة الجزائرية الطويلة " .( يٌقال أن اسرائيل انتصرت في حرب حزيران 1967 بواسطة المدرعات الألمانية و الطائرات الفرنسية ، على الأرجح أن ذلك على صلة بدور كل من ألمانيا و فرنسا في الحرب العلمية الثانية ) .

من البديهي أنه لم يكن أمام الجزائريين خيار غير حرب التحرير لكي لا يبقوا غرباء في بلادهم . و بالتالي فإن فرنسا تتحمل المسؤولية عن " المأساة الجزائرية الطويلة " التي حلّ القسط الأكبر منها بالجزائريين الأصليين ، و لم ينجو منها بالتأكيد أحفاد المستوطنيين الذين كانت الجزائر بالنسبة لهم وطنا بكل مايعنية مفهوم الوطن ، أو بكلام أكثر و ضوحا و صراحة ، اقتلع هؤلاء الفرنسيون ـ الجزائريون من بلادهم إقتلاعا ، مثلما أقتلع أجدادهم المزارعين الجزائريين من حقولهم و منازلهم .

كتب أحد المؤرخين الفرنسيين( Ageron ) " ما كان يجب على فرنسا أن تقوم في الجزائر ،بغير دور الحكم تسهيلا لولادة..أمة جزائرية شرعية فرنسية ـ اسلامية ..هناك مسؤولية جماعية تقع على الأوروبيين في الجزائر ،إنهم تسببوا لانفسهم بالأقتلاع الموجع ". يا للأسف لم يستخلص بعد الإسرائيليون و الفلسطينيون و الفرنسيون هذه الدروس !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوثائق الفرنسية والتهريب.. هل ينجح الترسيم في ضبط الفوضى عل


.. مشهد تمثيلي أمام مبنى بلدية بروكسل للتنديد باستمرار حرب غزة




.. شاهد| آثار القصف الإسرائيلي لمربع سكني بحي الزيتون جنوبي غزة


.. أكثر 1500 شخص في قطاع غزة فقدوا بصرهم خلال الحرب




.. حرائق غرب تركيا تهدد السياحة والبنية التحتية