الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يجري في هذا البلد المنكوب؟

احمد حامد قادر

2022 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


توقع الكثير من السياسين العراقيين و الاجانب المعنيين بأنه بعد أجراء الانتخابات في العاشر من أكتوبر السنة المنصرمة. سيتم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة و ستسير الامور و فق المخطط المرسوم لها مسبقا ... الخ. الا ان الاحداث و الغييرات التي جرت و مازالت أثبتت بأنهم في وداى و واقع هذا البلد في واد آخر.
فقد مر أكثر من أربعة أشهر على عملية الانتخاب و المشاحنات و التكتلات بين المتصارعين الطامعين في السلطة ما زالت على أشدها.
فقد تجزأت كيانات الشيعة و السنة و الكرد الى فرق و كتل متنافسة فيما بينه. من جهة و تعمقت المنافسة بين الكيانات الثلاثة من جهة أخرى. بسبب التمسك بمصالحها الخاصة اولا. و ضغوط و تأثير القوى الخارجية من جهة أخرى " الحبل على الجرار" كما يقول المثل الشعبي!!
و ما يجدر ذكره, هو ان هذه القوى المتنافسة على السلطة و الثروة الداخلية منها و الخارجية. لم تع ما وصلت اليها هذا البلد من حالة التفرقة و التمزق على أيدي الدولتين المتصارعتين من أجل السيطرة عليه أقتصاديا و سياسيا أى الولايات المتحدة الامريكية و الجمهورية الايرانية. و كيف انهما استعانتا بـ (سياسة الـ فرق تسد) التي كان الاستعمار البريطانى يتبعها.. بعد أن أحتل العراق بعد الحرب العالمية الاولى.
فقد بذلت الحكومة الامريكية كل ما في وسعها من اجل الحصول على الأكثرية الحاسمة في البرلمان العراقي الجديد و لكنها لم تفهم و لم تقدر قوة و تأثير الجهة المقابلة على أغلبية الشعب العراقي التي سيطرت على الحكم في العراق منذ 2004 و الى اليوم!!
علما ان الولايات المتحدة هي التي دعمت المكون الشيعي و سيطرته على الحكم بعد اسقاط (نظام البعث الصدامي) وعلى كل حال فأن ما يجري في هذا البلد من الاحداث , المشاحنات و التهديدات السياسية و الاغتيالات السياسية و القصف بالصواريخ و الطائرات المسيرة ... ألخ التي تدل على الحقد و الكراهية المبطنة لدى الاطراف المنعية تنذر بنشوب حرب داخلية دامية اذا لم تصل الجهات المتنافسة الى حل الوسط. و المساومة على تقسيم السلطة و الثروة. علما بأن هذه المساومة لم تحصل دون توصل الدولتين المذكورتين الى نوع من التفاهم و التقارب. و لايخفى التأثير الكبير الذي ستتركه نتائج المفاوضات الجارية بين الكتلة الامريكية و أيران بشأن السلاح النووي, أيجابيا او سلبيا على الصراع الدائر في العراق.
هذا و يمكن التأكيد يأن احد الاسباب الرئيسية للحالة المتأزمة الراهنة في العراق. هو عدم وجود قوى وطنية ثورية موحدة. كي تأخذ المبادرة لاسقاط نظام البعث من التحالف الامريكي. فعندما كانت أغلب قادة قوى المعارضة مجتمعة في أربيل آنذاك. طلب منها الحزب الشيوعي العراقي تجميع قواها و تأخذ المبادرة في عمليات اسقاط (صدام) و عدم اللجوء و الاستعانة بقوى التحالف الامريكي لأن الاحتلال الامريكي للعراق سيأتي بعواقب خطيرة على هذا البلد. و لكن تلك القيادات و المكون الشيعي بالاخص لم تأخذ بفكرة الحزب. فكانت موضع ثقة الحاكم الامريكي (بول بريمر) في مجلس الحكم خلال السنة التي الولايات المتحدة تحكم العراق. حيث سلمت السلطة الى المكون الشيعي بعد أن ضمنت لنفسها ما أرادت!!
هذا وسوف لن تكون نتائج هذا الصراع الدائر في البلد في صالح الشعب العراقي بأي حال من ألاحوال!
هذا و يعد من خلال سير الاحداث, ان الصراع الدائر بين الشيعة و السنة يسير نحو الانسداد. حيث أخذ البعض من الشخصيات الكتل السياسية تتحدث عن أعادة الانتخابات من الجديد لأن الانتخابات السابقة لم تؤدي الى النتيجة الحاسمة.
هذا أضافة الى الخلاف بين الكيان الكردي بشأن ترشيح من سيكون رئيس الجمهورية. الذي عرقل و يعرقل تشكيل الحكومة الجديدة. عليه يجب أن يعالج المسألة بين الاحزاب الكردية.
و على هذا التوقعات فسيكون الدور الحاسم للدولة الامريكية لرأب الصدأ بين موقف الحزبين الكرديين. وأعني انحياز أحدهما الى الطرف الاخر ليصبح بالامكان تكوين الكتلة الكبرى المطلوبة لتشكيل الحكومة القادمة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب