الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همي انتم ... تبا للكلمة

منال الشيخ

2006 / 9 / 7
حقوق الانسان


بعيدا عن التحليلات السياسية والعسكرية التي رافقت وترافق العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي حول صيف لبنان المشرق إلى جحيم ازرق تعلوه وجوه الموتى المنشورة على تخوم الانتظار، وقريبا من هم هذا المنسي تحت وطأة نجومية الجنديين الأسيرين ووحيف صواريخ حزب الله. هنا علينا أن نتذكر ولو لبرهة أن ثمة طرف ثالث في الصراع يدفع بدوره ثمن إرهاصات الاحتراب غير الآبه لهذا الكائن الذي هو أنت .. أنتِ .. انتم .. اطفاكم.. نساؤكم.. آباؤكم..أمهاتكم ..
هل طرح أحد ما سؤالا واعيا حول حجم معرفة هؤلاء الذين يمثلون الطرف الثالث عن أساس العدوان؟ هل اقترب من همومهم اليومية و مواقفهم، إذا ما استثنينا تلك الحوارات السطحية مع عدد من العوائل التي آثرت الصمود بالبقاء وبالرغبة في مواجهة الموت، طوعا أو كرها لا سيما وأن عديدا من تلك العوائل لا تملك ثمن دخولها إلى دول مجاورة رفعت أسعار سمات الدخول إليها مستغلة كأي تاجر حرب الوضع المتأزم لتتاجر بألم الناس.
هل هذا مسار سليم نحو النصر؟!!!
إذا كنت أنا أجير جاري بثمن ربما أفنى سنوات في جمعه لسنين لهدف حياتي كأن يكون بناء بيت أو تزويج ابن أو تأسيس قاعدة لحلم مستقبلي آخر.. هل يأتي النصر بالإيغال في تفريغ جيوب الفقراء قبل الأغنياء؟!!!
ما الذي حدث؟ ما الذي يحدث؟
سؤال يبقى الشارع يوجهه إلى الساسة في كل مكان، يوجهه من منطلق أن الجميع بشر قبل كل شيء وبالتالي فهم جزء من شعب قائم تحت نظام محكم، صار من حق السائل أي سائل أن يطالب بتفسيرات عن: ماذا يحدث؟ وأين العلة؟ لماذا الإنسان البسيط دائما هو الضحية؟
هذا واضح مما نشاهده على شاشات التلفاز من مشاهد وقوافل نازحة عن مخالب الحرب والدمار، ونسأل ونحن لم نعد نأمن أي مكان، باتت كل المروج مستهدفة ..وأنا شخصيا صرت أحكم بأن الذي يصيب الشعب إنما هو ثمن خطأ الكبار، وبما انه لا كبير ثابت عندنا ولا شرعية لكرسي يحتله مولع بالحياة والوجود، صار لزاما علينا أن نصرخ في وجه الجمود الذي لا تحله كلمات، ما نحن بحاجة إليه الآن هو (لكمات). نعم هذه الوجوه بحاجة إلى لكمات دامية تترك آثارها على تاريخنا السافر منذ أول الخليقة.
حلل كثيرون، بعضهم من هلل للنصر الذي لم نره، وبعض آخر عظّم من شان حزب الله ولعن إسرائيل وأمريكا بدراسات وتحليلات موثقة قدمت أفضل الأرصاد الميدانية، ولكنها جميعا آراء وكتابات مرت عبر نظارات مضببة، وبعض ثالث عارض وما يزال موقف حزب الله وغلطته الأخيرة التي دفع ثمنها مئات اللبنانيين الأبرياء.
لنفترض أننا حللنا الموقف، وأن موقفي أنا شخصيا كان مع ما حصل أو ضده.. ترى هل من مغزى لتحليلي بعد أن حدثَ ما حدث ويحدث بصوره كلها على الرغم من التوقفات المتقطعة؟ وهل سيثمر تحليلي ميدانيا عن أي فرق في سياق تطور الحدث ؟؟؟
سنقرأ ونتحدث فيما بيننا بوصفنا مثقفي الأمة، ونقول أن فلانا كتب كذا وصرح كذا ولكن ماذا بعد ذلك؟ ..
ما يحدث اليوم أشبه بما ذكره الدكتور حسين مؤنس في كتابه الحضارة عن رفضه أي ملمح من ملامح لحضارة حقيقية متجسدة باعجازات معمارية أو تطور علمي لا طائل منه، مادام لا يخدم الإنسانية بأي شكل، نقرأ لمؤنس:
(( فرغيف الخبز وإناء الفخار مقياسان أصدق للتقدم الحق من الوصول إلى القمر والعودة بقطع من حجارته لأن رغيف الخبز نعمة لا يأتي منها إلا خير وإناء الفخار اختراع أدخل على حياة الإنسان تيسيرا بعيد المدى وكلاهما نقطة تحول في تاريخ الإنسان. أما الأهرام أو قصور فرساي أو ناطحات السحاب أو مركبات القمر فماذا تعني فأما الأهرام فتعني أن
ألوف البشر ظلوا يعملون عشرات السنين لينشئوا قبرا لإنسان واحد وقصور فرساي تعني أن جهود ألوف أخرى قد صرفت على عمل منشآت يزهو بها ملوك لم يعرفوا في حياتهم غير الظلم والأنانية واحتقار الناس وأما نواطح السحاب فقد ثبت بالبرهان أن العيش فيها يصيب النفس بالكآبة وضيق النفس وجفاف الطبع الإنساني . وأما مركبات القمر فأي نفع عادت به على الإنسانية .))
وهنا أضم صوتي وأصرخ معه: ما نفع كل ما يصرح به الكبار ويقدمه المحللون من تقييم للموقف وحلول وقتية لازمة للبشرية في الصراع من اجل البقاء، حتى لو كان بقاءً انشطارياً على حساب أصل الفرع، إذا لم تمس هذه المعطيات جوهر الألم في ذات الفرد، ولم تقدم له المنديل المناسب الكفيل بامتصاص حرقة الوجع من الأحداق..
ما نفع كل ما تقدم إن كنت عاجزة عن إلغاء الرقيب الجاثم في طريق ملتي؟ هل بحثنا عن الأسباب الحقيقية التي تنمي فينا كل هذا الغل وهذا الحقد؟ وهل سألنا أنفسنا لم نحن مستهدفون دون غيرنا ؟؟
وهل قدمنا جوابا أو اقترحنا جوابا؟ هل واجهنا أنفسنا بالحقيقة ؟؟ وقبلها هل وضعنا أصلا إصبعنا على الحقيقة أو على أي حقيقة؟
من جانبي أنا سأؤثر الصمت ما دمت لم أجد حتى الآن من يسدد لي لكمة تفوقني مما أنا فيه، ومادامت اللكمة التي أسددها لنفسي لا تشفي في داخلي غليل الاعتراف..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية