الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغير سياسة السعودية تجاه امريكا،استراتيجيا أم تكتيك؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2022 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


هل التغيير في طريقة تعامل السعودية والامارات مع سياسات امريكا الخارجية هو خط (استرتيجي) دائم أم خط (تكتيكي) مرحلي مؤقت!؟
وماذا عن التغيير الكبير والهام في طريقة فهم وتطبيق الدولة للاسلام من النهج السلفي الوهابي التقليدي الاصولي الى النهج الاسلامي العقلاني التجديدي الليبرالي؟!!
**************************
هذا الخط واضح في الخطاب السياسي السعودي والاماراتي خلال هذه المرحلة ولكن شعور السعودية والامارات بخيبة الأمل تجاه امريكا في اعتقادي هي حالة تراكمية وليست ابنة اليوم، ربما بدأت مع انقشاع غبار الغزو الامريكي للعراق بغرض اسقاط نظام صدام حسين والذي دعمته دول الخليج، اذ بعد انقشاع غبار تلك العملية الأمريكية اتضح للخليجيين ان الرابح الاكبر منها كانت ايران!!!، فنتيجتها صبت في اتجاه مخططات ايران ورغباتها التوسعية وزاد من تنمرها ومد نفوذها في المنطقة العربية دون ان تعمل امريكا على الحد من هذا التنمر والنفوذ الايراني بشكل جدي، ((هل هو العبث السياسي بالمنطقة؟؟ ام هو العجز الموضوعي للامريكيين وخروج الامور عن نطاق السيطرة والتحكم في المسار الذي اتخذته الامور بسبب اطاحتهم نظام صدام حسين؟ ام هو مخطط مقصود لتبديد طاقات دول الخليج والعرب في الصراع العربي الايراني والصراع السني الشيعي واشغال العرب بالتالي عن عدوهم الاستراتيجي الأكبر أي الكيان الصهيوني!؟؟ أم لدفعهم وخصوصًا دول الخليج للتحالف مع اسرائيل في مواجهة التنمر الايراني!؟)).. كل ذلك وارد !!... ولكن حيال هذا التغيير النوعي واللافت في علاقة السعودية والامارات مع ((البيت الابيض)) فإن المراقبين والمحللين السياسيين يختلفون في دوافع واهداف هذا التغير ، فبعضهم يرى انه (خط استراتيجي دائم) ناتج عن تقييم ما مدى المنافع التي استفادها السعوديون من هذه العلاقة خصوصًا بعد التغيرات التي دعمتها امريكا وعادت بالضرر على الخليجيين كالتغيير في العراق وفي دعم الاخوان ابان ثورات الربيع العربي مما انتهى الى كل هذه الفوضى فضلًا عن عدم جدية امريكا في التعامل مع ايران وذيولها وأدواتها مثل الحوثيين وحزب الله في المنطقة خصوصًا في عهد الديموقرطيين خصوصًا برئاسة (بايدن) الذي لديه موقف خاص من ولي العهد السعودي بسبب اغتيال الخاشقجي في تركيا... بينما بعض المراقبين والمحللين السياسيين الآخرين يرون في ما تقوم به السعودية والامارات تجاه امريكا من عدم تناغم في السياسة الخارجية والاقليمية انما هو (خط تكتيكي مؤقت) مرتبط بقيادة (بايدن) لأمريكا وبالتالي سينتهي مع نهاية فترة حكمه ورحيله أو مع اضطراره، تحت ضغط جماعات الضغط المالية والاقتصادية التي لها مصالح وعلاقات خاصة مع دول الخليج، ان يتخلى عن موقفه من ولي العهد وسياسته المهادنة لإيران، فيزور المملكة ويشارك ويرقص في مهرجان الجنادرية كما فعل الكثير ممن سبقوه!!

هذا ما خطر في بالي اليوم وأنا اطلع على تصريحات ولي العهد (محمد بن سلمان) الجديدة لمجلة (اتلانتيك) وهي تصريحات لافتة تستحق الوقوف عندها، تمامًا كتصريحاته السابقة في المقابلة الشهيرة التي أجرته معه قناة العربية في رمضان العام الماضي، ولعلني سأخصص مقالة لمناقشة وتدبر هذه التصريحات وما تعكسه من تغيير كبير في السياسات الداخلية والخارجية للمملكة التي جاءت عقب التغيير الكبير في النظام الملكي السعودي من خلال جعل انتقال السلطة يتم من الاباء الى الأبناء كما في المغرب والأردن وليس بين الاشقاء كما كان طوال تاريخ المملكة!!!، وأكثر ما لفت نظري - وهو ما سأقف عنده مطولًا في مقالة خاصة - هو ذلك التغيير الكبير في الموقف الرسمي للمملكة من ((طريقة فهم وتطبيق الاسلام)) حيث تم تجاوز الطريقة التقليدية المحافظة القديمة التي كانت حبيسة ((الفهم السلفي والوهابي والحديثي)) الى مجال ارحب وأوسع أقرب للطريقة ((الاتجاه العقلاني التحرري الليبرالي)) التي بت انتمي اليها منذ عدة سنوات بعد خروجي من شرنقة الاصولية والاسلام السلفي التقليدي الموروث الى رحابة وآفاق القرآن الواسعة والسامقة، وهو ما سأعرضه وابينه وأناقشه بشكل خاص في مقالة خاصة لتصريحات ولي العهد بهذا الخصوص - إن شاء الله - فهو يصب في الاتجاه الذي ندعو اليه ويدعو اليه الاتجاه الاسلامي العقلاني التحرري (الليبرالي) منذ عقود سواء في مواجهة الاتجاه المحافظ والاصولي المتمثل في التقليد السلفي والفقهي!، أو في مواجهة الاتجاه الاصولي العلماني التغريبي المتلحف بشعار الحداثة!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم