الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمنيت لو لم أسمعك ...أنت تبثُّ سماً زعافاً يا غادري

بسام العيسمي

2006 / 9 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أطلّ علينا الغادري من شاشة فضائية الحرة ضمن برنامج أحد الأسئلة بتاريخ 27/8/2006 بكلام مُسف ومؤذ لسامعيه .
جلدت نفسي وأنتصرت عليها مُكرهاً لأسمع ما فاض به لسانه من قذارة وسخف وسهام مسمومة لا هدف لهُ بها إلى تقطيع أوصال الوطن وزرع الفرقة والبغضاء بين مكوناته المختلفة .
لايحتاج المرء لعناء أو جهد وذكاء حين سماع الغادري للمرة الأولى فقط ليكتشف ببساطة وبسرعة أنه يمكن أن يُجيد أي شيئ إلا العمل السياسي فلسانه يتعثر , وكلامه غير مترابط ,لا منطق له ,ولا برنامج سياسي , لا يمتلك الحجة أوالبرهان.
لكنّه في مقابلته الأخيرة سيئة الذكر والصيت زادت عن الحد (غطّت ووطّت ) وإنكشف المستور .
ماذا تريد ياغادري ؟
تريد طرد العلويين إلى جبالهم ؟؟ وإقامة الدولة الدينية ؟؟ تريد الوصول إلى السلطة عبر الدبابة الإمريكية ؟ تريد الوصول إلى السلطة.. ولا شيء غير السلطة مهما كان الثمن ؟؟ تحرّض على حرب طائفية تذهب بالوطن وتحرق الأخضر واليابس .
أنا لست علوياً ولست بعثياً, ولا من موالي النظام أو مداحيه.
أنا من المعارضة الشريفة التي تريد الإنتقال بالوطن إلى حالة أكثر إنسانية ودون إراقة قطرة دم واحدة ... من المعارضة التي تحب الحياة وتكره القتل والحقد ,والبغضاء . معارضة تريد الوصول إلى التغير الديمقراطي الشامل لإقامة دولة الحق والقانون, دولة المؤسسات . الدولة المدنية لا الدينية التي تحترم كل الأديان والمعتقدات , وتقف على مسافة واحدة منها دون محاباة لدين أو لمعتقد على آخر عبر تحوّل ديمقراطي يؤمّن الأرضية اللازمة لمرحلة التغير الديمقراطي , تحوّل ديمقراطي يكون مشاركة بين النظام والمعارضة وبين السلطة والمجتمع بكافة أطيافه وألوانه .
نريد تحوّلاً سلمياً ومتدرجاً يستجيب لا ستحقاقات الداخل السوري.عبر تهيئة وإعداد البنى المجتمعية القادرة على إحداث هذا التحوّل دون أي تدخل عنفي أمريكي كان أو غيره لا يستجيب لمصالح ورغبات شعبنا بالإنتقال إلىحالة أكثر إنسانية .
لنا على النظام عشرات المآخذ من أستمراره غير المبرر في التضيق على الحريات المدنية والسياسية للأفراد ,وتغيبه لحرية التعبير وإبداء الرأي , وعزل المجتمع وتهميشه والحؤول دون أن يأخذ دوره في الرقابة والمحاسبة ومن الإشارة إلى مواطن الخطأ والفساد. والمشاركة السياسية والإجتماعية مع السلطة في صنع القرار نتيجة لطبيعة العلاقة الشمولية والوصائية التي تربطه بسلطة الدولة. مما أدى ذلك لإنتشار الفساد وحيتانه أفقياً وعامودياً ودخوله أدقّ مفاصل المجتمع بعد أن أمن نقاط إرتكاز وحماية خلف بعض مواقع القرار والنفوذ.
وبطئ سير عجلة الأصلاح التي نحن موعودون بها أن تبدأ السير , إلا أنها لازالت متوقفة ولكن مع هذا أمدّ بدي للنظام ألف مرة ولا أضع يدي بيدك مرة واحدة .
لإنك تريد التدمير , تريد إقامة مجتمع الطوائف والمذاهب . مجتمع الملل والنحل.
ونحن نريد التعمير, والإنتقال إلى مجتمع مدني. مجتمع أكثر إنسانية.
نريد الإنتقال إلى دولة الؤسسات . وأنت تريد السلطة والدولة القهرية التي تريد تضييقها بقدر طموحاتك المشبوهة ومصالحك الأنانية .
أنت لا تسعى أو تنظر إلى السلطة إلا من مواقع طائفية وثأرية وإنتقامية .
أما نحن نسعى لتغيير الآلية التي تحكم علاقة السلطة بتكوينات المجتمع المدني كافة.
نريدها آلية تنظمها الحوامل الديمقراطية من الأعلى إلى الأدنى وبالعكس ....... علاقة تؤمّن لشرائح المجتمع وتياراته وأحزابه وتكويناته المختلفة المشاركة الحقيقية في توصيف مصالحها والدفاع عنها والمشاركة في جميع القرارات العادية والمصيرية في الدولة .
ولا ننطلق في هذا من موقف ثأري أو إنتقامي من هذا الشخص أو ذاك .
نحن نريد حيادية الدولة لتقف على مسافة واحدة من كل الطوائف والأديان .دولة لكل مواطنيها
دولة يكون موقع القرار فيها متحّول ومتغيّر للأجدر والأقدر على تمثيل مصالح الشعب عبر صناديق الإقتراع بغض النظر إن كان هذا الشخص علوياً أو سنياً أو .... المهم أن يكون سورياً .
نريدها دولة تدخل كل رعاياها من بوابة المواطنة المحايدة .وهوية المواطنة السورية هي المعيار الوحيد الذي يُعتمد أساساً لترتيب الحقوق والواجبات المتساوية لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن الطائفة أو المعتقد أو أي معيار آخر لتشييع مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع.
نحن نسعى للخروج من براثن الطائفية والعشائرية والمذهبية والأثنية وكل الولاءات ما قبل المدنية لتعزيز الإندماج الوطني الأرقى المستند فقط لربطة المواطنة , وصولاً إلى مجتمع مدني ناضج , إلى مواطنة محايدة , إلى مواطن حر وكريم وسيد , ليس بحكم الطائفة التي ينتمي إليها , أو بحكم قناعاته الدينية أو المذهبية أو القومية . وإنّما بحكم الهوية السورية.
أمّا أنت لا تريد الوطن لكل أفراده .وتقيم تمييزاً في الحقوق والواجبات سنداً للطائفة والدين والمذهب. لتصل إلى دولة تفصّلها على مقاسك . دولة ليست لكل مواطنيها .
إنك تكرّس حالة الإنقسامات والتشظي في المجتمع وتسعى إليها بين أبناء الوطن الواحد لتأخذه إلى المجهول .
أنت تسعى للخراب . ونحن نسعى للبناء .
أمثالك يسيؤون كثيراً للمعارضة ويسدون خدمة ثمينة للنظام .
لايسعني أخيراً إلا أن أطلب لك الهداية .و أقدّم لك نصحي أن تكفّ عن العمل في السياسة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟