الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطار بغداد الدولي بلا ربان

سربست مصطفى رشيد اميدي

2022 / 2 / 26
الفساد الإداري والمالي


شاءت الصدف انني كنت متوجها الى مطار بغداد صباح يوم 24/2/2022، ووصلت في الساعة التاسعة صباحا على امل التوجه الى اربيل على متن رحلة خاصة بالخطوط الجوية العراقية رقم 1A941 في الساعة العاشرة والنصف صباحا. وبعد اكمال اجراءات التفتيش العديدة، والقيام باجراءات حجز المقعد والذي حسب تذكرة الطيران كان المقعد المرقم A27. لكن بمجرد دخولي صالة الانتظار لم اجد على الشاشة بوابة الدخول للطيارة، وسمعت من المسافرين بان هنالك اضراب لطواقم الطيران في شركة الخطوط الجوية العراقية، حيث يتوقع ان الرحلات ستتاخر عن موعدها كثيرا، وان هنالك مفاوضات مع الطيارين المضربين. وبعد الاستفسار منهم عن سبب هذا الاضراب، فعرفت انه تم بيع بعض الاصول والخدمات لشركة الخطوط الجوية العراقية الى عدد من الشركات الطفيلية التي تقتات على جسد الدولة العراقية، والتي تعود لرجالات يمارسون التجارة والسياسة معا في العراق. حيث ان مطالب طواقم الطيران المضربين هو صرف مخصصاتهم واجراء اصلاح في ادارة شركة الخطوط الجوية العراقية التي تنخرها الفساد، وفك ارتباط شركة الخطوط مع وزارة النقل، والعهدة في ذلك هو بيان الطيارين المضربين عن العمل.
وبعد مرور الوقت بدأ بعض المسافرين بالاستفسار عن سبب التاخير اولا ومن ثم الاحتجاج ورفع الاصوات على ذلك التاخيروترديد شعار (حرامية حرامية) من قبل بعض الشباب المسافرين.
واثناء ذلك اذيعت توجه المسافرين الى بوابات الصعود الى الطيارات استعدادا للطيران وكان ذلك بعد الواحدة والنصف ظهرا، وفعلا توجهنا نحن المسافرين الى اربيل للبوابة رقم 46 استعدادا للدخول الى الطيارة. لكن بمجرد الانتهاء من اجراءات التفتيش في البوابة، لاحظنا عدم وجود طيارة مستعدة للاقلاع، وهكذا الحال بالنسبة لبقية البوابات المفترضة المتوجهة الى دبي وبيروت والسليمانية والبصرة واسطنبول والقاهرة. لكن الرحلات الاخرى لغير الخطوط الجوية العراقية استمرت في رحلاتها كتلك التي توجهت الى دلهي مثلا. وبعد فترة قصيرة واذا بموظفي المطار في البوابات يغادرون محل عملهم وانسحبوا الى مكاتبهم، وعرفنا ان عددا من الطيارين المضربين قد غادروا مطار بغداد الدولي متوجهين الى عوائلهم، فسقط مطار بغداد عمليا باعتباره واجهة العراق، ولم تستطع تنظيم رحلات السفر وشل عملها واصبح هنالك هياج وتخبط من المسافرين، بسبب عدم تبلغهم باي قرار حول مصير رحلاتهم من ادارة مطار بغداد الدولي. وبعد استفسارنا من العسكريين الذين بقوا فقط في نقاط الدخول والخروج الى صالات الانتظار، عن وجود امل بتنظيم رحلات الطيران من مطار بغداد، فاجابوا بعدم معرفتهم لاي شيء، وان بامكاننا الخروج من المطار في حال الغائنا لرحلاتنا، حيث فعلا الغى العشرات من المسافرين رحلاتهم، مثلما فعلنا نحن. وبقي مثلهم من المسافرين ينتظرون في المطار، خاصة عدد من الشباب المتوجهين الى القاهرة لغرض حضور مواعيد مقابلات القبول في الجامعات والدراسات العليا في مصر.
السؤال هنا هو هل سيتم اعادة اجور تذاكر مئات المسافرين الذين الغيت رحلاتهم؟
ماهو مصير تلك الاموال؟ هل ستذهب لشركة الخطوط الجوية العراقية؟ التي لم تستطع من الايفاء بالتزامها تجاه المسافرين الذين اقبلوا على شراء تذاكر السفر من مكاتبها. ومن الضروري الاشارة الى ان ادارة مطار مارست التدليس على المسافرين، عندما وجهتهم لدخول بوابات الطيران، وهي تعرف جيدا ان المفاوضات لم تصل الى نتيجة في حينها مع الطيارين المضربين. وايضا لم يتم تبليغ نقاط الدخول الى المطار بعدم وجود رحلات لذلك اليوم. ولماذا لم تبلغ شركة الحطوط الجوية مكاتبها بعدم بيع تذاكرها الطيران، علما ان المضربين قد هددوا بذلك منذ ايام، وانهم اعلنوا ذلك في تمام الساعة الثانية صباحا من نفس اليوم .
وللاسف لم يكن هنالك توضيح كاف حتى من قبل وسائل الاعلام العراقية التي كانت منشغلة بمتابعة الغزو الروسي للاراضي الاوكراينية. في ظل هذا الوضع لم نعرف ماذا كان مصير الرحلات الاخرى المقررة بعد مغادرتنا للمطار والتوجه الى اربيل برا عن طريق سيارات الاجرة في حدود الساعة الثانية والنصف ظهرا.
لكن لو أن مثل هذا الوضع قد حدث في اية دولة اخرى لادى ذلك الى جملة استقالات، لكن في العراق يبدو ان الاستقالة حرام. خاصة وانه ينظر الى المناصب على انها وقف لتلك الاحزاب التي تم تنصيب هؤلاء المسئولين من قبلها. امام عجز مطار بغداد عن تقديم خدماتها وهي تامين تنظيم رحلات طيران منها الى عدد من المحافظات العراقية، وايضا لعدد من مطارات دول اجنبية، كان لا بد ان يكون ذلك دافعا لتقديم الاستقالة من قبل مدير مطار بغداد الدولي من منصبه. وهكذا الحال بالنسبة لمدير شركة الخطوط الجوية العراقية، وايضا استقالة وزير النقل من منصبه.
لكن هل يجب ان نتوقع مثل هذه الامور في ظل الحكومات العراقية الفاشلة؟
ام لا وكيف ذلك؟ خاصة ونحن نعيش في (العراق العظيم).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة