الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-قبَساً من نورٍ كانتْ... إلى شهيدة شيوعية عرفتُها... نصٌّ شعري

مديح الصادق

2022 / 2 / 26
الادب والفن


بأمِّ عيني، وما عنها حكى لي أحدٌ
بنفسِ ما كانتْ عليه الرفيقاتُ مثيلاتُها
من سموٍّ؛ وعنفوانٍ رأيتُها
ليس خوفاً من خفافيشِ ليلٍ
ومُخبري ذلك الطاغوتِ
تحتَ جنحِ الظلامِ تستَّرتْ
أزقَّةَ الفقراءِ الذين على بطونِهم
من جوعِهِم رقدُوا
أولاءِ الذين على موعدٍ لها أبوابَهم أشرعوا
كلُّ ركنٍ بتلكَ الأزقةِ في انتظارٍ لها
وتعرفُها المناشيرُ التي بها طوَّقتْ خصرَها
خلفَ العباءةِ ما كانتْ مُجرَّدَ أُنثى
بألفِ قيدٍ وقيدٍ كُبِّلَتْ
بل سِفرَ حزبٍ أرعبَ الفاشستَ عنوانُهُ
وعلى جبينِها النيِّرِ قد خُطَّتْ شعاراتُهُ
تعرفُها بيوتُهُ التي زيَّنَ الرفاقُ جدرانَها
أقوى من الموتِ هم وأعلى
ممَّا نصبَ الرعاعُ من أعوادِ المشانقِ
بدمِ الشهداءِ، فهدٍ، وحازمٍ، ستارٍ، وصارمٍ
قسماً أُقسِمُ إنِّي شهدتُها
بينَ جحافلِ الأنصارِ، على الذُرى
وصفُّ الرصاصِ قلادةٌ تُزيِّنُ صدرَها
بالمدفعِ الرشاشِ ترسمُ لوحةً
لأطفالِ العراقِ وقدْ
كانَ الوطنُ السعيدُ حلماً لهم
أنشودةً للحبِّ والسلامِ على الأرضِ
كانتْ مع الرفاقِ تُغنِّي
شواهقُ كردستانَ ردَّدتْها
وردَّدتْها البوادي والسهولُ وأهوارُنا
أنْ يسقطَ الطغاةُ وما غيرُ الحاوياتِ
لهم مآلٌ
كما في الوحلِ قدْ تساقطَ أمثالُهم قبلَهم
رفيقَتي التي عنها لكم حكيتُ
ما كانتْ رفيقةً بالصبرِ وبالنضالِ
سلاحاً لها فحسبُ، تجلَّدتْ؛ بلْ
في الأمومةِ نموذجاً يُقتدى بها
وللصالحاتِ من الزوجاتِ كانتْ قدوةً
من صنفِ المعلماتِ مُربيةٌ فاضلةٌ
ومن طيفِ المُمرضاتِ في ساحاتِ الوغى
بلسمٌ للجراجِ أثبتتْ أنَّها
وساعةَ غدرٍ من الساقطينَ إذْ
على غيرِ موعدٍ زرَاها رصاصُهم
كما نخلةُ العراقِ انتصبتْ؛ غادرتْ
على بيوتِ الكادحينَ تطوفُ روحُها
بغدٍ جديدٍ تنثرُ حلمَها
ورغمَ أنوفُ الحاقدينَ حزبُ فهدٍ سيبقى
كما تجرفُ الريحُ أزبادَ الشواطئِ
يطوونَ صفحاتِهم
وما الخلودُ والمجدُ إلا لحزبِنا الذي
طرَّزَ الشهداءُ تاريخَهُ
ورغمَ أنوفِ الطغاةِ خافقَ الرايات
عزيزاً سالماً.... يبقى حزبُنا
والموتُ للطغاةِ...
.........
كندا... 13 شباط 2022 كتبتُ النص خصيصاً لكتاب (شموس ساطعة) شهيدات الحزب الشيوعي العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نسمه محجوب : فخورة بالمشاركة في مهرجان الموسيقي العربية


.. عوام في بحر الكلام|مع جمال بخيت- الشاعر محمد عبد القادر ج 2




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر محمد عبد القادر: البطلة زينب الك


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر محمد عبد القادر يشرح ما هي -إحتف




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: اليونسكو أعتمدت السمس