الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخوة الأعداء !!..

مصطفى الرزاق

2022 / 2 / 24
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


تكشف آليات الفساد الممنهج أنَّ مآل أي منظومة سياسية هو مآل إقتصادي ، يتبدَّى ذلك من تضَّخم ثروات أصحاب النفوذ "" المسؤولين "" على حساب عموم المواطنين الذين ينحدر مستوى معيشتهم بسببه إلى مادون خط الفقر ، في مواجهة ذلك ترتفع أصوات المطالبين بتحقيق العدالة التي يتم الإستجابة لها بطريقة مواربة حيث تُزَفُ في عرس ديمقراطي مهيب "" عدالة مبسترة "" يتم عبرها حجز مقاعد في مراكز صنع القرار لقوى سياسية و مجتمعية يتم إختيارها بعناية لكن يترافق ذلك مع وضع آليات تكبح أية فرصة محتملة لأي مشاركة في صنعه ، في هذه النقطة بالذات يلتقي التفسير المادي للتاريخ مع فكرة العدالة التي تكون مزيفة ما دامت تقتصر على تمثيل سياسي لا يكون قادراً على فرض إعادة توزيع الناتج الإقتصادي بشكل متساوي بين أفراد المجتمع ، في ظل غياب ذلك -- التمثيل السياسي الحقيقي -- فإن عمليات النهب الكبرى تتم تحت أكبر الشعارات و أكثرها راديكالية ، حيث يجري تزييف الوعي القاعدي لعموم المواطنين الذين يتم تكريمهم بأثمن المكافآت القيِّمة ، و لكن بدلاٍ من تخصيصهم بعائدات إقتصادية يستحقونها و هم بأمس الحاجة لها ، فإنه يتم توزيع هويات و إنتماءات إثنية ... طائفية ... دينية ... عليهم ترفع بهم إلى مستوى القديسين و الآلهة ، لذلك ترفق كل هدية بِعَدوٍ خطير يستهدف هذا الإله الذي في كل واحد منهم ، ممَّا يتوجب تحشيد كل الإمكانيات البشرية -- من خلال ضبط الأفراد عن طريق أجهزة القمع الكثيرة -- و المادية عبر إحتكار جميع الفعاليات و الموارد الإقتصادية ، بهدف مواجهة هذا العدو الخارق و التصدي له ، في ظل هذه الخرافة " الهوية و عدوها " يتم حرف البوصلة عن وجهتها فيتحول الإحترابُ من صراع وطني بنَّاءٍ مجدٍ بين طبقتين ناهبة و منهوبه إلى صراعٍ أهلي عبثي دام بين أفراد الطبقة الواحدة يجدر تسمية أبطاله الأغبياء بالأخوة الأعداء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة سياسية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق في البصرة 31 أيا


.. مسيرات اليمين المتطرف في فرنسا لطرد المسلمين




.. أخبار الصباح | فرنسا.. مظاهرات ضخمة دعما لتحالف اليسار ضد صع


.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف




.. مظاهرات في العديد من أنحاء فرنسا بدعوة من النقابات واليسار ا