الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطر الجزيرة ام الجزيرة القطرية

درويش محمى

2006 / 9 / 7
الصحافة والاعلام


غريب امر قطر، وامر صناع السياسة في دولة القطر، في رده على سؤال لاحد الصحفيين عن دور ووساطة قطرية محتملة بين النظام السوري واسرائيل، خلال مؤتمره الصحفي الذي جمعه واميل لحود، الرئيس المفروض على اغلبية الشعب اللبناني والمرفوض من تلك الاغلبية، رد امير قطر الشيخ حمد بما معناه، انه يشرف قطر، القيام بوساطة بين سوريا واسرائيل، ولكن الامر ليس الا مجرد اشاعة او"حسد" البعض؟!.

ورداً على سؤال اخر، عن دور سلاح النفط في الحرب الاخيرة، قال الامير القطري بالحرف الواحد" سلاح النفط العربي كان سيصب في مصلحة لبنان لو تم استخدامه لكن لسوء الحظ لم يستخدم"؟! .

وللتذكير فقط لا التعليق، في نفس المؤتمر الصحفي، ادلى اميل لحود بدلوه، وصرح تصريحاً، والذي كان معظمه مدحاً بقناة الجزيرة وجهودها الجبارة في خدمة لبنان والعرب، وكان القصد بالطبع، شكر دولة قطر صاحبة الجزيرة من خلال الجزيرة ؟!

وفي ختام المؤتمر الصحفي الذي عقد في بيروت، وطبعاً بحضور مراسلي الجزيرة القطرية وكبير مراسليها غسان بن جدو، الاسلامي الفارسي الملبس والايديوبوجية، والذي حظي بتحية خاصة من الامير وهو يخرج من الصالة، تلك العلاقة الصميمية بين قطر وقناتها الجزيرة، ووجودها القوي والدائم في القطر ومع القطر، وكأن دولة القطر جزء لا يتجزء من الجزيرة والجزيرة جزء لا يتجزء من قطر، يخلط الامر على الناس امثالي، حيث لا ندري اي تسمية موفقة يمكن للمرء اطلاقها للتعريف بالسياسة القطرية، وموقعها في عالم السياسة "قطر الجزيرة ام الجزيرة القطرية"،.

التميز النسبي لدول الخليج العربي، بالاستقرار والوضوح في سياساتها الخارجية، سواء الشرق الاوسطية منها او الدولية، والأتزان والواقعية السياسية، لم يعد قائماً منذ فترة ليست بقليلة، وأصبح في خبر كان، بسبب دولة القطر، قطر التناقضات المفرطة، قطر التطرف المزدوج، قطر الاهوية، قطر الجزيرة، قطر الجمباز البهلوان، والدبلوماسية الغامضة الغير مفهومة، قطر السباق، الاول والأعظم في كل شيء، صاحبة العلاقات الدبلوماسية المتميزة مع اسرائيل تلك العلاقة التي بنيت على معادلة " السلام مقابل لاشيء" باعتبار قطر ليست من دول المواجهة، قطر الحليف القوي للولايات المتحدة الامريكية، ومقر لاكبر القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة، وصاحبة المعاهدات العسكرية والسياسية المتميزة والخاصة جداً، ومصدر الصواريخ الذكية لاسرائيل، والتي استخدمت في الحرب الاسرائيلية ـ حزب الله الاخيرة، والتي نقلت جواً من قاعدة "العديد" الامريكية ـ القطرية، هذا من جهة، ومن جهة اخرى ، قطر القومية العربية و"الخوش بش" مع النظام السوري، قطر الذي بارك البلاء الحسن لمقاومة حزب الله في معركته الاخيرة، والتي سطرت وفتحت تاريخ جديد في الصراع العربي الاسرائيلي"حسب تصريحات الامير"، قطرالحاضنة لجموع المتطرفين من القومجية والاسلامجية من الاعلاميين من اعداء الحرية والديمقراطية، في قناتها المدللة "الجزيرة" والذين يبكون صدام حسين ونظامه وسقوطه المريع، ويدفعون بالدولار، عداً ونقداً، للمجاهدين من البعثيين والسلفيين، ثمناً لاشرطة الفيديو، التي تصور جرائم القتل ضد المدنيين من الشعب العراقي وقوات التحالف، وقطر المنبر الاعلامي الاول للقاعدة السلفية وزعيمها ايمن الظواهري، وتوجيهاته لأتباعه ومريديه من المجاهدين القتلة .

الجهود الاخيرة التي تبذلها رأس السياسة القطرية، في التخفيف من العزلة الشبه الشاملة، الدولية والعربية، المفروضة على النظام السوري، خاصة بعد الخطاب الأستفزازي الاخير لبشار الاسد، تلك الجهود اثارت حفيظة المعارضة السورية، والتي عبر عنها البعض من المعارضيين صراحة، لان من شأن مثل هذه الخطوة، ان تؤدي الى اطالة عمر النظام وبالتالي اطالة معاناة الشعب السوري، وحرصاً على الحقيقة، وبعيداً عن المبالغة، ومع الاقرار بعدم الدقة في التشبيه، اود التذكير بردة فعل الشعب الكويتي على مواقف القيادة الفلسطينية في بداية التسعينات، ابان الغزو العراقي الصدامي الغاشم لدولة الكويت، كذلك مشاعر العراقيين تجاه الكثير من العرب من الوقفة الغير مشرفة لهولاء مع صدام حسين ودعمهم له، ايام المحنة، واعتقد ان الشعب السوري المتضهد لن يكون استثناء من القاعدة .

صعوبات جمة تواجه الباحث عن حقيقة السياسة القطرية ودوافعها، الكثير من المتتبعين للسياسة القطرية، لا يجدون لها مكان في الخارطة السياسية، ليس بسبب صغر حجمها الجغرافي، والتي لا تتجاوز الخمسة الاف كم مربع، انما الازدواجية الصارخة لسياستها الخارجية، والتي ربما لا تتناسب مع حجمها الحقيقي كقوة سياسية، ويبقى التساؤل عن الدوافع الحقيقية التي تجعل من السياسة القطرية، مزدوجة غير مفهومة و"بين الحانا والمانا"، البعض يعتقد ان قطر تعاني من عقدة "التقزيم" وتريد لنفسها ان تكون ضخمة كجارتها السعودية مثلاً، لذلك نجدها تلعب على كل الحبال، ولا يهمها ان فلحت او وقعت، والبعض الاخر يعتقد ان قطر وبعد تبنيها لقناة الجزيرة وتوجيهها ودعمها الا محدود لتلك القناة، منذ انطلاقها وحتى اليوم، حتى كبرت وتعاظم شأنها، أصبحت القناة اكبر من دولة القطر نفسها، وبعد ان كانت القطر تملك الجزيرة وترسم سياساتها وتوجهاتها اصبحت الجزيرة تملك القطر، وتفعل فعلها، هكذا يقولون، وربما يصيبون او يخطؤون، ولكنني اعتقد والله اعلم، ربما تكون القطر فعلاً عرضة للاشاعات وحسد الحاسدين، وربما قطر وسياسات قطر ومبادراتها وعلاقاتها تقوم على مبدأ غيظ الاخريين، ليس الا، وإثارة حنقهم وغضبهم وحسدهم، وان لم تلجأ قطر"لسوء الحظ"لاستخدام سلاح النفط في الحرب السادسة ليصب في مصلحة لبنان، وان لم تطلب دولة القطر"لسوء الحظ" حتى استخدام ذلك السلاح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق