الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....9

محمد الحنفي

2022 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الوضوح في التصور:....6

وبالنسبة إلى الغاية، التي يسعى إلى تحقيقها اليسار الإصلاحي، تتمثل في العمل على جعل الحكم القائم، يقوم نفسه، باستمرار، حتى تنهج نهجه الأحزاب اليمينية: الإقطاعية، والبورجوازية، والبورجوازية الصغرى، والمتوسطة، في تقويم نفسها، حرصا من الحكم، على تجنب تسرب مختلف أشكال الفساد، إلى أجهزته المختلفة، وحرصا من الأحزاب اليمينية: الإقطاعية، والبورجوازية، والبورجوازية الصغرى، والمتوسطة، على أن لا يدب الفساد بين أعضائها، وفي أجهزتها المختلفة.

أما اليسار الاشتراكي، فغايته من تحقيق أهدافه، تتمثل في في جعل المجتمع، برمته، يتحمل مسؤوليته، في الحرص على التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، وجعل السيادة للشعب، قائمة على أرض الواقع، حتى يتمكن الشعب، من تقرير مصيره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، سعيا إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

وبالنسبة لليسار الشيوعي، فإن غايته، في جزء كبير منها، لا تختلف عن الحزب الاشتراكي، ولكنها، تزيد عليها، في السعي المستمر، إلى تحقيق التشكيلة الشيوعية، التي تقتضي أن تصير السلطة للشعب، الذي يصبح أمره بيده، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والأمنية الشاملة، وعلى جميع المستويات، خاصة، وأن التشكيلة الشيوعية، هي التشكيلة التي تنتفي فيها السلطة، ويصير الأمر فيها قولا، وفعلا، للشعب، الذي تصير له السلطة، التي يصرفها بما تقتضيه مصلحة مجموع أفراد الشعب، الذي يتساوى فيه جنس الذكور، مع جنس الإناث، وتحترم في إطاره الحقوق الإنسانية، كما تراها الشيوعية، كما يحترم في إطاره، القيام بالواجبات الإنسانية؛ لأنه في المجتمع الشيوعي، يتحول كل شيء فيه، إلى ما هو إنساني، مما يجعل المجتمع الشيوعي، مجتمعا إنسانيا، بامتياز، يتمتع فيه كل فرد، بكل حقوقه، ويقوم فيه كل فرد، بواجباته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. والتعامل بين أفراده، لا يكون إلا ديمقراطيا، بين جميع أفراد المجتمع، الذين يتساوون فيما بينهم.

وانطلاقا مما سبق، من مقاربة الأجوبة على الأسئلة المطروحة، حول تصور البرنامج بصفة عامة، وتصور البرنامج اليساري بصفة خاصة، نجد أن طبيعة تصور البرنامج اليساري، تتمكن من السيادة الكاملة على المجتمع، الذي يتواجد فيه يسار معين، فيصير فكره هو فكر المجتمع ككل، وممارسته هي ممارسة المجتمع ككل، حتى يتأتى له تحقيق أهدافه، في المساواة بين جميع أفراد المجتمع: ذكورا، وإناثا: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، في أفق تحقيق التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، على جميع أفراد المجتمع الاشتراكي، والشيوعي / الإنساني، الذي يصير فيه كل شيء، قائما على احترام إنسانية الإنسان.

ولذلك، فطبيعة البرنامج اليساري، هي:

ـ طبيعة إنسانية، تهدف إلى جعل المجتمع البشري، في إطار الدولة الواحدة، وفي إطار مجموع الدول، وعلى مستوى الكرة الأرضية، مجتمعا إنسانيا، يتمتع فيه جميع الأفراد: ذكورا، وإناثا، على مستوى التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، ويتمتع فيه الجميع بالحقوق الإنسانية، ويقوم فيه الجميع بالواجب الإنساني، حتى تكتمل دورة السعادة الإنسانية.

ـ طبيعة إصلاحية، ما دام اليسار الإصلاحي، يسعى إلى إصلاح ما اعوج من ممارسات الدولة القائمة، ومن مختلف المؤسسات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن الأحزاب، والنقابات، والجمعيات، وغيرها من الإطارات الفاعلة في المجتمع، ومن الدولة، بأجهزتها المختلفة، حتى يختفي من جسدها الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، أملا في إيجاد مجتمع مستقيم من كل الجوانب، ودولة مستقيمة من كل الجوانب، ومؤسسات اجتماعية مستقيمة من كل الجوانب، حتى يساهم الجميع في ضمان استمرار استقامة مختلف الجوانب: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في إطار الدولة الواحدة، وفي إطار مجموع الدول، التي تعرف انتشار الفساد، في هياكلها المختلفة، وعلى مستوى مجموع الكرة الأرضية.

ـ طبيعة اشتراكية، باعتبار أن اليسار الاشتراكي القائم، هو الذي يضع البرنامج، الهادف إلى تحقيق الاشتراكية. وهو ما يقتضي من الحزب الاشتراكي، محاربة كافة أشكال الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وتعبئة الجماهير الشعبية، والعمل على تحدي الفساد، وكيفما كان نوعه، من أجل وضع حد للفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، سعيا إلى خلو المجتمع منها، من منطلق: أن انتشار الفساد، ممارسة اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، سياسية، ينخرط فيها أفراد المجتمع. وما دام الأمر كذلك، فإن وضع حد للفساد، والامتناع عن ممارسته، لا يتأتى إلا عن طريق الوعي به.

ـ طبيعة شيوعية، باعتبار اليسار الشيوعي، الذي يسعى إلى تحقيق أهداف اليسار الاشتراكي، لتحقيق نفس غايته، إلا أنه يتجاوز اليسار الاشتراكي، لتحقيق الأهداف الشيوعية، التي يترتب عنها تحقيق الغاية الشيوعية، المتمثلة في جعل المساواة بين الجنسين، وبين جميع أفراد المجتمع، وفي تحمل الشعب مسؤولية السلطة المادية، والمعنوية، التي تجعل المجتمع، برمته، في كل بلد من البلدان، يتحمل مسؤولية التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، لجعل جميع أفراد المجتمع، يطمئنون على مستقبلهم المادي، والمعنوي، في ظل حكم الشعب نفسه، بنفسه، دون أن ينوب عليه أحد، في تدبير ما هو اقتصادي، وما هو اجتماعي، وما هو ثقافي، وما هو سياسي، في إطار السعي، إلى تحقيق العدالة الشيوعية، التي تمكن أي فرد، من التمتع بحقوقه الإنسانية، أولا، وأخيرا، من منطلق أن الشيوعية، عمل إنساني صرف، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في إطار تحقيق النظام الشيوعي، الذي لم يتحقق بعد؛ لأن تحققه، يقتضي شمولية الاشتراكية أولا، قبل الحديث عن الشيوعية، التي تقتضي العمل على تحقيقها، على المستوى العالمي.

فتحقيق الشيوعية، كنظام، وكتوزيع عادل للثروة المادية، والمعنوية، تحت إشراف الشعب، يعتبر غاية كل الغايات، والأهداف، التي تحققت لحد الآن، بعيدا عن الاقتتال، حول أمور غيبية، لا نستطيع التأكد منها، لحد الآن، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، نظرا لكوننا نخضع لحكم الغيب، أكثر مما نخضع لحكم الدولة.

فتصورات الغيب، هي التصورات التي تحكم ممارستنا، حتى وإن كان في تلك الممارسة، إلحاق الأضرار بالبشرية، مهما كانت، وكيفما كانت، وعلى جميع المستويات الإنسانية.

فسعادة الإنسان، التي تسعى إليها الشيوعية، والنظام الشيوعي، هي الغاية الكبرى، والعظمى، من وراء النضال الشيوعي؛ لأن في سعادة البشرية، تتحقق تصورات البرنامج النضالي اليساري، كما كانت البشرية تتعذب، في ظل حكم مختلف التوجهات اليمينية، بما فيها اليمين المتطرف، فإنها في ظل حكم اليسار الإصلاحي، أو الاشتراكي، أو الشيوعي، يجب أن تعيش السعادة، بالمعنى الإنساني للسعادة، وبالمعنى الحقوقي، وبالمعنى الاشتراكي، وبالمعنى الشيوعي.

وهكذا، وبعد وقوفنا على المراد من البرنامج اليساري، وطبيعة هذا البرنامج، وبعد أن وقفنا على أوجه اختلاف البرنامج اليساري، عن برنامج مختلف التوجهات اليمينية، والوسطى، وعلى الغاية من تحقيق الأهداف اليسارية، وجدنا أن الغاية من تحولات المجتمع، في اتجاه الاشتراكية، ثم الشيوعية، هو تحقيق سعادة الإنسان، بتحقيق المساواة بين جميع أفراد المجتمع، وفيما بين الجنسين، وتحقيق العدالة الاجتماعية، التي تمكن كل فرد من حقوقه المختلفة: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، في مقابل القيام بالواجب، تجاه المجتمع، في كل بلد من البلدان، وعلى المستوى العام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد سنوات من القطيعة.. اجتماع سوري تركي مرتقب في بغداد| #غرف


.. إيران تهدد بتدمير إسرائيل.. وتل أبيب تتوعد طهران بسلاح -يوم




.. وفاة طفل متأثرا بسوء التغذية ووصوله إلى مستشفى شهداء الأقصى


.. مدرسة متنقلة في غزة.. مبادرة لمقاومة الاحتلال عبر التعلم




.. شهداء وجرحى بينهم أطفال في استهداف الاحتلال مجموعة من المواط