الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرأي العمومي المغاربي والحاجة إلى صحافة بَناءة

سعيد هادف
(Said Hadef)

2022 / 3 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


منذ أعوام ترسّخت لدي قناعةُ أن جودة الحياة من جودة الإعلام: الحياة الشخصية، السياسية، الأسرية، المهنية، الجمعوية....، باعتبار أن الإعلام هو الحياة ذاتها. ولن تصلح حياة وسط اجتماعي إلا بصلاح المعلومة وجودتها ومصداقيتها.
وكنت انشغلت بـ"مسألة الإعلام" منذ انخراطي في رحلتي الاضطرارية في البحث العلمي بداية التسعينيات، واشتغلت عليها بشكل نسقي منذ حوالي عقد ونصف في إطار تقديمي لدروس حول الإعلام بجامعة محمد الأول بوجدة باقتراح من الدكتوربلقاسم الجطاري (أحييه من هذا المنبر، فقد كان الأستاذ الوحيد الذي استضافني بكلية الآداب بمناسبة صدور ديواني الشعري "مخطوط أكتو"، في لقاء مع طلبته). لقد جئت إلى الجامعة من خارج أسوارها الأكاديمية، وكانت تجربتي في تدريس الطلبة رغم قصرها مهمة، وفي ذلك السياق فتحت الجامعة تخصصا في الإعلام والتواصل.
يوم الأحد الماضي، كان لي شرف المشاركة في ندوة حول "الإعلام والمشترك المغاربي"، قدمت فيها مداخلة عن بعد تحت عنوان: الرأي العمومي المغاربي والحاجة إلى صحافة الحلول(L’opinion publique maghrébine et le besoin d’un journalisme de solutions).
وتمحورت المداخلة حول حاجة الرأي العمومي المغاربي إلى صحافة بناءة تساهم في تنويره وتزويده ليس بالمعلومة الموثوقة فحسب بل بمعالجتها معالجة علمية وموضوعية وفق خطاب إعلامي مهني يكون عامل بناء وتوعية ومصدر توجيه وترشيد.
لقد ظل الرأي العمومي المغاربي عرضة إلى التلاعب والتضليل بسبب طغيان الصحافة الصفراء بكل مشاربها وأجنداتها.وظلت المؤسسات المغاربية المنتجة للخطاب الإعلامي تفتقر إلى الكفاءة والمصداقية.
وكان هدف المداخلة تسليط الضوء على أثر الخطاب الإعلامي في بناء رأي عمومي يتسم بالجودة أو بالرداءة، وإلى حساسية العمل الصحافي وما يقتضيه من موهبة وتكوين ومهنية ومصداقية وكفاءة علمية متخصصة، وضرورة الاستعانة بالحقول العلمية التي لا غنى عنها في ضبط العمل الصحافي والارتقاء به إلى عمل تشاركي يحرص على صحة المعلومة ودقة التحليل والقدرة على رصد المشاكل وتشخيصها واقتراح الحلول لمعالجتها.
وتطرقت إلى مفهوم "صحافة الحلول" و"الصحافة البناءة" وتاريخ نشأتهما وريادة بعض البلدان فيها.
وانطلاقا من المنهج النقدي للمقاربة الأكنوتولوجية، وباتولوجيا الثقافة الشعبية، وتخصصات علمية أخرى، وبحثا عن براديغما صحافية جديدة، صغت جملة من الأسئلة:
ما هو الإعلام؟ ما مدى دوره في حياتنا، وما درجة تأثيره فينا؟ وكيف يضطلع بدوره في بناء رأي عمومي فاسد أو خلاق؟
ولأن كل خطاب يؤثر في المتلقي، سلبا أو إيجابا، من منطلق أنّ "لاوعي الذات هو خطاب الآخر"، وفق الطرح اللاكاني، أو وفق منظور "اللدونة العصبية" مثلا، كان السؤال: كيف تؤثر الكلمات في نفسيتنا وعلى تشكيل بنية دماغنا بشكل صحي؟
ولأن الكثيرين يجدون أن مسألة توليد الأفكار مهمة، لكنهم لا يدركون كيفيتها، سواء في المجال الإعلامي أو في غيره، فقد كان السؤال: كيف يمكن توليد الأفكار الإبداعية التي تساعد في تحقيق الأهداف التي نتوخاها من صحافة خلاقة؟
القضايا المشتركة في بلداننا المغاربية تحتاج إلى معالجة إعلامية وفق صحافة الحلول ولا يجب أن تبقى عرضة لكل من هب ودب: مسألة الحدود وحق المواطن المغاربي في السفر والتنقل؛ مسألة الذاكرة والهوية بوصفها مسألة مغاربية مزمنة تحتاج إلى معالجة علمية تشاركية حتى تكون عامل تواصل واستقرار بدل أن تبقى عامل توتر؛ مسألة التنمية والأمن القومي والعيش المشترك؛ مسألة الهجرة غير النظامية؛ مسألة التهميش الجهوي والحاجة إلى التدبير السياسي اللامركزي ومعالجة النزعات الانفصالية؛ مسألة السياسة والحركات الاحتجاجية، ودو الإعلام في نشر الثقافة السياسية وروح المواطنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ