الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفصل الثالث مع المقدمة

حسين عجيب

2022 / 2 / 28
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الفصل الثالث
( فن هدر الوقت ، مع التكملة والإضافة )


أكثر المفارقات الإنسانية تكمن في اللغة ، والمنطق تاليا .
عمرك الحالي : هل هو وقت أم زمن أم زمان ، أم حياة ؟
أقترح عليك التفكير بالجواب ، لعدة دقائق فقط .
1
كلنا نعرف التجربة المزدوجة مع الوقت : عندما نتأخر في الاستيقاظ ، أو العكس ، عندما نستيقظ في منتصف النوم ، ثم لا نستطيع العودة للنوم .
ونحن أيضا نشعر بمرور الوقت بشدة ، في حالتين :
عندما نرغب بأن تكون حركة الساعة أسرع ، مع موعد منتظر ، والعكس عندما نرغب بأن تبطئ حركة الساعة ، في جلسة مثيرة .
حركة مرور الوقت ثابتة وموضوعية ، تقيسها الساعة الحديثة بدقة فائقة .
....
بالعودة إلى عمرك الحالي ، لا فرق بين ساعة الوقت أو الزمن أو الزمان لأنهما واحد لا ثلاثة ، ولا فرق بين السنوات أو الثواني .
لكن الفرق بين ساعة الحياة ، وبين ساعة الوقت ( أو الزمن أو الزمان ) حقيقي وملموس . وظاهر للحواس بشكل مباشر وتجريبي .
2
عودتي المتكررة لهذه الفكرة ، الخبرة لها مبرر شخصي ، وأسعى ليكون لها مبرراتها الفكرية والثقافية أكثر .
....
ثنائية العقل مشكلتنا .
العقل شعور وفكر _ ثنائية حقيقية .
تهملها الثقافة الحالية العالمية ، لا المحلية فقط . بسبب الصعوبة .
والأسوأ عملية استبدالها بالثنائيات الزائفة .
أريك فروم على سبيل المثال ، احد اهم المعلمين في القرن العشرين ، يضع ثنائية العقل والذكاء .
تلك غلطة الشاطر ، أثرها الثقافي ( المعرفي ) على المستقبل .
تشبه ثنائية الزمن والمكان ، بدل الزمن والحياة .
3
الوقت والحياة والمكان ثلاثية حقيقية ، يتعذر اختزالها إلى اثنين أو واحد .
ويتعذر الإضافة إليها أيضا .
لكن ، وللأسف يصدر الخلل ( غالبا ) عن كبار الفلاسفة والفزيائيين .
....
الماضي مصدر الحياة .
( هذه الفكرة ، ظاهرة ومعطاة للحواس بشكل مباشر ) .
المستقبل مصدر الزمن ( أو الوقت ) .
( أيضا هذه الفكرة ، ظاهرة لكن بشكل غير مباشر في البداية ) .
يتولد سؤال عن أصل المكان ومصدره !؟
ربما يبقى الجواب ، الحقيقي ، معلقا لقرون عديدة .
4
ما العلاقة الحقيقية بين المستقبل والزمن ؟
هل هما واحد أم اثنان ؟!
نفس السؤال حول العلاقة بين الماضي والحياة .
بالنسبة للمكان ، هذا السؤال معلق .
....
بعد فهم المشكلة اللغوية ، تحدث قفزة معرفية تفوق التصور والوصف .
ربما تحدث بفضل الذكاء الاصطناعي ، أو بشكل مشترك بين الذكاء الإنساني والذكاء الآلي .
هذا الموقف أكثر من رأي وأقل من معلومة .
....
قبل عشرة أيام
....
مقدمة الفصل الثالث
( معرفتنا الحالية بالتصنيف الثلاثي في : 27 / 2 / 2022 )

1 _ الخبرة الفردية ( الذاتية ) .
2 _ المجهول الفردي .
3 _ المجهول الإنساني .
....
الخبرة الفردية ، معرفة مباشرة بدلالة الحواس ، حسية وحدسية معا .
مثالها النموذجي المستوى المعرفي _ الأخلاقي للشخصية ( أنت وأنا ) .
المجهول الفردي والشخصي ، يتمثل بالمرحلة الأولية للمعرفة الفردية ( لا مهارة في اللاوعي ) .
المجهول الإنساني ، هو الأكثر أهمية وغموضا ، وخطورة .
لا ننتبه عادة إلى ما نجهله ، المسكوت عنه وغير المفكر فيه خاصة .
لنتذكر أول مرة نتعرف على التركيب البنيوي للذرة : نواة ، وحولها تدور الإلكترونات ، والبروتونات والفوتونات .
لنتخيل المعرفة المجهرية لنواة الذرة ومكوناتها بعد قرن ، سنة 2122 ؟!
ملاحظة هامة :
معرفتنا الحالية ، أنت وأنا وكل انسان حالي على قيد الحياة ، خلال قراءتك لهذه الكلمات ، لوضع الذرة سنة 2122 يمثل مرحلة لامهارة في اللاوعي .
كيف سيكون الحال إذن ، بعد ألف سنة 3022 !؟
يصعب علي حتى محاولة تخيل ذلك ، ...
ماذا عنك ؟
....
بين الخبرة الفردية والمجهول الفردي ، تتمثل الثقافة الشخصية .
ما تزال وصية سقراط اعرف نفسك ، تصلح للجميع .
وربما تبقى صالحة إلى الأبد .
....
المجهول الإنساني ، يتكشف بصورة خاصة في مجالين : خارج الكون _ هناك ، حيث يوجد ما هو أكبر من أكبر شيء ، ومقابله الداخل _ هنا ، وأصغر من أصغر شيء .
....
يمثل الزمن أو الوقت أو الزمان ، المجهول الإنساني المزمن ، والمشترك .
لا أحد يعرف طبيعة الزمن .
بعبارة ثانية ،
ينقسم الموقف الثقافي العلمي والعالمي ، حول طبيعة الزمن إلى فريقين :
1 _ أحدهما يعتبر أن الزمن فكرة إنسانية وثقافية ، ليس لها وجود موضوعي في الكون .
2 _ والثاني يعتبر أن الزمن له وجوده الموضوعي ، المستقل والمنفصل عن الوعي والثقافة .
وبصرف النظر عن نتيجة الجدل بين الموقفين _ والتي هي في عهدة المستقبل والأجيال القادمة _ تبقى العلاقة بين الحياة والزمن ، هي نفسها سواء أكان للزمن وجوده المنفصل عن الانسان ، أو العكس لو كان مجرد فكرة عقلية وثقافية .
الحياة والزمن فعل ورد فعل ، مثل وجهي العملة الواحدة ،_ أو مثل اليمين واليسار _ لاوجود لأحدهما بمفرده ، بنفس الوقت لا يمكن أن يختزلا إلى الواحد مطلقا .
....
مصدر الخلل الأساسي في الكتابة عن الزمن ، الموقف الثاني الذي يعتبر أن الزمن موجود بشكل موضوعي ، ومنفصل عن الإرادة والوعي ، مثل المكان . وهو يشبه الموقف الأرواحي ، وغيره من المفاهيم الأسطورية .
مع أن هذا الخلل والتناقض ، مكتشف منذ أكثر من عشرين قرنا ما تزال شخصيات شهيرة مثل اينشتاين وستيفن هوكينغ يقعون فيه . ربما بسبب الجهل والغفلة أو الغرور والنفاجية .
....
لنتذكر التعريف الأهم للعلم ، تعريف غاستون باشلار :
العلم تاريخ الأخطاء المصححة .
....
هوامش ومسودات ...
1
بكل لحظة صحو نعرف أننا في الحاضر ، وأن الماضي والمستقبل في الجهتين الماضي خلفنا وحدث سابقا ، بينما المستقبل أمامنا ولم يحدث بعد .
نعرف أيضا أن أنواع الزمن الثلاثة ، المراحل ، لا يمكن أن تتواجد معا ، ولا أن تلتقي اثنتان منها بالفعل وبشكل مباشر _ بالتزامن _ توجد الأزمنة الثلاثة في كل لحظة . ذلك الغموض ، اللغز المستمر منذ عشرات القرون ، يكشفه السؤال الثالث ، بشكل منطقي وتجريبي بالتزامن .
وهو خطوة على طريق المعرفة _ العلمية للواقع .
2
للسؤال الثالث أهمية خاصة ...
مع أننا نعرف الماضي والمستقبل والحاضر ، بالخبرة أيضا .
تبقى معرفة الماضي ، بواسطة التذكر والأثر .
ومعرفة المستقبل ، بواسطة التوقع والتخيل .
بينما معرفة الحاضر مباشرة ، وبدلالة الحواس بالفعل .
الأزمنة الثلاثة توجد معا ، ومنفصلة بالتزامن عبر الحاضر وبدلالته ، وهو اللغز المزمن .
3
خطأ مشترك في الثقافة العالمية ، أوضح من الخطأ باتجاه الزمن والساعة يتمثل بالخلط _ بين المصلحتين الأنانية والمتكاملة للفرد _ الاعتباطي .
بعبارة ثانية ،
المصلحة الشخصية ، الحقيقية ، لفرد بالغ لا تمثلها الأنانية بنسبة تزيد عن الواحد بالمئة . وبالمقابل ، المصلحة المتكاملة للفرد تمثل 99 بالمئة من مصلحته الحقيقية . وهذه الفكرة _ الخبرة _ تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا شروط أو استثناء .
نسبة 99 بالمئة من المصلحة الفردية الحقيقية ، تتمثل بالمصلحة المتكاملة التي تشمل الماضي والحاضر والمستقبل .
....
....
الفصل الثالث _ السؤال الثالث
1
السؤال الثالث :
السؤال الأخير ، في المجموعة الأولى من الأسئلة الجديدة .
أين يكون الفرد الإنساني قبل ولادته ، أنت وأنا ، بقرن مثلا ؟!
الجواب المنطقي والتجريبي ، يختلف عن الاجابتين الفلسفية والدينية معا ، حيث تعتبر الأولى ممثلة بفلسفة شوبنهاور خاصة ، أن الانسان يوجد بين عدمين من لحظة الولادة وحتى لحظة الموت أو عدم أول قبل الولادة والعدم الثاني بعد الموت ، بينما الموقف الديني يعتبر أن ظهور الانسان مصدره الغيب ، أو من خارج الطبيعة ، ومصيره أيضا .
أعتقد أن أصل الانسان _ الفرد ، يمكن تتبعه ، نظريا ، حتى آدم وحواء .
أو ، أن النسخة العلمية لقصة حواء وآدم ، يمثلها السؤال الثالث وجوابه الصحيح ، المنطقي والتجريبي بالتزامن .
....
طبيعة الفرد الإنساني ، وكل كائن حي آخر مزدوجة بين الحياة والزمن .
والخطأ الثقافي الموروث ، والمشترك ، يكمن في اعتباره جزءا من الحياة فقط ومنفصلا عن الزمن .
بكلمات أخرى ،
الوجود الحي ، الإنساني خاصة ، مدهش ومحير بالفعل .
لنتأمل في وضع أي شخصية حية اليوم 23 / 2 / 2022 ، مثلي ومثلك :
هي أو هو ، كانا قبل قرن في موقف غريب ، ومزدوج بين الحياة والزمن .
كانت مورثاتهما ( أو حياتهما ) في الماضي عبر الأسلاف ، بينما كان عمرهما ( أو زمنهما ) موجودا في المستقبل .
تتوضح الفكر بسهولة ، لو عكسنا المثال إلى سنة 2122 :
سوف يوجد فرد يشبهنا بالكامل ، من جهة الموقع ( الجنس وتاريخ الولادة ، مع اللغة وغيرها من المكونات الإنسانية المشتركة ) .
أين هو أو هي الآن ؟
بالتأمل يمكن التوصل إلى الجواب الصحيح ، المنطقي والتجريبي معا :
حياته أو مورثاته ، موجودة الآن في الماضي عبر الأجداد ( الأحياء ) .
بالتزامن ، عمره أو زمنه ( أو زمنها ) ، بالعكس في المستقبل .
2
أعتقد أن هذا الجواب على السؤال الثالث حاسم أيضا ، بمعنى أنه جواب علمي ، ومؤكد ، لا يمكن تغييره أو رفضه بشكل منطقي وتجريبي .
ربما ، يمكن الإضافة إليه لاحقا !
....
المجموعة الأولى من الأسئلة ، والأجوبة عليها حاسمة ونهائية .
تكفي لتغيير الموقف الثقافي العالمي ، من الزمن والواقع .
3
يكشف هذا السؤال عبر الجواب الصحيح ، عن الوجود الفعلي للماضي بشكل مستقل ، ومنفصل عن المستقبل قبل ولادة الفرد . والعكس صحيح أيضا ، حيث يكشف مع البرهان ، عن وجود المستقبل المنفصل عن الماضي والحاضر معا .
للتذكير ، السؤال السابع :
هل يمكن أن يلتقي الماضي والمستقبل بشكل مباشر ، وبدون المرور عبر الحاضر ؟!
ما يزال جوابي على السؤال السابع : لا أعرف .
وسوف أحاول أن أناقشه خلال الفصل السابع بشكل موسع وتفصيلي ، مع بعض الأفكار الجديدة .
....
ملحق 1
السؤال الثالث يكشف بوضوح عن أنواع الحاضر الثلاثة ، بالإضافة لأصل الانسان الفردي :
1 _ حاضر الزمن مدة ، قد تكون لحظة أو قرن أو الف مليار سنة .
2 _ حاضر الحياة مرحلة ، قد تكون رفة جف أو عمر فرد أو مجرة .
3 _ حاضر المكان مجال ، وقد يكون بين ذرتين أو مجرتين أو كونين .
ملحق 2
الجيد عدو دائم للأفضل ...
السعادة وراحة البال فكرة ، وخبرة ، واحدة .
أول معيقات السعادة اللذة .
وأول مكونات السعادة الألم .
تتكشف هذه الفكرة ، الصادمة في البداية ، بدلالة الفائدة .
اتجاه السعادة والصحة المتكاملة والإرادة الحرة وراحة البال :
اليوم أفضل من الأمس ، واسوأ من الغد _ بالتزامن .
والعكس اتجاه الشقاء وانشغال البال المزمن والادمان والمرض العقلي :
اليوم أسوأ من الأمس ، وافضل من الغد .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عماد الدين أديب يكشف حقيقة علاقة حسن نصر الله بالمرشد الإيرا


.. قراءة عسكرية.. كيف استطاعت المسيرة العراقية اختراق الدفاعات




.. دمار كبير ببلدة حارة الفاكهاني بالبقاع شرقي لبنان بعد الغارا


.. تشييع عدد من شهداء المجزرة الإسرائيلية في طولكرم بالضفة الغر




.. بشأن إيران والرد الإسرائيلي.. الرئيس الأميركي يقدم أول إحاطة