الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للرفيق غازي الصوراني كل أكاليل الورد الأحمر في عيد ميلاده 76

أحمد بن حريز

2022 / 3 / 1
القضية الفلسطينية


لا أدري لماذا نجد صعوبة في الكتابة حول المناضل الحي , مقابل سهولتها إن تعلق الأمر بالمناضل الراحل ...هل كون الأخير قد ختم مسار حياته نهائيا ,ولم يعد من مجال أمام تغيير أو تبديل لسلوكه وقناعاته ؟ أم أن الأمر يتجاوز ذلك ؟. هل يعود إلى مناخ وعادات فكرية سائدة ؟ أي أننا ربما ننتمي إلى بنية فكرية لا تولي أهمية إلا إلى الماضي المنقضي ,نظرة قريبة أو متأثرة بالنظرة الماضوية للأمور عامة خلاصتها أن الأمس أحسن دائما من اليوم. وكأن الماضي هو القمة أو النموذج الدائم للحاضر ولما لا المستقبل كذلك.... أم أن النرجسية أو الذاتية المفرطة , بمعنى النفخ المفتعل في الذات بشكل مرضي قد يمنع من تناول نشاط فكر الآخر ...أهي أنانية البرجوازي الذي لا ينظر للكتابة إلا كأداة هدم للآخر أو نقد له عوض أن تكون كما هي , أداة تواصل وتلاقح فكري أو بعبارة أدق , كأداة لإنتاج معرفتنا بالواقع ,وما الآخر سوى جزء منه...بين الهدف الأناني , أي إبراز الأنا , ووهم شطب أو هدم الآخر , هناك مساحات أخرى تنتظر من يملؤها .. فهل تستطيع هكذا مبادرة رسم ملامح لتلك المساحات ؟ ذاك مبتغانا...
هل نستطيع أن نكتب حروفا قليلة بعيدا عن الصراع السياسي والفكري , ونحن من يرى ألا تطور دونه ؟ هل نفلح في هذه المحاولة للكتابة ؟ مع علمنا أن الصراع هو المحرك الوحيد للبرك الراكدة التي نفينا إليها قرونا – كشعوب - وأكوام من تراكمات التخلف . هل نستطيع أن نكتب عن الصوراني كإنسان , قبل الصوراني المفكر والمنظر والمناضل ؟ ذاك تحدينا...
الرفيق غازي الصوراني يشعل اليوم شمعة عيد ميلاده 76 شمعة دائمة الاشتعال والإضاء ,برغم الرياح الهوجاء و الأعاصير , لم تفقد بريقها ولا وهجها . . تحل ذكرى ميلاده ، والرفيق الصوراني يستمر واقفا منتصبا , محاربا بشراسة من أجل ما يؤمن به من قناعات ومواقف سياسية ..بصلابة قد لا نجدها حتى بين من لم يراكم من تجارب المعارك وغبارها وآثارها , النزر ا,هي الطاقة المتميزة والكبيرة التي يتميز بها الرفيق الصوراني إنه المصارع الدائم والصلب من أجل قناعاته , وصاحب دينامكية كبيرة جدا...
عند الرفيق الصوراني , نادرا جدا ما تجد التعابير الدبلوماسية , وهذا ما قربنا منه كثيرا, عند النمري لن تجد غير الكلمة الصلبة والحادة , لا مجال للمحاباة لا مجال للتردد لديه ..هو المقتحم الدائم والمحارب الصلب , لا مجال لديه لحسابات الربح والخسارة , لا مجال لادخار القوى أو الأسلحة , فالمعركة الفكرية عند الصوراني تخاض إلى النهاية وبكل الأسلحة ...بكل الوسائل المتاحة من المقال إلى التعليق...
رفيقنا الصوراني صاحب رسالة و معاصر في التحليل و النقد و التجديد و صناعة فكر لو لم يبح بسنه لقرائه في موقعه , لتخيلته , أنا على الأقل لا يتجاوز الخمسين عاما...سنين عديدة من العطاء ..كم هائل من التجارب والمعارك ..ومازال واقفا ومازال صامدا ..مرت الأعاصير ..ولم ينحن أو ينكسر ...أتذكر فقط ولو أني لم أكن أريد الحديث في مثل هذه الأمور..كيف انكسرت وارتدت وانهزمت واستسلمت "قيادات وكوادر" وأحبط شباب ثوري ..بمجرد إعلان غورباتشوف عن الانهيار أو التفكك الأخير ..في 1989 وقف مفكرون و منظرون " كثر , كانوا بالأمس رموزا من ورق يتحدثون عن المراجعة ويقصدون التراجع , يتحدثون عن القيم الكونية لحقوق الانسان والحداثة , فيما هم يعلنون الردة والاستسلام لخطاب لصوص العرق والدم البشريين ...لكن في المقابل كان هناك المبدئيون , من يؤمن بكون التاريخ لم ولن يكون خطا مستقيما بل متعرجا .. وأن التاريخ يحركه الصراع الطبقي وليس تصريحات القادة... وأن التجارب تقوي حركة الشعوب ,والثوريون في صفوفها الأولى ,إن هم أحسنوا قراءة التاريخ , واستفادوا من تجاربه,,, باعتقادي واحد من هؤلاء...واحد ممن عكف على التجربة فقرأها بعين النظرية ...النظرية ذاتها التي حاول أهل الردة دحضها انطلاقا من تلك التجربة...نختلف مع جوانب من تلك القراءة ربما ..نتفق ممكن ..لكن الأكيد أن الرفيق الصوراني أغنى مكتبتنا بمساهماته القيمة.....
الصوراني لا يعرف التعب ...ولا يرحم بياض الورق...حيوية نادرة لشاب كهل ...في وقت تحول شبابنا إلى كهول في الفكر كما الجسد... أن نكتب عن الصوراني في خضم معاركنا الفكرية معه , ومن موقع الاختلاف أو التباين , لا يعفينا من ذكر مناقب الرجل ولا إسهاماته...ولا إعجابنا الشخصي والإنساني به...ولا نستطيع حتى لو حاولنا عدم احترامه.... الرفيق الصوراني سريع الغضب , هكذا أتخيله ...وعندما يغضب رفيقنا فلا ينفع احترامك له , لأن احترامك له قد يؤذيه ...بل قد يزيده غضبا....
الصوراني في عيد ميلاده الدائم , نحييه عاليا ..نجدد احترامنا وتقديرنا له ولعطاءاته الفكرية ...نتمنى له كل الصحة والعطاء.. نتمنى أن نأخذ منه الثبات على الموقف , ونتعلم منه النضال المستمر الذي لا يعرف التقاعد ولا أيام العطل ,يرفض الانحناء والتكسب كما الانتهازية , ولعل هذا الثبات والمبدئية هو ما يجر عليه حقد بعض الليبراليين والمتصهينين ..
الكتابة حول الرفيق غازي الصوراني , وفي هذه المناسبة بالذات , تتجاوز مسألة الكتابة حول فرد ما , حي في غزة , في منزل ما , بجانب أسرة ممتدة بين أولاد وأحفاد , عطوف على الجميع , - هكذا أتخيله -... الصوراني تجاوز كل ذلك , فكتاباته اخترقت كل بيت ينطق بلغة الضاد , وربما غيرها من اللغات , وإسهاماته حاضرة وإلى الأبد ...وبهذا نستطيع أن نقول بكل ثقة وبدون مبالغة ...الصوراني شمعة لا ولن تنطفئ ...ولن يستطيع أحد إطفاءها إلا الصوراني نفسه...فلا دخل لقوة أخرى في الأمر...حتى تلك القوى التي يقدم لها البعض قرابينه , أكانت قوى مادية أو ميتافيزيقية...
بعيد ميلادك لك منا كل ورود الكون الحمراء..عربون محبة , احترام وتقدير...الوردة الحمراء المهداة إلى رفيقنا الصوراني في عيد ميلاده , لن تذبل , ولا تحتاج إلى ماء كي تبقى يانعة مزهرة , بل تحتاج لتضحيات وأفكار ...مسار طويل لم يتوقف . يستمر رفع الراية من جيل لجيل , لثلاثتهم ولكل الرفاق المبدئيين كل تحية حب تقدير واحترام ...لرفاقنا في سجون الرجعية بالمغرب المضربين عن الطعام الحرية وكل التضامن , ولزملائهم رفاقنا في سجون الصهيونية كذلك أي الأسرى الفلسطينيين كل التضامن , للشهداء المجد والتحية والعهد على مواصلة الطري.
هذه الكلمات وإن كانت موقعة بإسم شخص واحد فهي تعبر بالتأكيد عن عدد كبير من رفاق ومحبين ومعجبين ومتأثرين بفكر الصوراني. الذي سيقوم بعضهم باغنائه بتعليقاتهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يعرض شروطه لوقف الحرب في أوكرانيا • فرانس 24


.. انطلاق مناسك الحج في مكة المكرمة وسط درجات حرارة قياسية




.. سلسلة هجمات لحزب الله على إسرائيل وواشنطن وباريس تسعيان لوقف


.. ما بين هدنة دائمة ورفع حصار.. ما هي تعديلات حماس على مقترح ب




.. جبهة لبنان وإسرائيل المشتعلة.. هل تحولت إلى حرب غير معلنة؟|