الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة العاشره والأخيره -من التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه

حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)

2022 / 3 / 2
الادب والفن


#الحلقةالعاشرة
هذه هي الحلقة الأخيره من سلسلة مقالاتي التي حملت عنوان "التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه"والتي حاولت جاهدا الغوص للبحث عن مفهوم ل مصطلح "مسرح الشارع "في وطننا العربي ومن خلال الوجود اللفظي والكتابي لبعض النقاد العرب ومسايرة ذلك بالنسبة للوجود العياني لعروض مسرح الشارع راصدا المعوقات التي تحد من إستمرارية مثل هذه العروض وتؤثر بشكل او آخر علي عملية التلقي النقدي وشح الدراسات والمراجع التنظيريه لمسرح الشارع وتوصلت الي بعض النتائج في بحثي سأسوقها اليكم ولكن بعد الحديث عن علاقة الناقد بالمبدع في وطننا العربي .
علاقة الناقد بالمبدع
»»»»»»»»»»»»»»»»»
انه لا يخفي علينا تلك العلاقة المتوتّرة منذ قديم الأزل بين المبدع والنّاقد، التي إنحصرفيها الزجّ بعوالم الكتابة النّقديّة ضمن مدارين لا ثالث لهما: المديح أو الهجاء،فثمّة ثقافة مسرحيّة قائمة على الاجتثاث والاستئصال، وثمّة ما يدعونا الآن إلى البحث عن مدار ثالث تُوَجَّهُ فيه العلاقة بين النقّاد والمبدعين إلى معادلة مغايره للخروج من هذه الأزمة .
ولنعترف أوّلا أنّ السبب الرئيس لهذه الأزمة ما هو إلا انعكاس لأزماتنا السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية ككلّ، ولنعترف أخيرا أنّ واقع هذه الأزمة برمّتها هو عدم تفكيرنا بجديّة في المستقبل. فنحن مُعَوْلَمون غصبا عنّا، منذ أن انعطف العقل التنويري إلى عقل أداتي ونفعيّ، فعمدنا إلى اختراع عدوّ نحاربه كي نهب أنفسنا شرعية الوجود، وبات الناقد خصم للمبدع طالما تخلي عن بوقه الدعائي لعروضه المسرحيه .بل أن العلاقة تفاقمت بعد حديث "رولان بارت"عن موت المؤلف ليصبح موت الناقد راهن واقعي عقب تخليه عن دوره الهام في تلقي العروض المسرحيه وتفكيكها وقرائتها وفق القراءة المجتمعيه الجماليه والفنيه .
إن المعادلة المغايره للخروج من أزمة الناقد مع المبدع تتطلب إيمان المبدع بدور الناقد في عملية التلقي وكونه نذير او مفكك لشفرات عمله الفني وليس بوقا دعائيا له .
كما تتطلب من الناقد إيمانه بقيمة ما ينتجه المبدع والبحث في رسالته والتنذيربمايفسدهاوإبرازجمالياتهاوفلسفتها وادواته الإتصاليه في ذلك وكيف تحقق هدف الإتصال المتوقع من رسالة المبدع ؟ وما هي مظاهر الإستجابة لدي المتلقي ؟واخيرا ماهو الأثر الذي تركته رسالة المبدع في نفس المتلقي وفي نفس الناقد المتلقي ؟
إن الـذيـن يـلـزمـون الظواهر يفهمون الظواهر على نحو مغاير للذين يجتنبونها. ولقد اختلف الباحثون في مفهوم الحقيقةفي العبارةالحقـيـقـة عـنـد أهـل
الظواهر المختلفة عما عهد الناس هنا في هذه الحياة وهذه اللغة البشرية.
فأهل الظواهر إذن يحيون في أعماق مواقفهم فـكـرة الاخـتـلاف ويـرون أهـل التأويل والاعتداد يتنكرون لهذا التفرد أو يركنون إلى معنى ليس له حظ واضح منه للإستدلال على الحقيقة.
وإذا تركنا مشكلة التأويل أمكـنـنـا أن نـسـأل هـل المـعـنـى الحـرفـي عزل عن الاختلاف? هل يمكن أن يضحي الإنسان بالاختلاف في عبـارة ما من أجل إستنباط مدلولاتها ؟
إن فكرة أن نضن على الكلمات بالاسـتـنـبـاط كي نـتـلـقط المـدلـول مـن المعجم والشرح وبعض الناس. لا تمكننا من أن نستنبط المعني الحقيقي الكامن في رسالة العرض المسرحي في الشارع .ولا يمكننا أن نجعلها أداة شخصية من أدوات الناقد. فكـيـف نـسـتـخـدم أداة دون أن نعرف كل ما نستطيع عن نشاطها؟. كيف السبيل إلى الخبرة بالكلمة دون أن نتعمق في فكرة الأطر المتحركة ؟ونحن مازالنا نتعامل أحيانا على الأقـل مـع الـكـلـمـات تعاملا مسترخيا. أي أننا لا نبذل جهدا واضحا في تأمل مدلول الكلـمـات فتروعنا أشياء كثيرة ليس من بينها الـبـحـث عـن مـدلـول.
واليوم لا يعنينا التأويل ومشكلاته وتحسينه. لا تعنينا قضية سوء الفهم. لا يعـنـيـنـا أن نـدرس كـيـف يـخـتـلـف الفهم المناسب من بيئة إلى بيئة ومن زمن إلى آخر. لكن العاصم الأساسي من التجمد والنزاع والعنف والكيد والتستر والمداهنة والنفاق. هو تعلم الكلمة بطريقة مناسبة. طريقة تكشف التغير والاختلاف وصعوبة الرؤية وانماط الجدل والمقاومة بعضها من بعض. إننا نقاوم باستمرار في كل مجال.
لكن طرقنا المعتادة في النظر إلى الكلمة وما يعتريـهـا فـي المـسـافـات أكـثـرحنانا على الثبات أو أكثر خوفا من مواجهة التغير.
إننا نتصور تغير المدلول عجزا ونتصور أن ملاحقـة كـلـمـة يـسـيـرة مـن قبيل العطاء والأخذ والعمل والنجاح أمر لا يعني بعض المخرجين المعاصرين فأمور
القراءة أخطر ما نتوهم حتى الآن.
فالهوة واسعة بكفاءات القلة وتيار القراءة العامة دعنا نطرح على بساط البحث مفهوم الخبرة بالكلمات كيف يكون. فهذا مناط البلاغة. ولاأعتقد أن هذه الخبرة يمكن أن تتحسن بمعزل عن تربية ملاحظة الاختلاف.
. لقد غفلنا كثيرا عن مفهوم فكرة الائـتـلاف.و نسينا أن الائتلاف يطوي لا محالة مجاهدةّ اراء إلى ملاحظة ما يقال إنه الإحساس بالتفاوت إذا تفاوتت الأشياء حن شبه. وإذا أدرك هذا التشابه حن من بعد إلى التفاوت. وقد جنى إهمال التفاوت على الخبرة بالكلمات . إن الخبرة المتحدية بالكلمات على هذا النـحـو تـعـنـي أن نـقـرأ الـعـقـل العربي. فإذا حاولنا هذه القـراءة آن لنا أن نسعي الي إمتلاك أدوات جديده .تعيننا علي وضع نظرية نقديه عربيه .

"النتائج التي توصل إليها الباحث في بحثه
»»»»»»»»»»»»««»»»»»»««««
1-اتفقنا عربيا ان مسرح الشارع هو عروض دراميه مسرحيه دون غيرها من العروض الأدائيه غير الدراميه مخالفين الأخر الغربي في مفهومه العام ليتجلي لنا مفهوم خاص تفرضه خصوصية الفضاء العمومي العربي
2-- ان التلقي النقدي لمصطلح"مسرح الشارع"عربيا أقتصر علي بعض مظاهره الجزئيه فأغلب التعريفات أفرغت المصطلح من كل طاقاته الإجرائيه واسقطته في تبسيطيه مبتذله إذ انها لم تتناول مسرح الشارع تناولا إصطلاحيا بقدر ما إستثمرت مفهومه كوصف له وكذريعة ووسيله فقط وليس كمصطلح نقدي له ابعاده الفنيه التي نستمد منها الأسس النظريه له
3-الوجود العياني لعروض مسرح الشارع في وطننا العربي تأثر بالأوضاع السياسيه والإجتماعيه الراهنة و انعكست بصورة جليه في الوجود اللفظي والوجود الكتابي النقاد وافضت الي وجود عياني لهذا المفهوم علي ارض الواقع تجلي في تعريفات أغلب الباحثون اللذين اتفقوا ضمنيا علي سمة محدده لمسرح الشارع وهي الإحتجاجيه والرفض.
4-مسرح الشارع مسرح جدلي ديالكتيكي والراديكاليه لا يمكن التثبت من التغيير الجذري لها وتأثيرها علي المتلقي فور إنتهاء عرض الشارع ولكن ذلك يتطلب وقتا لدراسة الأثر .
5-اسباب شح الدراسات النقديه والتنظيريه في مسرح الشارع تعود الي عدم تحقق التراكم وفقدان الإستمراريه لعروض الشارع التي اصبحت عروض تقدم في مناسبة مسرحيه وليست جزء من المسرح العربي فضلا عن الطبيعة الإنفلاتيه للفضاء المادي الطارئ الذي تهيمن عليه السلطه او النظام السياسي الحاكم و عدم إستقلالية هذه العروض وخضوعها للسلطه وعدم تعبيرها عن الواقع الحي الذي يجمع بين المؤدين والمتلقين في فضاء مشترك وفي غياب المناخ الديمقراطي لممارسة هذا الفن في عالمنا العربي بكل حريه ودون قيود ودون ان يتحكم في الترخيص القانوني التقدير والتأويل السياسيان.
بالإضافة الي خنوع المتلقي العربي لكافة انساق السلطه(إجتماعيه،دينيه، سياسي، .......) دون رغبة حقيقيه منه في التحرر فضلا عن النمطيه التي جبل عليها في المشاهده السلبيه داخل قاعات العرض المسرحي والتي قد تعيق من اشتراكه في بلوغ الغايات الدلاليه للعرض الشارعي.
واعتقاداته الخاطئه مما أدي وسم عروض مسرح الشارع بالإنغلاق المحلي وعدم إستيعابها او إستقطابها لكافة التفاعلات الثقافيه المعقده.
6-أصبح لا سبيل لنا سوي "البلاغة" في جماليات التلقي والبحث عن أعماق المعني في العمل الفني بعيدا عن المصطلح ومفهومه
7-لكي نخرج بنظرية نقديه عربيه لمسرح الشارع علينا أن نمتلك الخبرة بالكلمات التي تعيننا علي قراءة العقل العربي جيدا ووضع القواعد النظريه التي تتسق وايدلوجيات المواطن العربي في ظل تشكل الهويات الجديده في مجتمعاتنا العربيه .

*ملحوظه سيتم نشر البحث كاملا علي موقع الحوار المتمدن شاملا قائمة المصادر والمراجع التي اعتمد الباحث عليها في بحثه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب