الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نسخه بوتين مجرم الحرب...

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2022 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ما فعله صدام حسين في الكويت، فعله فلاديمير بوتين في أوكرانيا، الذي يبدو فيه بوتين لم يقرأ نتائج حرب الكويت، بل وسأذهب أبعد لأذكِّر والذكري تنفع المؤمنين وغير المؤمنين أيضًا، بأن جدار برلين سقط وأراد الرئيس الروسي احيائه وقد ظنّ العالم أنهُ تعلم من أسلافه وأنظم إلى النظام العالمي الجديد وأنقذ شعبه من مغامرات خارجية تحت يافطة الدولة العظمى الأولى بالعالم، ليسقط مرة أخرى في مستنقع أسوأ بمراتٍ عدة من مستنقع أفغانستان، بوتين ما زال كما يبدو يعيش في ظلّ جدار برلين ولو أنّه أوهم العالم كلّ هذه السنوات أنه خرج من معطف الاتحاد السوفيتي...
لستُ مع العالم الغربي ومدافعًا عنه قد يظن أنصار المجازفات الذين صفقوا للمغامرة الجديدة لبوتين، ولكن أن تقف مع غزو الدول وتشريد الشعوب، مهما كان المسوغ الذي تتجرعه، ذلك لا يمكن أن يتقبله العالم اليوم، فإذا لم يتقبله بعصر الحرب الباردة ورفض الغزو حينذاك، هل يمكن أن يمرّ الآن؟ بالطبع ألف لا، والمستغرب له أن غزو أوكرانيا جرى في وقتٍ بدأ العالم يبني نظامًا جديدًا تقبل فيه الأنظمة بمختلف اتجاهاتها، ولكن يبدو الرئيس بوتين فقد البوصلة وجرته الأحلام إلى حتفه... فإذا كان يحلم باستعادة مجد الإمبراطورية الروسية، فقد أعاد روسيا اليوم إلى عصر الظلام وسوف يفقدها ما حققته بالسنوات الأخيرة وسيعيد الغرب بلاده عقود للوراء...
هناك الآن دول البلطيق كلها وراء أوكرانيا ومعها دول غرب أوروبا ومعهم ماما أمريكا التي مهما بدت ناعمة بالسنوات الأخيرة، غير أن ذلك مجرّد قشرة، فهي تتحين فرصة ارجاع روسيا لعصر الظلام وقد منحها بوتين فرصتها بغزو أوكرانيا الدولة المستقلة التي أرادت التحرُّر من نير حكم الحرب البادرة لتفاجئ برئيس روسيا تعود الأحلام به للوراء...لقد تحوّل إلى مجرم حرب على الشعب الأوكراني...
سقط بوتين كما يبدو في مستقنع أعده لنفسه، ومن المنتظر أن نشهد خلال فترة وإن طالت وتمكن في الصورة الخارجية من كسر أوكرانيا، لكن زمن كسر الشعوب وتركيعها ولى وسيدفع بوتين آجلاً أو عاجلاً ثمن أحلامه غير المنطقية، فقد سقط جدار برلين، الم يسمع بذلك؟!! لقد بدأ العد العكسي لإرجاع روسيا لعصر المجاعة والعزلة وأول الغيث المقاطعة الاقتصادية الشاملة. وفوقها تسليح المقاومة الأوكرانية...
من المؤسف أن الجيش الأحمر الروسي الذي دخل دول البلطيق محررًا من النازية، عاد ودخلها محتلاً هذه المرة كما فعلت النازية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يمكن الاطمئنان للدول الديكتاتورية
منير كريم ( 2022 / 2 / 27 - 15:16 )
تحية للاستاذ
يعلمنا التاريخ الحديث درسا بليغا وهو
لايمكن الاطمئنان للدول الديكتاتورية خاصة اذا امتلكت قوة
لايمكن ان ينشأ نظام دولي مبني على السلم والامن وحق الشعوب في تقرير مصيرها طالما بقت
الديكتاتوريات حرة الحركة
المخاطر اليوم تاتي من الديكتاتوريات وابرزها الصين وروسيا وايران
ولذلك لابد للعالم الحر ان يتكاتف ويعزل هذه الديكتاتوريات اتقاء شرها
انه صراع مديد بين الحرية والعبودية
شكرا لك


2 - ايها الكاتب النبيل انصحك ان تعيد النظر بموقفك من ا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 2 / 28 - 05:21 )
الغرب- لان البلد البشع الاتحاد السوفيتي وما يسمر بالاحزاب الشيوعيه سمموا عقولنا في ال80 سنه الاخيره بتضليلاتهم وجعلولنل نكره انفسنا لاننا اخذنا نكره مؤسسي التقدم والخير والثقافة الغرب الجميل -تحياتي

اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟