الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية في العلوم السياسية الحلقة 12

امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية

(Amrhar Mohamed)

2022 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي
الحلقة 12

المبحث الثاني خطاب الفرقاء السياسيين حول التعددية اللغوية.
تعتبر القضية اللغوية من القضايا السياسية الكبرى في خطاب أغلب الفاعلين السياسيين المغاربة، وبصفة خاصة الأحزاب السياسية، حيث شكلت اللغة بمعناها الإيديولوجي إحدى القنوات المستعملة لتكريس النخبوية والإقتراب من المؤسسة الملكية من جهة.وتحييد الجماهير الشعبية من جهة أخرى.
وهكذا وان إختلفت المنطلقات والمرجعيات الإيديولوجية، فإن التعامل مع مفاهيم اللغة الوطنية، اللغة القومية، الخصوصية المغربية، لم يختلف كثيرا من منظور الأحزاب المغربية أو وزراء الملك.
وهكذا وإن كان الطرح المحافظ ينطلق من إعطاء الأولوية للغة العربية بإعتبارها اللغة الرسمية، واللغة الوطنية، أو لغة القرآن والدين الإسلامي، فإن الطرح العلماني غالبا ما ينطلق من الإلتزامات القومية التي إصطبغت بمفاهيم التقدمية، والإشتراكية، مع تبرير وجود الفرنسية كلغة للإنفتاح ولغة العلم.
وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل حول كيف عالج كل فريق هذه المسألة؟ وماهي التصورات المطروحة للتعامل مع قضية التعددية اللغوية؟ ذلك ما سنحاول مقاربته في المبحث الثاني من خلال رصد القراءات المختلفة والتي عبرت عنها أدابيات الأحزاب السياسية أو آراء مناضليها.

المطلب الأول: خطاب المحافظين حول التعددية اللغوية
المقصود بالطرح المحافظ للقضية اللغوية، أنصارالوحدة اللغوية للمغرب إنطلاقا من خصوصيته كدولة مسلمة، وإعتبار العربية اللغة الوطنية ولغة الإسلام، هؤلاء الذين يتماهون في ذلك مع الكثير من المقولات التي تصب في هذا الإتجاه لذلك فالغالبية العظمى منهم لم يتناولوا قضية التعددية اللغوية إلا مع التحولات التي أفرزتها المستجدات السياسية، المرتبطة بموجة حقوق الإنسان، الشئ الذي دفع بهم إلى التخفيف من حدة الخطاب السياسي حول هذه القضية مع القبول الضمني بالتعددية اللغوية، ولكن كأداة من أدوات الحفاظ على الأفكار والإيديولوجية المحافظة.
وهذا ما سوف نحاول التعرف عليه من خلال التطرق إلى بعض الأمثلة من أنصار الخطاب المحافظ حول اللغة:

الفقرة الأولى: حزب الإستقلال، اللغة العربية أساس الهوية الوطنية
يعتبر حزب الإستقلال والذي ينطلق في مقولاته من المرجعية السلفية أكبر مقاوم للإعتراف بالتعددية اللغوية والثقافية للمغرب، وقد جسدت أدابياته هذا المنحى من خلال تأكيده على إعتبار البعد العربي والإسلامي المحدد الوحيد للهوية المغربية.
وكانت الحرب بينه وبين الحركة الشعبية ذات التوجه المخزني المرتبط بالأعيان القرويين الأمازيغيين حربا سجالا.
ولقد حدد علال الفاسي تصور الحزب لهذه القضية، في وحدة اللغة الوطنية التي هي اللغة العربية، والتي تفيد التأكيد على الإمتداد العربي الإسلامي للمغر ب، لهذا طالب بتعميم اللغة العربية الفصحى في كل مجالات الحياة العامة عن طريق التعريب على إعتبار أن ذلك هو المدخل للحفاظ على الإنسية المغربية ضد الغزو الأجنبي.
لذلك دافع علال الفاسي عن العربية وعن الوحدة اللغوية دفاعا مستميتا وفي هذا الإطار يقول>( ).
وظل الأستاذ عبد الكريم غلاب في هذا الإطار يرفض أي دعوة للإعتراف بالتعددية اللغوية، ويذهب إلى أن اختيار اللغة الوطنية بين لغتين أو أكثر. يقوم على أساس إختيار اللغة الأقوى، قوة ثقافة، هو الحل لمشكل تعدد اللغات، ذلك أنه من شأن صراع اللغات أن يجعل منها جميعا مجموعة من الوسائل الضعيفة- سرعان ماتنهزم- ثقافيا ثم سياسيا وإجتماعيا أمام اللغة الأقوى( ).
ويرى في هذا الإطار أن الثقافة الوطنية يجب أن تتبنى لغة وطنية واحدة كلغة تلقين وعلم، أي تمكين اللغة الوطنية- المقصود هنا العربية- التي تملك رصيدا علميا والتي تطورت في أفق أوسع من حدود الوطن الضيق، والتي لها إشعاع أوسع مدى، والتي تبشر بمستقبل أكثر نجاحا، تمكين هذه اللغة من أن تكون لغة العلم والثقافة.( )
ولتحقيق هذا التصور قام الحزب بعدة خطوات من أهمها تبنيه لسياسة التعريب والدفاع عنها. وفي هذا الإطاريذهب إلى أن تحقيق الذاتية الوطنية والقومية يستوجب تقرير ضرورة الإرتباط العضوي بين تعريب التعليم والإدارة والحياة العامة( ).
ويرى عز الدين العراقي وزير التعليم السابق ومهندس سياسة التعريب في بداية التمانينات أن مستقبل الفرنسية نفسها بالمغرب رهين بمدى نجاح سياسة التعريب( ) من عدمه.
وهكذا وإن لم يتناول الحزب قضية التعددية اللغوية بشكل مباشر في برنامجه المتعلق بإنتخابات27 شتنبر2002، فإنه ركز على إلتزامه بميثاق التربية والتكوين وتوفيره كل الشروط من أجل تطبيق مقتضياته على مستوى البرمجة والمراحل المسطرة حتى يتم ضمان النتائج المرجوة من هذا الميثاق.( )
وهذا مايشكل إلى حد ما ليونة في تعامله مع المسألة الثقافية، والقبول بالإستئناس بالأمازيغية، كأداة لتلقين العربية كما جاء في ميثاق التربية والتكوين.
وهذا الإنفتاح على الأمازيغية الذي تكرس كذلك مع مؤتمره الرابع عشر الأخير، الذي ذهب فيه الحزب إلى حد المطالبة بإعطاء المزيد من الإهتمام للأمازيغية كأحد المكونات الأساسية للهوية الوطنية والإنسية المغربية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيع دراجة استخدمها الرئيس الفرنسي السابق لزيارة عشيقته


.. المتحدث باسم الصليب الأحمر للجزيرة: نظام الرعاية الصحية بغزة




.. قصف إسرائيلي يشعل النيران بمخيم في رفح ويصيب الأهالي بحروق


.. بالخريطة التفاعلية.. توضيح لمنطقة مجزرة رفح التي ادعى جيش ال




.. هيئة البث الإسرائيلية: المنظومة الأمنية قد تتعامل مع طلب حما