الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصحيح المسار ضروري

رابح عبد القادر فطيمي
كاتب وشاعر

(Rabah Fatimi)

2022 / 2 / 27
الصحافة والاعلام


يطلبون منك التحليق وأنت مقصوص الجناح ويرغموك على الطيران مرة بالاستفزاز وتارة بالنظرة الدونية بالسان الحال والمقال .أنظر هناك الى أعلى من رأسك الطيور جميعها تغرد وترحل من مكان إلى مكان ،وأنت قابع في عشك تقلب عينك بالحصرة ولألم ،وكما قال الشاعر: رماه في اليم مكتوفا ..وقال له حذاري أن تبتل بالماء".لا يمكن لنا التحليق .ونحن محرومون من أدواته في هذه الوضعية نستمر في التبعية نردد ما يقوله ويسلكه بعبارة أوجز ما يرسم لنا من طريق وكل ما يأتينا من عنده نستسيغه في الزي والموضة حتى الكتب كثيرا ماتصبح موضة فإذا أنطفأ وهجها هناك انطفاء وهجها عندنا بإمكان الغرب أن يخترع موضة في أي صنعة ويجعلنا في لحظة نتهافت لاقتنائه هل يظن ظان أنّ كل ما يخترعه الغرب بريء ويريد به صالح الناس معاذ الله ألف مرة ..بل أجزم أنه يراد بها المال وقل التضليل وتزيف الحالة الطبيعة للإنسان من صفاء وبراءة . فهناك سقيم ووالله وتالله لأجعلنّ منك أكثر سقما ومرضا ..فإذا كان يؤمن بأنّ أصل لإنسان قرد فلا مانع عنده أن يخترع لك أشياء تجعل منك قردا اوفيما يشبه القرد فإذ كان يؤمن بالحرية الجنسية والمتعة بدون ضوابط فهاك مايحقق لك ذلك .فلذك نعود إلى لأجنحة المقصوصة . يجب أن نسترد أجنحتنا كي نطير ونعلو علوا كما يعلو الآخرين وحينها نختار المنهج والطريق والسياسة ،وهذا لا يتحقق إلاّ بشروط أولها وقبل كل بداية لإعتزاز بالنفس واسترجاع الثقة في لغتنا وديننا وثقافتنا وتقالدنا وعلمائنا .من هنا ننطلق نحوى التحليق لإعادة رسم التاريخ مرة أخرى وخلق خصوصية الشعوب وإنهاء الهيمنة اللغوية و الثقافية والسياسية والاقتصادية فالثقة باللغة بداية أو مدخل لخصوصيتنا ."لا أن نتكلم بالعربية ونفكر بالفرنسية" على قول وفاء شعلان .فالفرنسي حقا يتكلم الفرنسية ويفكر بالفرنسية ومثله لإنجليزي وقياس ذلك علي بقية الشعوب ،لا نعرف على وجه الدقة إذا كانت وفاء شعلان تريد ذم أو المدح بتصريحها .ولذلك علينا ان ندخل تحت زمرة الشعوب التي تفكر بلغتها وتكتب بالغتها وتتكلم بالغتها ..أنا هنا لم نأتي لتمجيد اللغة العربية فهي لغة أكبر من تمجيدها وأكبر من مدحها فهي تشبه الكائن الحي الذي يدافع عن نفسه والاّ كانت اندثرت مما تعرضت له من الضيم . لذلك فالرد والدفاع عن خصوصيينا يبدأ باللغة مدخل لأبداع والمعرفة والبحث والنديّة مع الآخر وإن علا .لذلك فالغربي ليس قدوتنا ولا خيّرنا لنسلمه القيادة، بذلك نظلم تراثنا الغني بالفكر والروح .وسنستمر في إمْعِيَتِنَا إذا أساءوا الناس أسأنا علينا أن ننزع رداء التبعية ونصنع نهضتنا كما تصنعها الشعوب لأخرى ولم تكن الصين لحاجة للغات لأجنبية ولا اليابان وحتى لغة ركيكة استجلبت من تحت لأنفاذ ليصنع لها شأن مثل العبرية لم يفرط فيها أهلها .وأردت أن أشرك معي أحد عمالقة الفكري العربي عباس محمود العقاد حيث يتحدث عن الثقافة الفرنسية في أ حد مقالته :" ومن آفات فرنسا الولع بالأزياء والمدارس التي كأنها أزياء تخلع بين كل صيف شتاء فما هو إلا ان يسمع فيها باسم الدعوة الجديدة حتى تففوها مدرسة هنا ومدرسة هناك ، وحتى تتقاسمها الفنون المختلفة فيبشر بها المصورون والنحاتون كما يبشر بها الشعراء والكتاب وينتقل لأمر من حيز التفكير إلى حيز الصفقات والمساومات.وهكذا تخرج الى الدنيا مدرسة جديدة وتبقى فيها مابقيت صالحة لتلك الصفقات الخادعة ثم تنطوي وتخلفها دواليك مدرسة أخرى على هذه الوتيرة ،لا تعقب بعدها أثرا من الآثار الباقية في عالم البلاغة والجمال".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م