الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قاسية عن الشباب 1960(ناغيسا أوشيما): فيلم عن احباط اجتماعي من نوع معين

بلال سمير الصدّر

2022 / 2 / 26
الادب والفن


الفيلم،وان كان من بدايات ناغيسا أوشيما،وان كانت الاشكالية التي يخوض فيها تقليدية ايضا من ناحية القصة،على ان لها ابعاد شديدة الوضوح من ناحية المعالجة...فمثلا-لا على سبيل الحصر-فالمدخل الابداعي للفيلم كان رائعا جدا،وكأن الفيلم سوف يقتنص قصة من اعلان في جريدة،وهناك ضوء ساطع يبشر بما هو قادم.
يبدأ الفيلم من حيث الخلفية السياسية والتشكيل الوثائقي للصورة،فالوثائقية تدل على العصيان الدموي في كوريا الجنوبية،وهذا الشكل السينمائي كان سائدا ومتبعا في سينما تلك الحقبة من الزمن...سينما الموجة الجديدة وسينما الواقعية الجديدة وحتى سينما ايتوري سكولا...
مداخلة الواقع المعاش بالواقع السياسي المؤثر على المحيط،انه اقحام واقع على واقع آخر،وعلى الرغم من هذه الاحاطة يبقى الواقع المقحم متواريا من خلف النص،والواقع السياسي يبشر بثورة الشباب في الاقليم باسره،فمن كوريا الجنوبية هناك جمع غفير لثورة الشباب ايضا في اليابان.
هناك جمع غفير،بل غفير جدا من الشباب يحمل الاعلام الشيوعية ويصرخ: لا لميثاق امن الولايات المتحدة
باختصار،انه الواقع الذي كان مشارا اليه ايضا في فيلم (لنغني اغنية عن الجنس)،على ان هذا الفيلم الأخير سار في مسار ابداعي اجمل بكثير من هذا الفيلم...
ماكو الشابة الطالبة تلتقي عرضيا مع فوجي الأزعر من خلال الدفاع عنها ضد متحرش،وهذا اللقاء سيحمل في طياته الكثير من الاغتصاب والعنف وحتى الجنس والاجهاض والحب.
كما نعرف،فموضوع الجنس تحديدا،هو موضوع اثير عند مخرجنا حتى انه سيتحول الى عنصر فلسفي خاص جدا،ويحمل النبرة الجريئة الفضائحية،على ان الجنس في هذا الفيلم يتعلق بالشباب انفسهم،فيداية كانت مع اغتصاب ستتحول لاحقا الى لحظة مهمة من ارتباط المصير،ولكن ناغيسا أوشيما لايحصر الفيلم في واقع ضيث بين شخصيتين،بل يتحول الفيلم صوب تصوير الواقع وما يحيط بكلا الشخصيتين من شخصيات عانت ايضا من فقدان الأمل.
على مايبدو-وان كان هذا الحكم ليس دقيقا-تتخلص ماكو من الحاجز الاخلاقي وتتحول الأمور نحو القبول الطبيعي للآخر،ولكن إن اردنا ان ننظر الى الأمور من ناحية اكثر عمقا:
هل هذا قبول لهذا الشاب تحديدا أم لكل الجنس....اي اضفاء الشرعي على الرغبة؟
كيف ستتحرك العلاقة بين فتاة تمتلك نوعا من السذاجة والفضول نحو التجربة الجنسية،ورجل ليس معزولا ابدا عن النساء.
لنتوقف الى هنا،لأن تاريخ ناغيسا اوشيما القادم كفيل بالرد على مثل هذه التساؤلات،ولكن الملفت للنظر أن العلاقة بين فوجي وماكو فيها شيء قريب من فيلم الحارس الشخصي لكيم كي دك،ذلك المبدع الكوري الذي تحدثنا عنه مطولا والذي توفي مؤخرا بفيروس كرونا.
إذا،يتحرك الفيلم ضمن قالب انتاجي متقشف جدا بحيث يطلق المخرج خلفية سياسية على علاتها في الفيلم،ومن ثم ينطلق بفكرة أكثر خصوصية عن الجنس والشباب،ونطلع في الفيلم ايضا على شخصيات كثيرة منها اخت ماكو وحبيبها القديم الدكتور...يتبادلان هذا الحوار:
عندما كنا يافعين،كنا متلهفين جدا لتغيير المجتمع لكنا كنا ساذجان وارتكبنا العديد من الأخطاء،لقد ضربنا بقوة لكن الحائط بقي شامخا بسبب قلة صبرنا وانتهى بنا الأمر ان نؤذي بعضنا.
انه فيلم عن احباط اجتماعي من نوع معين بتلك الثيمة التي وكأنها تكرار لناغيسا اوشيما في تلك الفترة،وهي نفس الثيمة التي لعب عليها اوشيما في فيلم مقبرة الشمس والذي اخرجه ايضا عام 1960.
الفيلم ليس كبيرا جدا وليس سيئا في نفس الوقت،وان كانت النهاية تتعلق بالموت نفسه،فمن حسن الحظ أن افلام اوشيما ليست من نوعية افلام النهايات،لأن النهاية كانت مؤلمة فعلا ولكنها مفتعلة وغير قابلة للتصديق...شيئا ما من الميلودراما.
7/1/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته