الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحروب الخاطئة والانتصار الذي يمهد للهزيمة …

مروان صباح

2022 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


/ هل ثمة حاجة أو حتى ضرورة لإعادة قراءة المبلغ الاحتياطي الروسي 🇷🇺 بعد اجتياح الجيش لأوكرانيا 🇺🇦 ، وهنا 👈 يحتاج القارئ أن يتحسس محاولات الروس في ضوء المناهج المبتكرة أو تلك التى تهدف أن تكون متفجرة 🧨 لكي تصبح بديلة ، بالفعل 🙄 ، كان إعتماد روسيا 🇷🇺 على رصيد احتياطي يقدر ب650 مليار دولار ، هو فعلاً 😟 متوفر في البنك المركزي الروسي ، خطأً 😑 ، وأيضاً ليس كافياً ، لأن دولة مثل الإمارات العربية 🇦🇪 يبلغ الاحتياطي في صندوق 📦 استثمارها ب900 مليار دولار 💵 ، ثم بعد ذلك ، هو أمر لا يقل أهمية ، تضخ روسيا 🇷🇺 يومياً من النفط قرابة 7 مليون برميل ، أي أن صادراتها تتطابق مع صادرات العراق 🇮🇶 ، لكن الفارق بأن الأخير مديون للعالم بأسره ويعد من الدول الفقيرة لدرجة يفتقد للكهرباء وللماء ، بل لا يمتلك خدمات عامة ولا بنية تحتية ولا صناعات، بل تحول إلى ناشر البؤس😭 في المنطقة برمتها ، بالطبع ، لا ينسى المرء صادرات روسيا 🇷🇺 الغازية⛽التى تتدفق لأوروبا عبر أوكرانيا 🇺🇦 ، البلد الذي صنع الصداع الدائم للأولى ، تقدر هذه الصادرات يومياً ب400 مليون دولار 💵 ، لكن ايضاً في المقابل ، لقد تنبه الرئيس بوتين لضرورة تخفيض إعتماد بلاده على الدولار ، فباشر بالانخراط ببيع موارده بالذهب أكثر من العملات النقدية ، بحيث صار فارق احتياطي الذهب بين عهده وعهد سلفه كبير ، فاليوم روسيا لديها احتياطي من الذهب ما يعادل 130 مليار ، في جانب آخر ، ايضاً شرع في تحرير غاز بلاده من غريمه الأوكراني عبر أنابيب نورد ستريم -2 مع ألمانيا 🇩🇪 ، وبالرغم من كل هذا ، هناك حقائق لا يمكن 🤔 القفز عنها ، يظل إنفاق العسكري الروسي متواضع إذا ما قورن بانفاق الولايات المتحدة 🇺🇸 على
سلاحها والذي بلغ حتى الآن سنوياً ب 780 مليار ، أمام 60 مليار فقط ، هذا الرقم الحقيقي الذي ينفقه الروسي على تسليح بلاده ، أما الحقيقة الأخرى ، حاول الرئيس بوتين جاهداً توفير نظام مالي شبيه بالسويفت ، لكنه ، لم ينجح لأسباب تظل بالتحالفات وقدرتهم على تجاوز النظام السائد والمعمول به عالمياً ، فالحكاية تبقى مرتبطة بحجم الصادرات وقدرة النظام تمريره عالمياً ، وأيضاً هو متشابك مع البنك والصندوق الدولي اللذين يمتلكون معظم الذهب والنقدية العالمية .

اياً كانت مخالب العسكرية ، حادة هي أو شرسة ، فهناك إلى ذلك مسؤوليات اقتصادية واجتماعية ، وبالتالي ، هناك 👈 سؤالاً ليس عابراً فحسب ، بل حمّال أدلة متعددة ، هل الناس سيتحملون استنزافين معاً وليس واحداً☝، الدم النازف في ميادين المعارك والحياة اليومية ومصاعبها ، مع هذا ، ستعكس العقوبات البنكية على العملة المحلية الروبل بالدمار ، لأن حرمانها من الاستفادة من النظام المالي الدولي للمدفوعات سويفت SWIFT ، سيخنق الاقتصاد الروسي ، فهذا النظام يقدم ما يقارب ال 50 ميلون حوالة يومياً للعالم ، وبالتالي ، استهداف الغرب للبنوك الخمسة والتى تمتلك أغلب أصول الدولة مقصود ونتائجه معروفة ، بل حتى لو روسيا 🇷🇺 تخيل لها بأن نظام المعمول به في الصين 🇨🇳 قد يكون البديل أو قد يساهم في إخراجها من أزمة السويفت الدولي ، فإن هذا الرجاء يبقى متواضع ولن يعوضها كما تظن عن السويفت SWIFT العالمي أو بالحجم المطلوب ، وهنا 👈 لا بد أن يعي الروسي قبل الصيني ، بأن الأمريكان 🇺🇸 والأوروبيين 🇪🇺 الذي وصل التبادل التجاري بينهما إلى الترليون ، قد يلجأن إلى معاقبت الصين 🇨🇳 إذا شعروا أنها خرجت عن سياسات المجتمع الدولي المعهودة ، وهذا الشعور سيدفعهم إلى نقل الاقتصاد الأمريكي 🇺🇸 والأوروبي 🇪🇺 والدول الحليفة معاً إلى دول آسيا الصغيرة ، تلك التى تفتقد إلى عناصر التأهيلي الذي يتيح لها أن تصبح أمة ، فالأمر الذي يختلف هنا 👈 ، يشير ☝ ، بأن مع كل يوم يمر على روسيا 🇷🇺 وبالأخص من قلب المعارك ، ستتراجع أوصلها النقدية وهذا يشير بأن 700 مليار دولار 💵 قد لا يبقى منهم دولار واحد☝في مدة أقصاها عاماً واحداً ، ولعل في طليعة تلك التراجعات هي أسهم شركة الغاز الطبيعي غازبروم بنسبة 35% حتى الآن ، كل ذلك مرتبط بعملة الروبل ، لأنها هي الخط الدفاع الأول ، وطالما سجلت كل هذا التراجع والانهيار وبمدة قياسية ، فإن التدهور الاقتصادي والاجتماعي حتمي هنا 👈.

ثمة هنا 👈 أيضًا وجهة نظر جديرة بالتمعن بها ، هي مركز تفكير الروس ، يراهن بالفعل الرئيس بوتين 🇷🇺 دون أدنى شك ، على نجاحه الجزئي في سوريا ، لقد نجى حتى الآن من تحويل الجغرافيا السورية إلى مستنقع يشبه بالمستنقع الأفغاني 🇦🇫 ، ربما هذا الاعتقاد قد يكون صح ، وأيضاً قد يحمل خطأً😑 فادحاً ومصيرياً ، طالما الأراضي السورية منقسمة حتى الآن بين خمسة أطراف ، وكل طرف يعزز قدراته التسليحية ، فالروسي بطبيعته يعشق لعبة الروليت الروسية Russian Roulette ، وهي في جوهرها أشبه في توريط الفرد لنفسه ، بعكس اليهودي 🇮🇱 على سبيل أو حتى العربي ، فالشخصيتان الأخيرتان وجدتا بكرة قمار على شكل طاولة ، المهدور فيها هو المال ، أي أنه هو الذي يتم استنزافه ، أما الروسي يبقى الدم هو المستنزف عنده ، لهذا كانت دائماً اندفاعات الروس 🇷🇺 تأتي عكس رغباته ، صحيح أنهم يرون بأن أوكرانيا 🇺🇦 مهمتهم التاريخية ، لكن أيضًا كان من الممكن🤔 توفير أو إيجاد مئات الوسائل التى تحقق لهم ذلك ، وهذا التعنت هو شيء من ثقافتهم المتجذرة ، لها علاقة بالثقافة التى تتغلب على التفكير السليم ، بل اجتياح أوكرانيا 🇺🇦 فرض على الأمريكان 🇺🇸 والأوروبيون 🇪🇺 إعادة حساباتهم ، لأن الأغلبية الأوروبية كانت تعتقد 🤔 بأن العدو السابق الذي كان يسمى بالإتحاد السوفياتي قد غادر الحياة وللأبد ، لكن اليوم ومع خطوة أوكرانيا 🇺🇦 ، أُجبرت دولة مثل ألمانيا 🇩🇪 إلى رفع موازنتها الخاصة بإنتاج السلاح لعشرات المليارات ، بالطبع خوفاً من أن تتحول روسيا 🇷🇺 إلى عنصر فوضوي في المرحلة القادمة ، بل بعد ما كانت دولة تعتمد العقيدة السلمية مع الجميع ، فألمانيا 🇩🇪 لم يكن لديها دفاعات مثل الدفاعات الروسية وجيشها يقدر صغير بالنسبة للجيش الروسي والذي يصنف بالمتأهب دائماً ، وهذا ينطبق أيضاً على الجارة البولندية وامتدادها في الإتحاد الأوروبي 🇪🇺 الشرقي ، ( إستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا ) ، بل الدولتان تعتمدان كلياً على الحائطين العسكرين القويين ، بريطانيا 🇬🇧 وفرنسا 🇫🇷 ، وبالطبع ، على الحلف الناتو التى تقودها الولايات المتحدة 🇺🇸 .

بذل الاتحاد السوفياتي سابقاً جهود ممنهجة ومنظمة في تلويث سمعته دون أن يدرك أنه يصنع ذلك ، وهذه الأيام يعيد الكرملين تحطيم أسمه وتدمير أدبه المميز ، لقد افتتنوا سياسيو الكرملين بالنموذجين السوري والليبي 🇱🇾 ، لأن في مراجعة بسطية وسريعة ، سيجد المراقب أن العقود التى حكم بها الإتحاد السوفياتي عالمه ، كانت الشعوب فيه أشبه بالمعتقلين ، محرومون من كل شيء ، واليوم مع اجتياح أوكرانيا وفرض العقوبات يعيد النظام الروسي مرة آخرى اعتقال الناس في جغرافية روسيا 🇷🇺 والدول التابعة لموسكو ، على سبيل المثال ، سوريا وكزاخستان وبيلاروسيا خرجوا من العالمية ، قد يقول مراقب هنا 👈 أو هناك 👆 ، لقد حقق الروسي انتصاره العسكري فيهم ، لكنهم تحولوا إلى دول فاشلة وهذا سبب أساسي في دفع شعوب تلك الدول إلى الهجرة الجماعية ، صحيح ايضاً ، أن موسكو بسياستها الضيقة عزلت الجغرافيا السورية عن الغرب وهذا ما تحاول صنعه في أوكرانيا 🇺🇦 ، لكن السواد الأعظم من الناس أصبحوا في الغرب أو على الحدود كما هو حاصل اليوم مع الأوكرانيين ، بل السؤال الذي من المفترض أن يجيب عليه الرئيس بوتين 🇷🇺 ، هل أوكرانيا 🇺🇦 كموقع جيو سياسي تصل أهميته بأهمية الاقتصاد الوطني ، لأن اجتياح أوكرانيا 🇺🇦 أدى وسيؤدي في المستقبل إلى قطيعة تامة مع الغرب وحرب اقتصادية مفتوحة ، هي ليست مبررة ، بل ليست من أولويات موسكو الإستراتيجية أو بالأحرى وهو الأدق ، بالموازنة او بالمقارنة مع جغرافية أوكرانيا 🇺🇦 وحرمان روسيا 🇷🇺 من أسواق الغرب ، تعتبر الخطوة انتحارية ، فاليوم البنتاغون أصبح مدعوا من القارة الأوروبية لكي يضاعف اعداده وإعادة هيكلة تحالفاته التجارية ومصادر موارده .

لا أحد سيستفيد من عسكرت البحر الأسود وفي مقدمتهم تركيا 🇹🇷 التى يربطها تجارة كبيرة مع جميع الأطراف ، وعلى الرغم من حجم التبادل التجاري بينها والإتحاد الروسي 🇷🇺 ، إلا أن دخل الفرد التركي مازال متواضع جداً 😮 ، بل في المحصلة تركيا 🇹🇷 عضو في الناتو ولا يمكن 🤔 لأحد يتوقع أن تتمرد أنقرة على حلفها مع واشنطن 🇺🇸 ، وقد يساجل مساجل هنا 👈 وفي ذات السياق ، بأن تركيا 🇹🇷 لها منعطفات متعددة وهذا صحيح ، لكن في نهاية المطاف أو في المسائل المصيرية ستقف مع حلفها ، وهي مؤهلة أن تكون لواشنطن حليف معتمد في مناطق متعددة ، لقد بنت تركيا 🇹🇷 في حقبة الرئيس اوردغان وحزبه قواعد ووجود تجاري وعسكري متعدد ومتنوع ، وأيضاً بنى حزب التنمية دولة عميقة داخل الدولة التركية ، وهنا أيضاً بصفة حصرية أو حتى جوهرية ، صحيح أن روسيا 🇷🇺 تمتلك سلاح فذ وسلاح نووي ☢ منافس للولايات المتحدة 🇺🇸 ، لكن السلاح وحده لا يكفي دون أن تكون هناك 👈 تحالفات متينة واقتصاد متنوعاً وفاعلًا ، فهو في الخاتمة سيكون سلاحاً بائساً ، لأن بإختصار ، لا أحد يستطيع مواجهة العالم كما حصل اليوم ، وفي كل مرة ستضطر روسيا 🇷🇺 ، اليوم ولاحقاً إلى التراجع ، لأن بالأصل التورط في مثل هذه القضايا نتيجتها معروفة مسبقاً ، بل ما تسعى إليه موسكو في أوكرانيا 🇺🇦 يندرج تحت مخاوف جيو سياسة قديمة باتت غير منطقية مع التكنولوجيا ، أي أن وجودها في العاصمة كييف أو في مدن آخرى لا يعتبر انتصاراً ✌، طالما تنتصر بتفوقها بالسلاح ومن خلال انعدام عندها معايير الأخلاق ، بقدر أن الانتصار الحقيقي هو كيف تسطيع الدولة تقليص بين جغرافيتها وجغرافيا آخرى من خلال الابتكارات العلمية وأيضاً عبر التطور التكنولوجي والمصالح الاقتصادية .

نعم 👏 هنا ستجيب هذه السطور على السؤال الأكثر وجاهة ، هل في مقدور مراكز التخطيط الإستراتيجية في روسيا 🇷🇺 صناعة الفوضى في أوروبا 🇪🇺 ، فإن ايضاً السؤال الأحق أن يُسئل ، وهو الأوجه ، يقول التالي ، في القارة الباردة يوجد 👈 قرابة 100 مليون مهاجراً، متنوعون الثقافات والعادات ، بل هناك أزمة اندماج بين الموطنين الأصليين والمهاجرين ، مع ذلك ، اندمجوا بالنظام وفشلوا في صنع أي فوضى قد تأثر على بنيوية الدولة ، لأن النظام مع الديمقراطية🗽انتقل من شمولية الحكم إلى شمولية الاقتصاد ، وركائزه ثابتة وفي مقدمة ذلك ، التطور العلمي وشمولية الاقتصاد ..والسلام 👋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م




.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا


.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر