الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه-الحلقة التاسعة-

حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)

2022 / 2 / 26
الادب والفن


#الحلقةالتاسعة
تحدثنا في ختام الحلقة السابقه عن كيفية تجلي التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في المرحلة البعديه للعرض وكيف لنا أن نقيم الدراسات حول أثر وتأثير رسالة العرض علي المستقبل في تلك العملية الإتصاليه من خلال بحث الأثر السوسيوثقافي.

3-المتلقي بعد عرض مسرح الشارع
»»»»»»«««««««««««««««««««
إن مجموع تأويلات الجماهير للعرض، هو "الأثر" السوسيوثقافى الواقعى للعرض. فكيفية تفاعل وتلقى الجماهير للعروض المسرحية، هو السبيل الوحيد لتجذير المسرح فى التربة الثقافية ومن ثم تطويره،
فعندما نتحدث عن البعد السوسيوثقافي، فإننا نعني أولا واقع الموارد البشرية، سواء في مساهمتها أو عجزها عن لعب دور إيجابي في المجتمع ، أو في تحسين أوضاعها المادية والمعنوية.
فالتحولات السوسيوثقافية، التي عرفها الوطن العربي ، في العقود الأربعة الأخيرة، أحدثت رجة في التوازنات التقليدية، فإنتقال الثقل الديمغرافي من البادية للمدن، وزيادة عدد الشباب في البنية السكانية، وتطور الأدوار التي تلعبها النساء،وتمكين المرأة من تقلد المناصب السياسيه وتكريس ثقافة حقوق الإنسان، وانفجار عديد من جمعيات المجتمع المدني، وتقدم مسلسل الديمقراطية وتطور وسائل الإتصال. والإنفتاح علي العالم وثقافاته المختلفه .الذي أدي إلى تكريس نموذج ثقافي هجين، ناتج عن إكراهات دمج المدن الجديدة، التي نبتت في ضواحي المدن التقليدية، بكل المواصفات المتناقضة والمركبة التي تحملها معها، وانعكس ذلك أيضا على التمثيلية السياسية، بكل ما تتضمنه من تشوهات ثقافية وسوسيولوجية مثل استمرار التموقعات القبلية والإثنية والمنفعية والإيديولوجية دون التطرق لمسألة أساسية تتعلق بطبيعة النظام السياسي السائد.مما يستوقفنا لنطرح السؤال علي أنفسنا .
هل مازال الوطن العربي يعيش في ظل النظام الذي يطلق عليه في السوسيولوجيا السياسية "بالباتريمونيالية الجديدة"، أم أنه تجاوز هذا النمط لوضع آخر؟
"الباتريمونيالية الجديدة" تعني لدى المنظرين الذين استعملوها، كنمط مثالي، أن هناك تداخلاً بين المجتمعات التقليدية المحلية ومفهوم الدولة الحديثة، فهي تستمد شرعيتها من بنية تقليدية ونظام سياسي حديث، لكنه يتبنى النمطين معاً، الشكل والمظهر الخارجي حديث؛ دستور، قانون مكتوب، إدارة… لكن نمط التسيير والتدبير "باتريمونيالي"، أي يعتمد على علاقات المحسوبية والولاء للسلطة المركزية، التي توزع المنافع والنفوذ.
لذلك لا ينبغي أن نستهين بهذا المعطى في تشكل الوعي لدى المتلقين، فالحمولة التي يتضمنها، على المستوى الواقعي اليومي وعلى المستوى الرمزي، يطبع إلى حد بعيد، تصور المواطن للنظام السياسي، وجوهره وطبيعته، وعلاقته بالسلطة وبالهيئات المنتخبة، وكذا فهمه لحقوق المواطنة وللمشاركة، هل هي حديثة وديمقراطية، أم أن الجوهر مازال يحتفظ بمقومات النظام "النيوباتريمونيالي"، سواء في تعامله مع حقوق المواطنة وفي اعتماده على توزيع المنافع والخيرات على أصحاب الولاء للنظام السياسي رغم حرصه على احترام المظاهر الخارجية العصرية والحديثة.مما أدي إلي التبخيس المتواصل للنخب وللأحزاب السياسية، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تكريس سلوك العزوف وانعدام الثقة في المؤسسات و الكيانات السياسيه واستمرار ثقافة الشعوذة، واتخاذها لبوسا عصرية، وتطور الخطاب الشعبوي/الديني، وانتشار موضات ثقافية دينية جديدة، في اللباس والسلوك والخطاب، متأثرة بالانكماش والانغلاق الهوياتي، الناتج عن الإحساس بالاغتراب في مناطق حضرية تطبعها العشوائية والهشاشة، وعن ردّ الفعل الدفاعي تجاه قيم العولمة الكاسحة.
ولذا فإن التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في وطننا العربي ينبغي له ان يدرس المرحلة البعديه للعرض دراسة وافيه من خلال الأبعاد الأيدلوجيه والسيسيو ثقافيه للمتلقي وما احدثه العرض الشارعي من تأثيرات بفعل رسالته الإتصاليه علي هذا المتلقي سواء في معلوماته ومعارفه او في إتجاهاته ومواقفه إما تثبيتا او تغييرا وأخيرا في سلوك هذا المتلقي .ولا يشترط أن يحدث التأثير بشكل فوري بل قد يكون محصلة عمليه معرفية ونفسيه وإجتماعيه عديده يختلف تأثيرها من فرد الي آخر ومن جماعة الي أخري حسب قدرة الفرد علي التنقل من هويته الي هويات أخري يمكنها أن تشكل هوية جديدة له وترضي رغبته في المشاركة الإيجابيه كفرد ينطلق من ذاتيته ليتجادل مع الواقع المعاش ديالكتيكيا من أجل الكينونة الساعية بتأثيره في الآخر ومواقفه وإتجاهاته وسلوكه حتي ينعم المجتمع بالتعدديه الثقافيه ومحاولات تشكل الهوية الجديده التي قد تفتح بابا للتقدم او تغلقه .
ولا يمكننا أن نطور ونجدد من عروض مسرح الشارع دون بحث في علاقة الناقد بالمبدع
فهل هذه العلاقة متوترة ؟ام أن كليهما طرفي لمقص واحد اسمه كمال العمل الفني ؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في الحلقة العاشره من التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب