الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصعيد الروسي العدواني الى اين ؟

صلاح بدرالدين

2022 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


يفسر المراقبون ان التصعيد الروسي الأخير بالتلويح باستخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا ، والدول الغربية ، جاء بعد الفشل في تحقيق مخططاته العسكرية المرسومة ، وصمود الشعب الاوكراني في الدفاع عن سيادته ، وحريته ، وكرامته ، الذي بدوره فاجأ الغرب ودفعه الى اتخاذ خطوات اكثر صرامة بخصوص العقوبات الاقتصادية ، وتقديم الدعم العسكري والإنساني .
فقد وقفت الدول الغربية وحتى معظم دول العالم الى جانب الشعب الاوكراني ، وضد الطغمة الحاكمة بموسكو ، ونزعتها التوسعية العدوانية ، ومحاولاتها تغيير النظام العالمي بالقوة ، ومن طرف واحد لمصلحة الطبقة المستغلة الاستبدادية الحاكمة ، هناك اكثر من ٩٠ دولة مع حق الشعب الاوكراني ، والعدد بازدياد ، وليس مع طغمة بوتين سوى أنظمة استبدادية مثل ( بيلاروسيا ، وسوريا ، وفنزويلا ، وايران ، وحزب الله ، والحوثيين ، وبعض المتجمدين عقولهم من شيوعيين سابقين لم يسمعوا بعد ان الاتحاد السوفييتي قد اصبح من الماضي ، او افراد يعملون لمصلحة الأجهزة الروسية ) .
الصراع الدائر الان هو كما استخلصه بعض المفكرين والسياسيين على هامش مؤتمر ميونخ للامن بين قوى الديموقراطية والحرية من جهة وبين قوى الشر والاستبداد والإرهاب من الجهة الأخرى ، ولم يعد بين النظامين الاشتراكي ، والرأسمالي كما كان عليه بالقرن الماضي ، ويمكن تشخيص الصراع الان بين أنظمة راسمالية حول النفوذ ، والمال ، والقوى العسكرية ، والفرق ان النظم الراسمالية بالغرب تتميز بتقاليد ديموقراطية عريقة ، وتوفر المؤسسات ، والقيادة الجماعية او المتداولة بسلاسة ، بعكس النظام الروسي الذي يقاد من دكتاتور ارعن يأمر ويامر ويامر بشكل فردي ، وتحول مليارديرا في عداد اغنى رجال العالم ، والعقوبات الغربية تتركز على مصالح بوتين وحاشيته ، والبنوك ، والشركات ، والتروستات ، وعلى أصول الحسابات المصرفية ، والاملاك ، وهي كلها من صفات النظم الراسمالية .

كتعبيرات فكرية ، وثقافية لحركة النضال الكردي السوري ، وكوطنيين نشاهد منذ أجيال سابقة وحتى الان ، محاولات حرمان شعبنا من حق تقرير المصير ، وتغيير التركيبة الديموغرافية لوطننا التاريخي ، وامحاء تاريخنا ، وثقافتنا ، وتدمير تراثنا حتى شواهد قبور اسلافنا ، بقوة الحديد ، والنار ، والمخططات ، والمشاريع العنصرية الموضوعة من جانب السلطات الاستبدادية .
من الطبيعي جدا ان نتحسس معاناة أي شعب آخر في هذا المجال ، حتى لو كان باوروبا او افريقيا ، أو أمريكا اللاتينية ، لأننا نؤمن بمقولة قضية الحرية لاتتجزأ .
عن محنة أوكرانيا اتحدث حيث الفاعل المجرم هناك هونفسه الذي أجرم بحق شعبنا السوري ومن ضمنه الكرد منذ ان احتل البلاد عام ٢٠١٥ ، وهناك من يرى أن غزو روسيا لاوكرانيا بدأ في سوريا .
هذا من جهة ، ومن الجهة الأخرى فان الطغمة الحاكمة بموسكو براسها الدكتور الارعن لاتمت بصلة الى المبادئ الإنسانية في تراث الاتحاد السوفييتي السابق وليست الا نوعا متوحشا قاسيا من راسمالية من نوع خاص عبر تحالف الأجهزة الأمنية ، والبيروقراطيين العسكريين ، وشبكات المافيا العابرة لقوميات الإمبراطورية السابقة وبينها منظمة - فاغنر - السيئة الصيت المنتشرة في سوريا ، وليبيا ، ومالي ، ودول أخرى ، واوساط الكنيسة التي تقابل ببلداننا ( الإسلام السياسي ) البغيض ،.
وعلى الصعيد العالمي وكما أرى فان ثبيت الامن والاستقرار يخدم قضايا الشعوب وبينها قضيتنا ، ونحن كشعب وقضية اختبرنا العصر الروماني ، والعصر العربي الإسلامي ، والعصرين العثماني والصفوي ، والعصر الايوبي، ومرحلة الاستعمار الغربي ، وحقب القطبية الثنائية ، والحرب الباردة ، والقطبية الواحدة ، وخرجنا خاليي الوفاض مع شعوب أخرى ، ونتطلع الى توافق دولي قادم ، ونظام عالمي عادل جديد ، يتحقق فيه السلام ، وتنعم الشعوب بحقوقها بتقرير المصير .
مانطمح اليه كشعب ضمن المعادلة الدولية ، والإقليمية الراهنة ، وتناقضاتها ، وتعقيداتها ، اكبر بكثير من مصالح خاصة فئوية ،او فردية ، آيديولوجية ، أو اصوات أنانية لاترى ابعد من انوفها ، وقد كشفت الأيام الأخيرة عبر وسائل الاعلام ، عورات ، واشكاليات مبدئية ، وفكرية ، وثقافية ، واخلاقية ، لمجموعات حزبية وافراد مغمورين ، من ( أصحاب الكهف ) مازالت تعيش باجواء الحرب الباردة ، ولم تستوعب ان فلاديمير بوتين ليس فلاديمير لينين ، بل ماهو الا نسخة سوداء من هتلر القرن العشرين في القرن الواحد والعشرين .
لقد سقطت كل الادعاءات ، والذرائع الروسية على ارض الواقع ، وبدأ العالم يصحو على أكاذيب الاعلام الروسي ، واضاليل المحللين ، الذين جندتهم الأجهزةلأمنية المختصة ، ومن جملة تلك الاضاليل تسمية القيادة الأوكرانية المنتخبة ديموقراطيا بالقومية ، والنازية ، في حين انها تدافع عن الحرية وضد الاحتلال ، كما ان الرئيس الاوكراني ( اليهودي الديانة ) مع عائلته كان ضحية للنازيين الذين اعدموا اعدادا من اهله .
ليس مطلوبا منا ككرد مع شعوب أخرى مازالت تكافح من اجل الحرية ، وليس لدينا دولة مستقلة ان نقف مع هذا المحور الدولي او ذاك ، ونوقع لاي طرف على بياض ، ففي حين نعتبر النظام الروسي وربيبه نظام الأسد في عداد الأعداء ، فان أنظمة دول حلف الناتو ، والاتحاد الأوروبي ، التي تحكم وفق مؤسسات ديموقراطية ، ونعتبرها صديقة ، ولكنها لم تقدم للشعب الكردي ولا للشعوب المناضلة الأخرى المحرومة من الحرية أية ضمانات موثقة لتحقيق طموحاتها المشروعة ، ولم تقدم المطلوب للشعب الاوكراني أيضا .
مانحن بصدده الان موضوع كبير ، ليس متوقفا على رغباتنا ، ولاينتظر قرارنا ، ولايستدعي الامر اندلاع منازلات كردية – كردية ، وليس مجالا لظهور بعض الصغار على موائد الكبار ، لان الدماء الأوكرانية الذكية بدأت تهرق جراء قصف طائرات ، وصواريخ ، ودبابات استعمار همجي جديد من غزاة الطغمة البوتينية الحاكمة في روسيا ، امام انظار المجتمع الدولي ، وانظمة الاتحاد الأوروبي ، والناتو ، وامريكا وقد تتحول القضية الى كفاح تحرري طويل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس