الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السؤال الأهم ، هل سيعود بوتين 🇷🇺 من اوكرانيا 🇺🇦 على ذات الدبابة التى عاد عليها غورباتشوف…

مروان صباح

2022 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


/ هو لا سواه ، بوتين يقول للبشرية أن التاريخ ليس ملك هتلر وحده ، والضحية لا تقتصر على ابناء الهولوكوست وحدهم ، ولأنه في طبعه مجدد ، يرغب سيد الكرملين تحرير ذاكرة التاريخ مِّن رهنيتها لليهود ، إذنً ، مع إيقاع نار 🔥 جهنم نطرح طرحاً موضوعياً ، والتى عادة القوى الوازنة في العالم لا تعترف به ، وعليه نسأل على هذا النحو ، هل الذي انتفض بوجه الأسد الابن ونظامه ، هو الشعب السوري ، أم أن الذي قرر بالإطاحة ببشار الأسد ، هو شعب أخر أستقدم به من خارج سوريا ، هذا تماماً👌ما يجري في أوكرانيا 🇺🇦 اليوم ، لقد قُدرّ للسيناريو أن يظهر مرة أخرى في اوكرانيا 🇺🇦 بعد سوريا ، فالصراع الحقيقي الدائر بالأصل على الأرض 🌍 ، هو بين فيكتور ميدفيدشوك السياسي والبرلماني والاقتصادي وبالطبع هو رجل الرئيس الروسي بوتين 🇷🇺 في اوكرانيا وبين الرئيس المنتخب زيلينسكي الذي بات عنوانًا للضحايا الاوكرانيين ، والذي باشر بعد دخوله قصر الجمهوري بفرض سياسات تهدف التضييق على نفوذ الأول الاقتصادية والإعلامية الواسعتين والتى تصب في صالح الشرق الروسي ، وبالطبع ، ما يشاهده المرء اليوم من مقاومة مسلحة من قبل الجيش أو حتى الشعب الأوكراني ، أو ذلك الاحتفاء الذي يظهره المواطن ، كان قد ظهر الاحتفاء قبل ذلك عندما خرج المواطن البسيط للاحتفال في الشوارع بفوز مرشحهم للرئاسة ونجاحهم في حسم مسألة ميولهم للنمط الغربي بالحياة ، طبعاً هنا 👈 ، لا بد أن لا ينسى المرء ، بأن ميدفيدشوك دبر مع الاستخبارات الروسية خطة للانقلاب على الرئيس زيلينسكي مع بعض أفراد وجنرالات الجيش أو ايضاً الأحزاب التى لها تعاطف مع موسكو ، وعلى الرغم من فشلها والذي كشف الإخفاق بشكل جلي وواضح للرئيس بوتين ، بأن الشعب الاوكراني والأكثرية لا يروا مستقبلهم مع روسيا 🇷🇺 بقدر أنهم يرغبون بالالتحاق بالاتحاد الأوروبي 🇪🇺 ، بل كان الكرملين أو للدقة ، كان بوتين نفسه قد هدد بالمساس بصاحبه ميدفيدشوك ، واستثمر تراجع الوضع الاقتصادي في اوكرانيا 🇺🇦 بسبب الجائحة والتى عكست سلباً على حزب الرئيس الحالي ، مع كل ذلك ، فاز زيلينسكي بالانتخابات وخسر حليف موسكو ، الذي أستدعى بوتين التخطيط للحرب ، كان الجيش الروسي يعتقد مع سياسيو الكرملين ، بأنه مشوار الوصول إلى السجن الذي يقبع به ميدفيدشوك معبد بالورود ، لكن تفاجئ بحجم مقاومة الاوكرانيون الصلبة واستعدادهم للتضحية في سبيل استقلالهم 🗽السياسي وحريتهم .

لعلها علة وجودية هنا 👈 ، لأن الهوة الشاغلة تتمثل في تولع الروسي بلعب دور العنصر العظيم بين الأمم ، فأن الكرملين وكل من سكنه ، يروا أن من واجب ساكنه أن يكون أحد لاعبيين الأساسين على صعيد عالمي بالسياسة والعلم والاقتصاد ، لكن كان التوجس أو بالأحرى التحسس الرأس لكل خطوة ، هو الأساس في كل مرة ، بالفعل ، ومع تطور الأحداث الميدانية ، جاء خطاب الثاني للرئيس الكرملين 🇷🇺 بعد الأول من بدء الحرب ، كانت الخطبة قبل الأخيرة تناشد الجيش الأوكراني 🇺🇦 بالاستيلاء على السلطة المدنية والانخراط معه شخصياً بعقد تفاهمات ، في الخطاب الأخير ، قال هكذا ، ستستمر العمليات العسكرية حسب الجدول التى وضعته وزارة الدفاع والمجلس الأمن القومي معاً ، إذنً ، الخطبة الأخيرة تمثل في حقيقتها نقطة تحول جوهرية ، هل هي وجودية للروس ، سنكتشف مع هذا المقال ذلك ، بادئ ذي بدء ، يتعرض اليوم مشروع بوتين الإصلاحي إلى التهديد الوجودي ، لأن بعد شن حربه على الجارة الأوكرانية تحول العالم وبالأخص الدول الصناعية الكبرى وحلفائها إلى جدار عالي أمام طموح روسيا 🇷🇺 العالمي ، بالطبع ، كان قد إستطاع سيد الكرملين في فترة وجيزة استعادة نسبياً النمو الاقتصادي بعد سلسلة اجراءات اصلاحية / وصفت بالجذرية ، وهذا أضاف إلى شعبيته عناصر قوة خصوصاً عندما كافح الفساد الميداني /المفضوح وأعاد الهيبة للعسكرية الروسية ، لكن مع بدء تدخله في سوريا والدم البشري الذي نزف أمام مرأى أعيين العالم ، بدأت بالفعل الحكاية تتغير ، ثم جاء تدخله اليوم في أوكرانيا 🇺🇦 ليعزز سؤال الوجود بقوة ، على الرغم أن شخص مثل بوتين من المرجح أنه لا يلتفت إلى هذه المسألة على الإطلاق ، لأن النظم الاستبدادية والتى يتحكم بها فرد واحد ☝، عادةً من الصعب للنخب المدنية الإطاحة بها ، تماماً 👌 كما صار مع الأسد حليفه ، طبعاً ، ليس لأنها بنيوتها متينة ولا ما يحزنون ، لكن ، لأن الديكتاتور على جهوزية تامة لقتل الشعب بالكامل إذا توفر له ذلك ، لكن في المقابل أيضاً ، الانظمة الاستبدادية أو في تسمية أدق ، الدموية مثل النظام الأسد ، قد يكون النظام يشعر بارتياح كبير أو غير مكترث طالما آلة القتل محصورة بيده ، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً👍 ، وبالتالي ، الحسابات الخاطئة تؤسس إلى بداية النهاية .

ما من سياسي أو حتى زعيم ، لا يشعر بالذعر من المستقبل ، لأن بالمفيد المختصر ، الإنسان تكوينه الفكري عن المستقبل قائم على مسألتين ، الموت والعقاب ، فكيف إذا كان شخص مثل بوتين الذي يتحرك بحذر في مناطق قابلة للمتغيرات العاتية ، بل قد تكون اوكرانيا 🇺🇦 واحدة☝من الجغرافيات التى ستأخذه على حين غرة وتضعه تحت مطرقة 🔨 التى ستسقطه من عرش الكرملين المكين ، فنسبة القهر في المجتمع المدني في روسيا 🇷🇺 تتجاوز الحد المشروع ، لقد اباد الصحافة في البلد ، وأيضاً مع أزمة تسميم المعارض العالمي أليكسي نافالني ، ومن ثم زجه في السجن ظلماً ، كل ذلك يؤكد النظام الروسي حريص 🧐 على تحويل المجتمع إلى آلة بلا أحساس ومشاعر إنسانية التى عادةً تكون مرتبطة بالأحداث الآنية أو الإستراتيجية ، بل في نظر هذه الأنظمة ، تعتبر الشعوب كل ما عليها فقط هو تلقي الأوامر ومن ثم التنفيذ ، وهذا كشف عنه الاستطلاعات التى أجريت بعد حادثة التسميم ، فالسواد الأعظم في روسيا 🇷🇺 غير قادرين عن التعبير عن آراؤهم ، بل أكثر من ذلك ، فالنخب الروسية حذروا بأن السلطات الحاكمة ، فقدوا أصحابها منذ فترة التواصل مع الشعب وباتت السلطة لديها إيمان عميق 🧐 بأنها قد استعادت قوتها العالمية الذي يعطيها الشرعية في تحويل الناس في روسيا 🇷🇺 إلى عبيد ، كما كانوا في الحقبة السوفياتية أو قبل ذلك في عهد القيصرية ، وهذا ظهر مجدداً في حربهم على اوكرانيا 🇺🇦 ، هي حرب في جوهرها أوسع وتحمل خفايا تاريخية أكثر من حربهم على سوريا ، بل في الأخيرة اكتسبت السلطات الروسية الكثير من الجرعات القومية الضيقة التى أعادت الروح لأصحابها ، حتى لو كانت على حساب أرواح السوريين ، أما في أوكرانيا 🇺🇦 المسألة مختلفة لأنها مركبة ، أولاً الدم النازف ، هو من القومية ذاتها والمذهب ذاته ، والأهم من ذلك ، وهو الأساس لمجتمع حريص على السياحة الخارجية ، فالسياحة لديهم عالية ، وحسب السجلات الموثقة ، وصلت أعداد السياح الروس في تركيا 🇹🇷 في العام الواحد إلى 7 مليون وفي مصر 🇪🇬 إلى 5 مليون سائحاً ، بالطبع ، العقوبات التى فرضها العالم مع حرمان الطيران الروسي الطيران ومع تدهور العملة ، سينعكس بالتأكيد🙄 كل ذلك على المناخ العام ، والذي سيجعل الوضع الاقتصادي مستحيل ، وبالتالي ، سيعود الفساد بعنفوانه العتيق أكثر طالما الحرب مشتعلة ، بل في واحدة☝من التناقضات الكبرى في المجتمع ، لقد أظهرت واقعة الاعتراف بالمنطقتين المنفصلتين عن اوكرانيا 🇺🇦 ( دونيتسك ولوغانسك ) ، الفارق بين الإعلام المسيطر عليه من الدولة والأخر الحر الذي يستخدمه بالأخص جيل الشاب ، الأول أبدى تأييده للاعتراف ، أما المتحرر من السلطة ، عارض ذلك بشدة ، ليس من مبدأ نقص الهرمون القومي بقدر أنهم هؤلاء يدركون حجم التكلفة المترتبة عليهم ، بل أرتفعت 👈سياسات الاعتقال العشوائي ، هناك آلاف الناس باتوا في السجون بسب معارضتهم للحرب وأيضاً تستخدم الاستخبارات طرق متعددة ومتشابكة من أجل 🙌 تعطيل الوسائل الاجتماعية عن الجمهور ، وكان قرار منع البرامج الدولية مثل ( الفيس بوك / تويتر ) من العمل ليلة 🌙أمس ، هو دليل واضح على حجم القمع والإرباك الناتج من ارتفاع وتيرة التظاهرات في روسيا 🇷🇺، هناك 👈 معلومات تقول بأن قرابة 60 مدينة تتظاهر ضد الحرب ، والذي بالطبع لاحقاً ، كل ذلك سيضاعف طرقات ✊ أبناء روسيا لأبواب الهجرة .

يدرك سيد الكرملين ومجلسا القومي والاقتصادي ، أن أوجاع روسيا 🇷🇺 الاجتماعية والاقتصادية لم تبدأ مع الفيلسوف المتمرد يلتسن السكران ، الرئيس الأول لروسيا بوريس يلتسن ، كان قد صنع يلتسن صنيعة فريدة من نوعها عندما قدم استقالته من المكتب السياسي للحزب الشيوعي ، وقتها أصبح شهيراً بلقب المتمرد ، أيضًا ، الصحيح وهو بالفعل ثابت ، أن بوتين لا يأخذ قراراً مثل هذا الحجم دون أن يخضعه إلى التشاورات المكثفة لكي ينال موافقة الجميع ، تماماً 🤝 كما صنع بالرئيس الاستخبارات الروسية ، عندما 👌تقصد الحصول على موافقته بالاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين أمام الشعب والعالم ، لكن هذا لا يكفي طالما أغلبية الشعب ضد ذلك ويشعرون أنها خطوة ليست عادلة بحق دولة جارة وشريك في التاريخ ، وأيضاً ليسوا مع أعباء الحرب ، بل الشرخ في روسيا 🇷🇺 وصل لحد بيت 🏠 الناطق الرسمي للكرملين ، بينه وبين ابنته ، فالأخيرة صرحت أنها ضد الحرب وعلناً .

قد تكون جسارة بوتين الذهاب إلى اوكرانيا 🇺🇦 بالدبابة لا تقل عن جسارة من ذهب إلى أفغانستان 🇦🇫 على ذات ظهر الدبابة ، لكن السؤال المركزي ، كيف سيعود فلاديمير إلى موسكو بعد ما فرض العالم عليه قطيعة دولية ، بل ايضاً ، هو الجدير الإشارة اليه ، بهذه الخطوة عادةً الأنظمة الشمولية والقمعية تستفيق المحسوبية لديها للحفاظ على السلطة ، وكل هذا يعود ، لأن الدكتاتوريون محاطون على الدوام بشخصيات يخبروهم ما يحلوا لهم ، وبالطبع ، يمنعون عنهم الأخبار الفاسدة ، الذي تحوّل عن الاستبدادين إتخاذ القرارات الصائبة .

ستتفاقم الأوضاع الاقتصادية وسيعاني الروسي أكثر مع تراجع الروبل ( العملة المحلية ) وأيضاً مع إرتفاع السلع عموماً ، وقد تحتاج خطوات رحيل بوتين عن السلطة وقتاً ، لكن الضعف بات يظهر عليه من اليوم الأول بالأخص مع هبوط الروبل والتكلفة الأولية للعمليات العسكرية التى بلغت في الأيام الأولى أكثر من 4 مليارات دولار 💵 ، وهذه التكاليف ستفقده تدريجياً مع الحلقة المصغرة الموارد التى توفر لهما الاستمرار بالحكم .. والسلام 👋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب