الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مليكة

محمد طالبي
(Mohamed Talbi)

2022 / 2 / 23
الادب والفن


فتاة تشد شعرها برباط وردي و تنتعل حداء اسودا،جسمها ضخم،ترتدي فستانا حريريا احمر اللون،يرافقها طفل صغير ضامر الجسم،قصير القامة،قاسي الملامح.. بعد ان اصبح الشارع خاليا الا من اصحاب المحلات و القطط. وبعد ان غادرته حتى الكلاب.فكر ربما تكون الفرصة قد حانت لمصارحتها بما يخالجه من مشاعر الاعجاب و الحب.كان مهووسا بحبها كانت حبه الكبير.كان يود ان يبوح لها باشياء كثيرة،كان بوده ان يخبرها انها امراة لا ككل النساء.. الشجاعة كانت تخونه في كل لحظة يتقاطع فيها مسارايهما. استجع قواه،نفخ صدره،زفر زفرات متتالية، وكانه يطرد الخوف الجاتم على صدره.. بخطوات واثقة سار خلفها و كله عزم على مصارحتها بحبه ، خطواته تتسراع يقترب منها شيئا فشيئا. احست بخطوات تقترب منها،استدارت على حين غرة. قبل ان ينبس ببنت شفة تجمد في مكانه و كانه اصيب بنوبة صرع.فرائصه بدأت ترتعد بعد ان تدكر ان "حميد" صديقه سقط الاسبوع المنصرم، مغشيا عليه، لمدة ربع ساعة و لم يستفق الا بعد ان قام صديقه مصطفى بحك نصف بصلة على منخاره. سقط المسكين بعد ان تلقى صفعة مدوية من كفها الايسر.
ترك " مليكة تايسن" تكمل طريقها نحو الكورنيش، نظر نحو الرصيف المقابل،كان بائع السجائر جالسا على كرسيه في مكانه المعتاد يرتدي نظارات شمسية سوداء،من خلفها يراقب كل صغيرة وكبيرة.رسم على وجهه ابتسامة ساخرة،
-با صطوف شي كولواز
- بلاد ولا كونطربوند؟
- بلاد أ عشيري.
شرع يدخن سيجارته وهو ينظر الى الجسم الضخم، يمشي الخيلاء و كله حسرة على تضييع فرصة الحديث الى "مليكة". فجأة توقفت صاحبة القميص الحريري عن السير،عادت ادراجها و هي تجر الطفل الصغير جرا، توجهت نحو بائع السجائر قائلة:
- عند الشوكلاط؟
-ماروخا ولا نوتيلا؟
-غادي تهضر مقاد و لا غادي نفاكم دين امك.
استجمع ما تبقى من قواه،ثم تقدم نحوها قائلا:
- مليكة، سمحي لي نتكلم معاك...
قبل ان يتمم كلامه،كانت يدها اليسرى،تسير بسرعة فائقة نحو خده الايمن،تفادى الضربة في اخر لحظة،استقرت هذه الاخيرة،على خد بائع السجائر،طارت نظاراته السوداء في الهواء،وسقط بعدها،مغشيا عليه.قبل ان يستوعب الموقف كانت ضربة باليد اليمنى،تتجه هذه المرة نحو خده الايسر، بحركة دائرية تفاداها،و التف حول "مليكة"،اصبح خلفها مباشرة،بدفعة خفيفة سقطت مرمية على الارض الى جانب بائع السجائر.حركاته و تفاديه للضربتين و استغلال قوة الخصم لاسقاطه تدل على انه بارع في فنون الحرب.
-واعر انت اولد الكلبة.كا ضرب بنت
- سبحان الله ا "مليكة" شكون اللي ضرب الاخر؟ منين نجيبو دابا البصلة تاني؟
- بلاتي نعطيك الريحة ديال و فيق هاد الزمر.
- فيقيه انت نيت اللي صبقاك يديك
الطفل الصغير يبتسم بخبث،
بعد،خمس دقائق كان بائع السجائر، يجلس مرة اخرى على كرسيه،و يضع نظارات الرايبن السوداء و يراقب المكان.الطفل الصغير،يأكل قطعة شوكولاطة بنهم، صاحبة الفستان الحريري تسير نحو الكورنيش و تولوح بيدها له و ترسم على محياها ابتسامة عريضة.
بعد غابت عن ناظر يهما، اسر له بائع السجائر قائلا:
- واش ماعرفتيهاش؟
- لا شكون هي؟
- بنت القايدة ديال المقاطعة و البرهوش خوها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف


.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??




.. عيني اه يا عيني علي اه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو




.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد