الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شباب مصريون - التضحية بالأمن والأمان مقابل دولارات اليوتيوب

على زايد عبد الله

2022 / 2 / 23
دراسات وابحاث قانونية


منذ انطلاق ثورة الخامس والعشرون من يناير عام 2011 بمصر بسواعد شباب طموح يحلم لبلده بالإزدهار والتقدم والرخاء وأن ينعم فيها المواطن بحقوقه وحرياته فى ظل احترام الدولة لحقوق وحريات أفرادها، توقعنا جميعاً أن تأتى هذه الثورة بكل الخيرلأهل مصر وبداية جديدة لعهد حديث بعد زوال عهد بائد ساد فيه الظلم والاستبداد.
فتعتبر هذه الثورة بداية حراك سياسى جديد ظهر فى مصر بعد ثورة عام 1952، ومع أن ثورة يناير 2011غيرت الخريطة السياسية فى مصر جمعاء وبدأت تظهر أحزاب وكيانات سياسية وإئتلافات شبابية متنوعة من أجل وضع خارطة لمستقبل مصر القادم.
وهذا المناخ الذى كان موجوداً يعتبر مناخاً صحياً يصب فى المصلحة العامة للدولة ولكن مع الوقت بدأت الكيانات والتنظيمات تفرض سيطرتها عليهم ووضعت لنفسها أجندة سياسية واجبة التطبيق، وبدأت كل هذه الأحلام تتبخر سريعاً.
واستمرت الحياة السياسية فى مصر منذ عام 2011 حتى 2012 فى تخبط شديد وتهديدات دولية وإقليمية تحيط بالأمن القومى المصرى وتدخلات دولية سافرة فى الشأن الداخلى المصرى، إلى أن وصلنا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية فى 2012 ووصول الاخوان المسلمين إلى سدة الحكم بقيادة المرشد العام الذى حكم مصر عاماً كاملاً كان مليئاً بالأزمات الكثيرة التى من شأنها تهدم وتسقط أى دولة أخرى لو كانت قد تعرضت لمثل هذه الظروف.
وكان لهذه الثورة جانباً سلبياً تمثل فى ظهور ما عُرف بالنشطاء السياسيين المتواجدين يومياً على شاشات الفضائيات والمواقع الاخبارية والصحف والمجلات يتحدثون عن المستقبل وما هى الاجراءات والخطوات الصحيحة التى يحب أن نمشى على نهجها.
فهؤلاء النشطاء كانوا بالنسبة للقنوات الفضائية فى هذه الفترة بيئة خصبة للعمل الاعلامى (برامج التوك شو)، وقد عشناً جميعاً فترات تحليلية للوضع السياسى فى مصر خلال هذه الفترة لم يسبق لها مثيل، ومع افتضاح أمر بعض النشطاء فى قضايا التمويل الاجنبى القادم من الخارج اختفوا تماماً وهرب بعضهم إلى خارج مصر، ومع تغير الوضع المأساوى للاخوان المسلمين فى 30 يونيو عام 2013 وإزاحتهم عن سدة الحكم بمطلب جماهيرى من شعب مصر بدأت الجماعة وتابعيها فى تجميع قواها دفعا عن الشرعية للوقوف فى وجه مطالب جماهير الشعب المصرى بضروة تنحيهم عن الحكم، ومن هنا بدأت تظهر المواقع والمنتديات الالكترونية التى تحرض ضد الدولة ومؤسساتها المختلفة وأفراد القوات المسلحة والشرطة.
وقد ترتب على هذا التحريض الشبكى ارتكاب العديد من الجرائم الإرهابية ضد أبناء الشعب المصرى، والملاحظ فى الفترة الآخيرة قيام بعض الشباب المصريين بإنشاء قنوات على موقع اليوتيوب يستخدمونها يومياً فى التحريض والتشكيك فى كل ما يحصل على أرض مصر من تغيير حقيقى، فهم يعيشون خارج مصر فى نعيم الدول الغربية يطلقون الشائعات والتحريض ضد الدولة ومؤسساتها، كل هذا مقابل الآف الدولارات التى يجنوها من موقع اليوتيوب على جميع الفيديوهات التى يصورونها ويتم بثها عبر قنواتهم المشبوهة .
فهم شباب ذهبوا واحتموا بالدول التى تتشدق بالحريات وحرية الرأى وحقوق الانسان وهى دول على العكس تماما من كل هذه المعانى والمقاصد لهذه المصطلحات وبعيدة كل البعد عنها، وعند التفتيش عنهم نجد أنه ليس لهم اى مصدر عمل أو دخل شهرى إلا عبر اليوتيوب وتسأله انت شغال أيه يقولك أنا يوتيوبر. فحتى على مستوى القضايا التى يتم عرضها من قبلهم نجد أنهم ليسوا أصحاب رؤى أو فكر أو متخصصين لإبداء ارائهم فى مثل هذه القضايا، ولكن هى أجندات واضحة ومجهزة لهم دورهم يقتصر فيها على أن يقوموا بتغليفها وتقديمها فى شكل مثير وبطريقة بهلوانية لتحقيق مزيداً من الإثارة وزيادة عدد المشاهدات.
فالشاهد هنا أن هؤلاء الشباب لا يمكنهم لوحدهم توفير كل هذه الامكانيات اللازمة لتصوير هذه الفيديوهات بتقنيات حديثة فلابد من توفير استديوهات مجهزة على أعلى مستوى من الكفاءة الفنية وتوفر مجموعة من الفنيين المتخصصين وكل هذا اللاسف بتمويل ودعم جهات ودول خارجية لا تريد الخير لمصر وشعبها تساعدهم على محاربة بلدهم وشعبهم والمؤسف أن شباب اليوتيوب قد ضحوا بأمنهم وأمانهم داخل دولتهم وكذلك أمن وأمان ذويهم مقابل هذه الدولارات ورغد العيش فى الخارج ومطالعة ومسايرة ومحاكاة أهل الغرب فى كل ما هو جديد والتطبع بطبعهم واساليبهم، فضلا عن حرمانهم من رؤية ذويهم والعيش معهم فى مصر فمنهم من يعيش فى (تركيا والولايات المتحدة واسبانيا وقطر وفرنسا).
فشباب اليويتوب الذين نتحدث عنهم توسعوا كثير فيما يفعلونه ويبثونه عبر قنواتهم الالكترونية لأنهم مدركين تماماً أن أمرهم قد أنتهى بعدم عودتهم مرة أخرى إلى بلدهم. فكل ما يصدر عنهم عن طريق البث الالكترونى يمثل جرائم فى حق الدولة من جهة الداخل ومن جهة الخارج كالإرهاب والتحريض على قلب نظام الحكم ونشر الشائعات وإثارة الرأى العام الداخلى وكل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم أى بمضى مدة زمنية معينة لأنها تمثل تهديداً للأمن القومى المصرى فستظل هذه الجرائم تلاحقهم إلى ما شاء الله، وهنا يأتى السؤال هل التضحية بأمنكم وأمانكم انتم وذويكم داخل بلدكم تساوى كل هذه الدولارات التى تجنوها من وراء التحريض والتشكيك فى الدولة ومؤسساتها، ومحاولة إثارة الرأى العام داخل الشارع المصرى ضد السلطة العامة؟. فلتبقوا إلى الأبد فى المنفى ومطاردين ولا تنعموا أبداً بأى حرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر


.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود




.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023


.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | عنف واعتقالات في مظاهرات طلابية في أم