الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام العالمي الجديد (المتأخر) . . بلي الذراع

أمين أحمد ثابت

2022 / 2 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


كل محاولات امريكا من بعد 1990م لعولمة تكون القطب الاوحد فوق تعددية الاقطاب . . باءت بالفشل ، وكان محور الافشال من دول اوروبا ، خاصة المانيا وفرنسا ، اللتين تمتلكان دينامو داخلي معطل لموصف القارة العجوز التي هي على رأسها ، وكانت تدفع من وراء الكواليس لنظام عالمي بديل يقوم على التكتلات القطبية - للخروج باستقلالية تنافسية من العباءة الامريكية - وهو ما كانت تكسره امريكا بافتعال تخليق الازمات والصراعات في العالم ، خاصة بلدان العالم ضعيف النمو وبلدان الشرق الاوروبي المتكسرة بعد سقوط المنظومة الاشتراكية . . المضافة لحلف بلدان اوروبا الامبريالية - مؤخرا ضمن بلدان التحالف الاوروبي . . الذي مثل صفعة لنزعات امريكا ، فكان لها أن تلعب بطريقة إعادة بريطانيا خارج من الاتحاد الاوروبي . . لتكون الشريك الثاني المنفرد بمنفعته المباشرة لاستمرار نزعات امريكا الرافضة إلا انها تكون فوق الاقطاب المتعددة في النظام العالمي الجديد المزمع الوصول اليه تقدم او تأخر ، وبعد استعادة روسيا قوتها كقطب رئيسي يجاوره القطب الصيني الاسيوي ، ذهبت امريكا بكل الوسائل الى استنزاف الصيف بكل الوسائل لتخفيف آليتها التطورية المكتسحة اسواق العالم ، وهو ما جعل امريكا تغض النظر عن التطور الجاري اقتصاديا وتجاريا لروسيا ، فأفردت اهتمامها بتقييد القوة العسكرية المرعبة لروسيا ، عبر دعم الديمقراطية والاستقلال لبلدان البلطيق - استونيا ، لاتفيا . . الخ - وصولا الى جورجيا والشيشان . . حتى اوكرانيا - وقدمت الالتزامات لروسيا في 1991م بعدم توسع حلف الاطلسي اليها ، ومنع نصب صواريخ هجومية بتنازل في قبول نصبها لاليات دفاعية فقط ، وكان تركيز روسيا على اوكرانيا بكونها كانت تمثل البؤرة للسلاح النووي المخزن لدولة الاتحاد السوفيتي السابق ، وأن استقلالية اوكرانيا خارج الاتحاد الروسي شريطة أن لا تكون نووية وتكون منطقة سلمية لا تهدد روسيا . . حتى لعبت امريكا بدعم وصول الرئيس الفاشي الى سدة الحكم . . ليبدأ سلسلة طويلة من اعلان الولاء لامريكا وطلبه الدخول في حلف الاطلسي ، بتوهم نصرته من الحلف ونصرة القطب الغربي القديم . . كشوكة تقطع دابر النمو الامن لروسيا نحو التوازن العالمي القادم - خاطبت روسيا الحلف وبلدان الغرب الذي قدم التزاماته في 1991م لأن تكون جمهورية محايدة مستقلة خالية من السلاح الاستراتيجي المهدد للأمن الروسي ، فلعبت امريكا بتصعديد المواجهة لاوكرانيا تجاه روسيا وجر فيها الاتحاد الاوروبي في غفلة من امره لخوض المواجهة ضد روسيا - فلم ترد البلدان التي اشرفت على اتفاقية منسك على مطالب الروس بالتزامات مكتوبة لحفظ امن روسيا . . الذي لا يقبل تجزيئه - قدمت اوكرانيا للمذبحة ورئيسها الفاشي المتشدد المعادي لروسيا كذيل تابع لمظلة قطبية لاوجود لها تقودها امريكا بمتكتل الغربية الامبريالية - وهو ما لا تقبله اوروبا تحديدا المانيا وفرنسا . .
ملخص الامر تم التضحية باوكرانيا ونظام دولتها الفاشي الرخيص في تبعية ولائه للغرب ، وبعد الجعجعة الامريكية والناتو وبلدان الحلف الأوروبي . . لن يكون هناك نظاما عالميا جديدا بسذاجة اوهام امريكا ولا بأوهام المانيا وفرنسا ببناء مسمى التحالف الاوروبي المستقل وغير التابع لامريكا ، الذي بغبائه مررت عليه اللعبة الامريكية بكونها المتصيد لبلدان الشرق الاوربي . . لتجر الى لعبة المواجهة لروسيا دفاعا عن مصالحها المستقبلية ، لتعيد نفسها من جانب كأداة بيد امريكا كما كانت في زمن نظام القطبين ، ولتدفع اثمان تضرها واقعيا بقسوة بينما تكون الولايات المتحدة الامريكية في تضررها لا يعني شيئا مما سيطالها ، ولا تستطيع التراجع خاصة بعد أن غرقت في توهيمات امريكا لها بتطويق روسيا وعونها في تخفيف الاثار التي ستطالها .


وعليه فلعبة التسابق بلي الذراع لن يفضي الى شيء ، وسيكون من الاسس الرئيسية التي سيقوم عليها النظام العالمي القادم ( الامن الكامل غير المنقوص ) لأي بلد يعد من الاقطاب الرئيسية المتسيدة على العالم ، إلا إن راهقت امريكا بنزقها بدفع اوروبا وحلف الاطلسي للمواجهة مع روسيا في بلدان البلطيق تحت أنها عضو في الحلف وأن أي اعتداء على بلد عضو هو اعتداء على كل البلدان الداخلة في الحلف - هذا النزق المتجاهل الحقيقة الواقعية باستحالة قبول روسيا أن يكون امنها مهددا من قبل الغرب ، تتوهم امريكا أنها توقع حربا يخسرا فيها طرفي روسيا واروبا ، فلا تجد بلدان اوروبا المتقدمة نفسها إلا العودة الى المظلة الامريكية وبقبول ما سترميه لها من فتات النفوذ ، وهي ستكون بعيدة عن المعركة فقط بدفع توهيماتها بتقدمها المواجهة كشرك للاوروبيين ، بينما ستضع نفسها مالكة الحكمة لاحقا كحامي لنزع الحرب الكارثية المهددة بتحولها مع الوقت الى حرب عالمية ومن ثم بطابع نووي سيندفع فيها المهزوم في اللجوء الى هذا السلاح - وهو ما يعني لعبة الاحابيل الشائكة التي تتسلى عليها الادارة الامريكية إن لم يوقفها العقلانيون من الان . . فالكوكب قادم على التلاشي - وقول العلم في مسألتي القصور الذاتي والتسارع ، أن الحركة الواقعية حين تجري بوتيرة تتجاوز قدرة الانسان على التحكم بها ، فإنها تفرض حقيقة مسار انهائي للكوكب لن يكون لاي طرف القدرة على نزع قابس الحركة او تخفيفها - وإن تم ايقاف هذا التهافت الامريكي الراهن ولقت اوروبا امنا لها بقبول الامن الكامل للبلدان دون تجزيء بدون اراقة ماء الوجه ، فالنظام العالمي القادم للتعددية القطبية ولعبة التنافس على اساس التكتلات الاقتصادية او بتوازن حلفي لقطبية مجرورة من زمن نظام القطبين - شرقي وغربي - امبريالي هذه المرة .
إن على امريكا التخلي عن اوهامها إما بأن تكون فوق الاقطاب او ليذهب العالم الى الجحيم ، وإلا أن دمارها سيكون فاتحة لدمار الكوكب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد نبيل بنعبد الله يستقبل السيد لي يونزي “Li Yunze”


.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-




.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م


.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م




.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه