الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنرال وقصر بعبدا

درويش محمى

2006 / 9 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تعرض السيد حسن نصر الله في الأونة الأخيرة، للكثير من التهجم"الذي كان يستحقه وبجدارة"، بسبب اقدامه على زج لبنان في حرب خاسرة، ولكن وحتى نكون محقين وذو مصداقية يجب علينا ذكر مزايا الرجل ايضاً، وهنا لابد من الأعتراف بشجاعة السيد ورجولته، حين صرح ولو ضمنياً بأنه أخطأ باقدامه على خطف الجنديين الاسرائيليين، كذلك لا بد من الأعتراف بأن السيد يتمتع بقدرات دبلوماسية ويجيد فنون المناورة واقامة التحالفات والايقاع بخصومه، كما فعل مع التيار العوني.

وثيقة التفاهم بين التيار العوني وحزب الله في شباط الماضي، كانت خطوة ذكية من امين عام حزب الله، في النيل من حركة 14 اذار، وعلى العكس، كانت نقطة تحول في مسيرة الجنرال سابقاً والسياسي حالياً ميشيل عون، والتي ستؤدي الى أفلاسه كلياً، ولو بعد حين، نتيجة لحساباته الغير دقيقة والخاطئة، وطموحه المفرط في الرئاسة، وتعجله في تحقيق ذلك الطموح، والتي كشفت عن الوجه الأخر لميشيل عون، الانتهازي البراغماتي والوصولي، والتي ستؤدي به عاجلاً او أجلا الى السقوط، وفقدان المصداقية داخل الطائفة المسيحية، وداخل حزبه.

التغيير يبدو واضحاً لكل من شاهد الجنرال على شاشات التلفزة، بعد عودته من منفاه، حيث تبدو عليه علامات الصحة والعافية، وقد ازداد وزنه وتوردت خدوده، ولابد ان "الكبة النية" فعلت فعلها بالجنرال، كما ان هوس الرئاسة وحلمه القديم الجديد "ببعبدا"، فعلت فعلها بالجنرال وسياساته وتحالفاته ومبادئه، تغير من الأقصى للأقصى، وتصرف الجنرال وكانه في حملة انتخابية، في الظروف الحساسة والقاسية التي يمر بها لبنان، والمشاكل التي تواجه الدولة اللبنانية من تدخل سوري وايراني فاضح، وسلاح حزب الله وتهديد ذلك السلاح على لبنان وسيادته وامنه، والنتائج الوخيمة للحرب الخاسرة او الحرب السادسة "كما يحلو للبعض تسميتها"، في مثل هذه الظروف الصعبة، تبقى مواقف الجنرال مجرد حملة انتخابية فاشلة، حتى لو اوصلته الى الرئاسة، فلن يكون رئيساً افضل من اميل لحود،"رئيس مبروز" يجلس على الكرسي، ولكن غيره يقرر عنه.

لا يختلف اثنان على ان شعبية الجنرال عون، بدأت في منفاه الطويل بفرنسا، عندما كان المتحدث الوحيد تقريباً، عن وجود احتلال سوري للبنان ورفضه لذلك الوجود، ولكن الان وبعد عودته الى لبنان وفي ظل التحالفات التي يقيمها الجنرال ونتيجة لمواقفه الحالية، سيفقد بالتأكيد تلك الشعبية.

تصريحات الجنرال ومطالبته لحكومة السنيورة بالاستقالة، هي خطوة مراوغة، الهدف منها التشويش على مؤيدي واعضاء التيار الحر العوني، والتخلص من أزمة داخلية متوقعة في التيار الحر، وللتغطية على فشل حليفه حزب الله، وفشله شخصياً كقائد للتيار العوني، وللتشويش ايضاً على النجاح الذي حققته حكومة السنيورة، و حركة 14 اذار، وتعاملها المتميز والناجح داخلياً وخارجياً في زمن الحرب.

اعلان ميشيل عون لمعارضته، لنشر قوات دولية على الحدود السورية ـ اللبنانية، لمنع تهريب السلاح لحزب الله، ورفضه للعودة الى طاولة الحوار اللبناني الوطني، هو تهرب فاضح من الاستحقاقات القادمة، له ولحلفاءه في الساحة اللبنانية، واعتقد على عكس الكثير من المراقبيين، ان الجنرال يخفي وراء هدوءه المصطنع المبالغ فيه، خوف ورعب مما هو قادم، من فقدان شعبيته ودفع ثمن باهظ، ليس لانه من جماعة"الاوادم" كما يدعي، بل لحساباته الخاطئة.

ان سماحة الجنرال عون، لا يهمه سوى الانتفال من الرابية الى قصر بعبدا، ولكنه استعجل كثيراً، وفي العجلة الندامة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق