الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«بوتين» ومستقبل العالم

ضيا اسكندر

2022 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


متسارعةٌ هي الأحداث التي تعصف بأوكرانيا، لا سيما بعد اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، والهجوم الروسي على أوكرانيا وإعلان حالة الحرب.
ندرك جميعاً خطورة الاستفزازات (الغربية – الأمريكية) ضد روسيا منذ أحداث (الشيشان – جورجيا - ناغورني كارباخ - كازاخستان – أوكرانيا..) والتي ما انفكّت تسبّب الصداع للدبّ الروسي. بسبب استمرار التحرّشات الغربية ضده بغية محاصرته وتفكيكه وإخضاعه.
ومن المعروف صلابة الرئيس بوتين حيال الضغوط التي تعرّض ويتعرّض لها. ولن يقبل الرضوخ للإملاءات الغربية، وهو الذي أعاد لروسيا هيبتها وقوتها في مقارعة الولايات المتحدة، وزاد على ذلك بتحالفه الاستراتيجي مع الصين. ولا يمكن أن يذعن لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو (الذي لا مبرر لبقائه بعد تلاشي حلف وارسو وانتهاء الحرب الباردة).
مما لا شك فيه أن الهجوم الذي أعلنته موسكو على إقليم دونباس شرق أوكرانيا صبيحة 24/2/2022 الغاية منه الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الأطراف المعنية، والاتفاق على طلبات روسيا المشروعة والمحقّة والاعتراف بمصالحها ومكانتها ودورها في حل النزاعات الدولية.
والسؤال: هل يكفي امتلاك روسيا لترسانتها الحربية المرعبة لتحقيق أمنها القومي الاستراتيجي، أم أن عليها اتباع نهج جديد على الصُّعُد الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية واستثمار ثرواتها الهائلة (40% من ثروات العالم الباطنية في أراضيها) بما يكفل تحقيقها أعلى معدلات للنمو وأعمق عدالة اجتماعية بحيث تتبوّأ المكانة التي تستحقها على المسرح الدولي؟
وهل يُعقل أن يبقى ترتيبها في مجموعة الدول العشرين، الدولة الـ (12) في الدخل القومي؟ وترتيبها في متوسط دخل الفرد الـ (45) من ضمن قائمة الدول (153)؟ مع تفاقم الفوارق الطبقية في المجتمع؛ إذ يبلغ عدد فقرائها أكثر من (20) مليون شخص من أصل عدد سكانها الـ (140) مليون نسمة؟. وهي القادرة على منافسة كبرى الدول فيما لو اتّبعت سياسة أخرى كما أسلفنا. إلا أن اقتصادها ما زال يعتمد بالدرجة الأولى على تصدير النفط والغاز والسلاح!
إن المخاض الذي تعيشه دول العالم والذي يبشّر باقتراب الوصول إلى عالم جديد يلغي الأحادية القطبية والانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب. يقع بالدرجة الأولى على عاتق روسيا والصين ودول «البريكس» ومنظومة «شنغهاي» في بلورة هذا التحول العظيم بتاريخ المجتمع الدولي.
فهل سنعاصر ونشهد ولادة هذا العالم الجديد كما نأمل، وما سيُفضي إليه من انعكاسات إيجابية على حل الأزمات الدولية وفي طليعتها الأزمة السورية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح