الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فولوديمير زيلنسكي .. سلاح الشعبية في مواجهة سلاح الخبرة

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2022 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ركز بعض المحللين على فارق الخبرة بين (فلاديمير) بوتين و (فلوديمير) زيلنسكي، و أسس على ذلك حكما حاسما بتميز الأداء السياسي لبوتين في مقابل تواضع الأداء السياسي لزيلنسكي، و بناء على هذا الحكم أسس حكما آخر بنجاح بوتين في المعركة على حساب زيلنسكي !
ما قد يخفى على هؤلاء المحللين، هو أن الغرب من خلال دعمه لانتخاب زيلنسكي رئيسا لأوكرانيا قد راهن على شعبيته لتوحيد الأوكرانيين، و دعم الحس القومي لديهم من أجل تهييئهم لمواجهة التحديات التي يفرضها الجوار الروسي الصعب.
و بالإضافة إلى شعبيته الواسعة، يتميز زيلنسكي بحس قومي أوكراني روس-فوبي، و قدرة فائقة في التواصل السياسي مكنته من مشاركة هذا الحس القومي شعبيا، و تشكيل روح أوكرانية جديدة تؤمن بخصوصيتها، و تناوئ التواجد الرمزي الروسي لغة و ثقافة بله التواجد السياسي و العسكري !
لمسة زيلنسكي واضحة في المشهد الأوكراني العام المقاوم للغزو الروسي، خارجيا و داخليا، و لا أحد بإمكانه دحض ذلك !
* خارجيا، نجح زيلنسكي في التسويق لمظلومية أوكرانيا في وسط الرأي العام العالمي، و حصد دعما شعبيا عالميا غير مسبوق، بالإضافة إلى حشد دعم النخبة السساسية الغربية، و التسلل إلى الداخل الروسي حيث تمكن من اختراق مشاهير و أثرياء روسيا الذين عبروا، بشكل صريح، عن معارضتهم للغزو.
* داخليا، تبدو لمسة زيلنسكي أكثر وضوحا في إقناع النخبة السياسية و العسكرية الأوكرانية بخيار المقاومة، بشكل فاجأ بوتين الذي كان يراهن على استسلام النظام الحاكم. لكن، التأثير الأكبر لزيلنسكي يظهر على مستوى تأسيس و قيادة المقاومة الشعبية ضد الغزو الروسي، بل و التوجه إلى تطعيمها عبر استثمار العواطف الروس-فوبية المنتشرة في الجمهوريات السوفييتية المستقلة التي تمقت شعوبها كل ما يمت بصلة إلى الروس.
و باعتراف الروس أنفسهم، فإن محاولة غزو أوكرانيا لم تعد نزهة كما كان بوتين يخطط ! بل تؤكد الإحصائيات على فقدان آلاف الجنود الروس، قتلا و أسرا، مع خسائر فادحة في العتاد، مما ساهم في عرقلة الحملة العسكرية الروسية و أطال أمدها بشكل غير متوقع. و يعود الفضل في كل هذا إلى المقاومة الصلبة التي أبداها الأوكرانيون ضد الغزو الروسي، بقيادة زينلسكي الذي أبدى قدرة فائقة على حشد الشعب الأوكراني و توجيهه نحو مقاومة الغزو.
السياسة خبرة، هذا أكيد ! لكنها كذلك كاريزما و قدرة على الإقناع و الحشد، و خصوصا إذا تعلق الأمر بمقاومة شعبية توظف قدراتها الذاتية لصد عدوان أجنبي مفروض عليها. و لعل هذا، هو ما لم يحسب حسابه بوتين، نفسه، حينما استهان بزيلنسكي و نظامه، و ظن أن فقدانه للخبرة السياسية و العسكرية يمثل نقطة ضعف يجب استغلالها للإجهاز على أوكرانيا، و فرض نظام سياسي عميل شبيه بذلك الذي أسقطه الشعب الأوكراني عبر ثورة شعبية ! لكن، الرياح جرت بما لا تشتهيه سفن بوتين، و هو الآن في عين العاصفة التي لن يخرج منها سالما !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو