الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا واوكرانيا .. وخيارات السلام

طارق الجبوري

2022 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


جاء موقف الرئيس الاوكراني زيلنسكي بجعل اوكرانيا محايدة متاخر جداً مع الاسف . فيعد ثلاثة ايام من بدء العمليات العسكرية التي اتخذها الرئيس الروسي بوتين احتجاجاً على محاولات القبادة الاوكرانية الانضمام الى حلف الناتو وهذا ما تعده روسيا تهديداً لامنها القومي يكون هذا الاعلان من الرئيس الاوكراني لامعنى لها خاصة وانها ما زالت غير واضحة ومتناقضة مع تسجيلات زيلنسكي ودعوته للمواطنين الى مواجهة يعلم انهاغير متكافئة مع القوات الروسية كما انه وفي تغريدة على تويتر قال حصلنا على موافقة بالانضمام الى الاتحاد الاوربي متناسياً تصريحه الذي اعترف فيه بان اميركا وحلف الناتو تركوهم وحدهم!!..
وبرغم تباين وجهات النظر الدولية الرسمية وحتى الشعبية بين مؤيد ومعارض لموقف بوتين ، غير اننا اذا احتكمنا الى شيء من الموضوعية سنجد ان اكثر الانظمة التي دفعت اوكرانيا الى اتخاذ موقف تدرك انه سيثير غضب الدب الروسي هي الادارة الاميركية التي لم تتورع عن ارتكاب جرائم وحشية ضد الشعوب وتدخلت عسكريا لتغيير انظمة ونشر الخراب في بلدان عديدة منها العراق وافغانستان وليبيا وغيرها ، كما انها وفي كل تاريخها اعتادت ان تترك حلفائها يواجهون مصيرهم المحتوم لوحدهم ولا تجازف بمصالحها من اجل سواد عيونهم ، وهو درس لايريد ان يتعظ منه العملاء الذين يسمون انفسهم حلفاء ومنهم الرئيس الاوكراني الذي جعل الشعب الاوكراني يعيش اوضاعاً مأساوية بسبب الحرب وتداعياتها .
الشيء المؤكد والثابت بانه لا الشعب الاوكراني ولا الشعب الروسي مع خيار الحرب وما تتركه من ويلات ومأسي ومثلهما شعوب المعمورة كلها غير ان دق طبول الحرب وقعقعة السلاح تتحكم به عوامل كثيرة ابرزها مصالح الانظمة خاصة في الدول الكبرى مثل اميركا وروسيا والصين ونسبياً دول اوربا التي لاتكترث كثيراً باصوات الشعوب الداعية للسلام ولا بنداءات الامم المتحدة ولا مجلس الامن .. فالعالم تتحكم به عملياً القوة وليس الاعراف والقوانين الدولية التي تفسر بحسب رغبات ومصالح واطماع الدول الكبرى ..
لا نريد هنا ان نبدو منحازين بشكل اعمى للموقف الروسي او بالاصح موقف الرئيس بوتين الذي نختلف معه كلياً الى حد التقاطع ، لكن هذا الموقف الحدي الذي اتخذته القيادة الروسية يمتلك مسوغاته وحججه وهاهو بوتين في خطابه وكذلك الصين يتساءلان عن صحة اعتبار دخول القوات الروسية الى اوكرانيا غزواً وهي دولة مجاورة لروسيا في حين ان احتلال افغانستان والعراق وليبيا من قبل اميركا ودول الناتو يسوغ في اطار حماية الامن القومي وجميع هذه الدول تبعد محيطات والاف الكيلومترات عن اميركا واوربا فاين المنطق في ذلك !!
لسنا مع استمرار الحرب في اوكرانيا ونتمنى ان يمتلك الرئيس الوكراني شجاعة اتخاذ مبادرة سلام والدعوة الى حوار مع روسيا كما ان على الرئيس الروسي ان لا يعميه غرور القوة من التعنت وفرض شروط غير مقبولة ولا منطقية على القيادة الاوكرانيه والرئيس زيلنكسي برغم ان هذه القيادة اسهمت مع الادارة الاميركية باحتلال العراق وتدميره .. غير ان من ذاق ويلات الحروب يدرك ثمنها الباهض على الشعوب بالدرجة الاولى ، لذا فلا مناص من خيارات السلام لحماية الشعب الاوكراني اطفالاً وشيوخا ونساء وحفاظا على مصالح الشعب الروسي الذي لا نتمنى ان يلحقه الاذى من العقوبات الاقتصادية التي لابد ان تتصاعد اذا ما استمرت الحرب .. فهل ينتصر صوت العقل والحكمة وخيارات السلام ؟ نتمنى ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ