الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنها الحرب/2/اليمين المتطرف يلعب على حبلي بوتين واوكرانبا

عماد ابو حطب

2022 / 3 / 1
الادب والفن


أنها الحرب/2*

اليمين المتطرف الأوروبي : اللعب على حبلي بوتين واوكرانيا معا
الاتهامات الروسية للقيادة الأوكرانية أنها تدعم المنظمات اليمينية الفاشية لم تجانب الصواب،وهو أمر معروف منذ سنوات لكن ان تأتي هذه التصريحات على لسان بوتين نفسه ،فهو أمر يثير الضحك فعلا.لماذا هنا لا بد من التطرق إلى علاقة كلا الطرفين الروسي/ الأوكراني بهذه التنظيمات ،وفي الوقت ذاته لا بد من التعريج على موقف هذا اليمين من غزو اوكرانيا.
يبدو أن اليمين المتطرف محشور الآن بفعل قرار بوتين بغزو اوكرانيا،فهذا اليمين وخلال سنوات عدة مضت كان قد بنى علاقات علنية وأخرى سرية مع الكرملين، وأبدى مراراً إعجاباً بالقيادة الروسية التي هيمن عليها بوتين منذ أكثر من عقدين.ويمكن تلمس ارتباك هذا اليمين المتطرف عبر صمتهم أو إدانتهم الخجولة للغزو، المتناقضة مع إشادات صريحة سابقة بالقيادة الروسية، أو حتى بتجنب بعضهم اليوم توجيه الانتقاد المباشر لبوتين في معرض إدانتهم للغزو الروسي ،قد يعتقد البعض أن العامل الانتخابي وحده، الذي يحتّم على هؤلاء التماهي مع رأي عام غربي مصدوم بغالبه من "العدوان الروسي غير المبّرر"،على حسب بعض تصريحات قياداتهم .الا ان الامر ابعد واعقد من العامل الانتخابي وحده، ورغم أن هذا اليمين المتطرف الأوروبي والاميركي اعتبر منذ سنوات أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أحد أهم الوجوه السياسية الملهمة له ، إلا انه هذه المرة حاول النأي بعيدا عن اشادة الأخير بـ"ذكاء" الرئيس الروسي، فالوضع الذي نجم عن غزو اوكرانيا قد يدفع تيارات من اليمين المتطرف الأوروبي إلى إجراء حسابات جديدة بعد ان اتضح أن حسابات بوتين لا تنبع فقط من الطموحات الروسية لاستعادة "أمجاد" الاتحاد السوفييتي السابق.بل يتداخل فيها الدور الديني والقومي والتاريخي الممتد منذ عصر القياصرة إلى استقلال أوكرانيا السياسي وانشقاقها ايضا عن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.وعند العودة إلى إحداث مشابهة نجد أن اليمين المتطرف الأوروبي، كانت بعض تياراته قد دعمت سابقا الحرب الروسية على جورجيا في عام 2008، وضمّها في عام 2014 شبه جزيرة القرم، والأمر ذاته كان سمة ايضا لمواقف الكثير من قوى اليمين الأوروبي "الوسطي"، وبعض النخب السياسية - مالية في أوروبا،التي بنت طوال عقود، شبكة مصالح وعلاقات وطيدة مع موسكو وطغمتها المالية . كما تكشف مؤخرا أنها شملت شخصيات نافذة ومعروفة وقيادية سابقة، من ألمانيا إلى النمسا، ومن إيطاليا إلى فنلندا والسويد والمجر.
يمكن القول ان العديد من تيارات اليمين المتطرف الأوروبي، كان يتماهى مع عدائية روسيا لفكرة الاتحاد الأوروبي، ويرى فيها دولة "قومية"، وانعكاساً روسياً لأيديولوجيته المؤمنة بالتفوق الأبيض، أو المحاربة للإسلام المتطرف (ما أظهره اليمين المتطرف من دعم وتأييد للتدخل الروسي في سورية)،إلا أن الأمر مختلف الآن فهو قد غزة بلدا لليمين المتطرف فيه نفوذا يصل إلى قمة السلطة السياسية مما جعل مواقفه، بمعظمها، بعد الغزو الروسي، اقرب الى "الصدمة" من إقدام روسيا على الاجتياح، ورفضاً للعملية العسكرية الروسية.عودة سريعة لأبرز مواقف قادة هذه التيارات سنجد انه بدءا من ماتيو سالفيني، زعيم حزب "الرابطة" في إيطاليا، إلى مارين لوبن، زعيمة حزب "التجمع الوطني" الفرنسي، والمرشحة للرئاسة في انتخابات إبريل/نيسان المقبل، إلى المرشح الرئاسي الفرنسي أيضاً، اليميني المتطرف والمثير للجدل إريك زيمور، إلى نايجل فاراج في بريطانيا، "عدو" الاتحاد الأوروبي اللدود، انقلب اليمين المتطرف الغربي على رؤيته التقليدية للعلاقة مع موسكو، مديناً الاجتياح، ومتجنباً في الوقت ذاته انتقاد بوتين.فقد اعلن سالفيني، ، عبر "تويتر"، إدانته لـ"أي عدوان عسكري"، وتوجه ليضع زهوراً أمام السفارة الأوكرانية في روما. وقال لاحقاً إنه "محبط من الإنسان الذي يسعى في عام 2022، لحل الأزمات الاقتصادية والسياسية بالحرب".
وفي فرنسا، دانت لوبن، المعارضة لوجود "الناتو"، التحركات الروسية، مضيفة أن "ما فعله بوتين مستهجن تماماً" بالنسبة لها، و"يغير النظرة" التي كانت لديها عن الرئيس الروسي.

أما زيمور، الذي كان أبدى في السابق إعجابه بالجهود الروسية لـ"استعادة إمبراطورية متراجعة"، فدان بدوره الاجتياح، بعدما كان استبعد حصوله، معتبراً أن التنبؤ الغربي بحصول الغزو "بروباغندا أميركية".واضطر زيمور، الذي يحتل المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي الرئاسية (لوبن ثانية خلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون)، للتراجع عن أقواله السابقة، مؤكداً "إدانته بشكل تام للاجتياح"، غير المبرر بالنسبة له، إذ إن "روسيا لم تتعرض لهجوم، كما لم تكن مهددة مباشرة من أوكرانيا".كما اعترف فاراج في بريطانيا، بأنه كان مخطئاً في الاعتقاد بأن بوتين لن يقدم في النهاية على غزو أوكرانيا، مضيفاً أن الأخير "ذهب أبعد بكثير مما كنت أعتقد". كما دان رئيس وزراء إيطاليا الأسبق سيلفيو برلسكوني، الذي يعد صديقاً لبوتين، "العنف".بمكن القول إن العلاقة الخاصة التي تربط بوتين والنخبة الحاكمة في موسكو باليمين المتطرف الأوروبي، تحمل بعداً آخر، بعيداً عن الشعبوية الأكثر التصاقاً بخطاب ترامب،مع أن جزءاً معتبراً من فريق ترامب السابق، ومنهم مستشاره السابق ستيف بانون، ومستشار الأمن القومي الأميركي السابق مايكل فلين، نسج أيضاً شبكة وثيقة من العلاقات والدعم لليمين المتطرف في أوروبا، حيث أصبح الطرفان حالياً يتغذيان من بعضهما البعض.

*نصوص عنا نحن المهمشين في زمن الوعيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت