الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه-الحلقة الثامنه-

حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)

2022 / 2 / 25
الادب والفن


#الحلقةالثامنة
لقد تحدثنا في الحلقة السابقه عن جماليات التلقي في عروض مسرح الشارع وتقسيمات مراحل التلقي الي ثلاثة مراحل مرتبطه بالمتلقي لتحديد دوره في عروض مسرح الشارع وتلك التقسيمات هي مرحلة المتلقي قبل العرض وخلاله وبعد العرض ومازالنا في هذه الحلقة نناقش مرحلة المتلقي أثناء وخلال مسرح الشارع والتي تنطلق من
1-نقطة الجذب والإنطلاق
2-المصادفة3-التلقي الحسي والذي سنشرع في مناقشته في هذه الحلقه

(3) التلقي الحسي
»»»»»»»»»»»»»»»
تخلق بين الباث والمتلقي علاقة تواصليه مباشره أثناء سير العرض وهي قائمة علي منظومه علاماتيه تستهدف المتلقي سواء كانت علامة سمعيه او بصريه يستجيب لها وفق ماتثيره فيه من ردة فعل او تأثير.
(أ) العلامة المسرحيه
»»»»»»»»»»»»»»»»»
وللعلامة المسرحيه خصائص حددت ب (الوجوب الدلالي ،التضمين، التحول، الترتيب الإفتراضي في الظهور) إذ تخضع عملية إنتاج الدلالة للتحكم(فكل شئ ولو كان إعتباطيا ضمن الخطاب المسرحي فإنه يقرأ بوصفه علامة داله) فالخطاب في مسرح الشارع وفي الفضاء العمومي يرتبط بفعل العلامة المتوالده من تفاعل الممثل مع ماحوله من أنساق علاماتيه كون كل ما يوجد في هذا الفضاء المادي الطارئ بطبائعه المعماريه والجغرافيه والإنفلاتيه وبشكل غير مبرر ينبغي أن يتسم بصفة العلامه وقدرتها علي إنتاج وتوليد افكار قد تكون مغايرة لدي المتلقي لما هو موجود ضمن خطاب العرض فضلا عن التضمين المتمثل في سيادة دلاليه ثانويه علي دلالات أوليه وإمتلاك العلامه القدره علي التحول الي علامه مغايره ضمن الخطاب. فالتحول يتبعه تغير علامي في الأنساق الدلاليه للخطاب المسرحي
اما قوة العلامه المسرحيه فإنها تتناسب طرديا مع قدرتها وتأثيرها في الخطاب وفي ذهنية المتلقي في تحليله وصولا للمعني الدلالي لتلك العلامه.
وعلي الرغم من انه يستحيل تقريبا بناء اعمال مسرحيه في الفضاء العمومي بدون علامات إجتماعيه موجوده مسبقا في العالم الواقعي إلا أن المسرح يستطيع خلق علامات جديده غير موجوده في العالم الإجتماعي لتكتسب معني داخل العمل المسرحي فقط.
إن مشكلة تحديد مدلول العلامة المسرحيه في الفضاء المادي الطارئ يتطلب التعامل معها من خلال وجهات نظر ثلاث هي كالتالي:-
(1) -تجريد العلامات الإجتماعيه من مدلولها الأكثر شيوعا وإستدعاء ما يسمي(بتأثير عدم التحقق) لكسر المعني السابق حتي يتم منحها مدلولا آخر.
لكن وجهة النظر السابقه ستؤدي الي إيجاد إنقسام في السلسلة الرمزيه التي تستعمر عقل المتلقي
(2) عرض المرجع مثلما يتم بنائه إجتماعيا إما لنقده أو إلغاؤه وتحوله
(3) ترك الحرية الكبيره للمتلقي لمنح معني ومدلول للعمل المسرحي وعلاماته. و"الباحث"يتفق مع وجهة النظر الأخيره والتي هي عملية ينخرط من خلالها الأفراد في قراءة عرض مسرح الشارع مع إمتلاك القدرة علي إدراك المغزي الدقيق للمعاني. وحسب الرؤية الكونيه بأكملها للمتلقي والمرتبطه بعصر او مرحلة تاريخيه معينه وهو مايعرف بالمفهوم الكلي" للأيدولوجيا"
(ب)طبيعة الفضاء المادي الطارئ
««««««««««««««««««««««««
كفضاء يسمح بالتفاوض وكافة التفاعلات الثقافيه المعقده التي اتخذت سيناريوهات تتراوح بين الإستيعاب الثقافي، الإستقطاب الثقافي. فعلاقة المؤدين بمن يواجههم .وبماذا يواجههم من خلال أفعالهم الأدائيه تحقق اشكالا جماليه فضلا عن تكوينات إجتماعيه جديده وهويات إجتماعيه جديده. ذلك أن الأداء لا يعني إلا أن الإنسان هو من يخلق القواعد وهو من يمتلك الحق في كسرها ليحل التماثل محل الإختلاف.
(ج)"لحظة تحرر المتلقي"
»»»»»»»»»»»»»»»»»««««
هي" اللحظة التي يتم فيها كسر القيود التي جبل عليها المتلقي من الوضعية السائده والمألوفة لمشاهدته السلبيه داخل قاعات العرض المسرحي بأن يشارك صناع العرض في بلوغ الغايات الدلاليه منه" إما مشاركة فعليه بالتداخل او التعليق او بالحوارات الجانبيه مع انظاره المشاهدين. وإما مشاركة ذهنيه تتيح له طرح التسأولات وفك شفرات العرض وتوقع الأحداث مسبقا أثناء المشاهده. وهي ايضا اللحظة التي يتحول فيها المشاهد الي متلق ثم الي متلق مؤدي يتجادل ديالكتيكيا لتقديم حججه وبراهينه حول القضية اليوميه المعروضه أمامه ولو بسؤال إستنكاري رافض لما هو مطروح في العرض.
لذا إن دراسة ردود أفعال المتلقيين وتقفيها وتسجيلها( كالحركات اللاإراديه، اللامبالاه، العلاقة التواصليه، صلة المتلقي بالأداء، الأحاديث الجانبيه والتعليقات علي ما يتم مشاهدته، ومراقبة ذلك المتفرج شارد الذهن وكذا المتفرج دائم التنقل لينعم بحرية المشاهده من الزاوية التي تروق له .وكذا تجاوبات المتلقيين من خلال الضحك الجماعي الراجع للإعجاب والتصفيق والتفاعل الفوري. ستقودنا الي التأسيس للمعني من خلال عملية الفهم والتأويل التي يمثل فيها المتلقي شريكا في إنتاج العرض ومكونا ل"خطاب المتفرج للأخرين" كما أطلقت تسميته الناقده الفرنسية"آن اوبرسفلد.
ومن المتعارف عليه أن الممارسة النقديه لا تتحقق إلا أثناء مشاهدة العرض وبعده فعملية التلقي تتجاوز المتابعة الفعليه للعرض لتمتد الي الحوارات التي تدور بين المشاهدين بعضهم البعض والكتابات الصحفيه النقديه وغيرها مما يجري بعد العرض. وهذا يدفعنا للتسأول حول كيفية تجلي التلقي في المرحلة البعديه للعرض? وماهي مميزاته وابعاده الأيدلوجيه والسيسيوثقافيه والجماليه?
هذا ما سوف نجيب عليه في الحلقة التاسعة من التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا


.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب




.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في