الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السُّودان والتهديداتُ الوُجُوديَّةُ للمُجَنَّسين الإريتريّين..!

فيصل عوض حسن

2022 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


وفقاً لسُّودان تريبون في 24 فبراير 2022، قال المدعو الأمين داؤود، بأنَّ النِّزاع في شرق السُّودان ليس بسبب الحَوَاكِير/الأراضي، وأنَّ طَرْح قضيَّة الهُوِيَّة بالشرق (يُهدِّد) وحدة الإقليم، وأنَّه لن يسمح بـ(تسويف/طَمس) القضيَّة الحقيقيَّة، في ما طَالَب (رفيقه) عبد الوهاب جميل، بطرح برنامج عمل لجنة ترسيم الحدود للرأي العام!
وقاحةٌ استثنائِيَّةٌ لم نَرَ لها مثيلاً، وكلمة "وقاحة" تتقاصر أمام أقوال/مُمارسات هذان الكائنان، اللَّذان أقرَّا صوت وصورة بأنَّهما (إريتريان)، مما يفرض عليهما ومُواطنيهما عدم الحديث عن السُّودان أصلاً، ناهيك تقديم الطلبات والشروط، فعلاقتهم ببلادنا أنَّهم أتونا جائعين/حُفاة، فآويناهم واستضفناهم وسترناهم، وكان حرياً بهم حفظُ الجميلِ وردُّ الفضل، ولكنها طِباعُ اللئام المَجْبُولين على الخِسَّةِ والغدر. وهذان الكائنان خصوصاً، احترفا (تحريض) أهلهم الإريتريين ضد (السُّودانيين)، ونشرا حقدهما وخُبثهما بطول البلاد وعرضها. وعلى سبيل المثال، فإنَّ (داؤوداً) هذا، تَسَبَّبَ في أحداث بورتسودان سنة 2019، حينما حَشَدَ أهله (الإريتريين) وتَحَرَّشوا بـ(أهل البلد)، وتمَّ تحرير بلاغات جِنائِيَّة ضد هذا الكائن (داؤود) الذي لاذ بالفرار، وكان يُفترض مُتابعته دولياً/إقليمياً تبعاً لخطورة الجريمة التي تَسَبَّب فيها، وحَرَّض أهله (الإريتريين) على ارتكابها، لأنَّها جريمة تَمِسُّ سيادة البلد وسلامة أهلها ولا تسقط بالتقادُم!
عادَ داؤودٌ ورُفقائه المُجنَّسين برفقة خَوَنة/انتهازيي (جوبا)، بعدما صنع لهم العَسْكَر/الجنجويد وحمدوك وقحتيُّوه (مساراتٍ وهمِيَّة)، استهدفوا بها استكمال تمزيق السُّودان، وفق توثيقاتي في عددٍ من المقالات كـ(اَلْمَشَاْهِدُ اَلْأَخِيْرَةُ لِمَخَطَّطِ تَمْزِيْقِ اَلْسُّوْدَاْنْ) بتاريخ 21 أبريل 2019، و(مَتَى يَنْتَبْهْ اَلْسُّوْدَانِيُّون لِعَمَالَةِ حَمدوك) بتاريخ 10 فبراير 2020 و(السُّوْدان والاحتلالُ الأجنبي) بتاريخ 1 يونيو 2020، و(اتفاقيَّات السُّودان) بتاريخ 7 سبتمبر 2020 و(السُّودانُ والخَرَابُ القادمُ من تَذْويب جُوبا) بتاريخ 23 نوفمبر 2020 وغيرها. ولأسبابٍ موضوعِيَّةٍ كثيرةٍ بعضها في المقالات أعلاه، رفضَ غالِبِيَّة السُّودانيين تلك الاتفاقيات، ومن ضمنهم أهلنا بالشرق وأوفدوا مُمثِّليهم لجوبا (قبل) التوقيع، لكنَّ العَسْكَر/الجنجويد وحمدوك وقحتيُّوه أصرُّوا على تلك (الخيانة)، وعملوا على تنفيذها (عُنوةً) وما يزالون، رغم المخاطر السيادِيَّة والبشريَّة والاقتصادِيَّة الكبيرة المُترتِّبة عليها. ولنتأمَّل إقرار أركو مناوي أنَّ (صاحبه) اشترى مَسار الشرق، وجاء تصريحه المُخجل هذا حينما اختلف داؤود وأهله الإريتريين، لأنَّ مناوي يعلم أنَّ (الخلافات) تضر بمطامعه هو وبَقِيَّة رُفقائه بتلك الاتفاقيات الشيطانِيَّة.
لأجل ذلك، فإنَّ (داؤوداً) وأهله وأمثالهم المُجنَّسين (شرقاً وغرباً) يتَخَوَّفون من مُراجعة الهُوِيَّة، ويُضلِّلون الرأي العام بشأنها، ولو كانوا حقاً سُّودانيين لما ارتعبوا من هذا الإجراء القانوني، لكونه يحفظ سيادة البلد ويصون حقوق وأرواح السُّودانيين، لكنهم يعلمون تماماً أنَّ هذه الخطوة ستُعيدهم حُفاةً/عُراةً من حيث أتوا، لذلك يناهضوها بالتضليل والكذب. وعلى هذا، فإنَّ صراع شرق السُّودان ليس بسبب الحَوَاكِير/الأراضي، لأنَّ داؤود وأهله الإريتريين لا يملكون شبراً ببلادنا. كما وأنَّ الصِرَاعُ ليس (قَبَلياً)، لأنَّ الصراعات القَبَليَّة تكون بين مُكوِّنات (مَحلِّيَّة)، بينما يشهد شرق السُّودان يشهد صراعاً بين السُّودانيين و(الإريتريين)، الذين (جَنَّسهم) المُتأسلمين ووَطَّنوهم في المُجتمعات المحليَّة، ومنحوهم المزايا المالِيَّة والسُلْطَوِيَّة، ليكونوا عوناً لهم في نهب/تفكيك البلاد، والبطش بشعوب السُّودان (الأصيلة).
بعبارةٍ أُخرى، فإنَّ المُجنَّسين الإريتريين (مُرتزقة/طُفيليين)، كالجنجويد القادمين من وسط وغرب أفريقيا تماماً، بل يفوقوهم إجراماً وخطورةً، لأنَّ الجنجويد هَمَج ومُجرَّد (أدوات تنفيذيَّة) للمُتأسلمين وسادتهم بالخارج، ويعجزون عن التخطيط والتدبير (الآني/الاستراتيجي)، رغم تضخيمهم المصنوع، ورغم بشاعة جرائمهم التي أطالب بمُعاقبتهم عليها بأقصى العُقوبات. أمَّا الإريتريّين فالغدر والخِسَّةُ يجريان في دمائهم، وتَوارثوا الخباثة والكراهِيَّة للسُّودان وأهله جيلاً بعد جيل، لذلك يعملون (خُفيةً) وفق مُخطَّطاتٍ دقيقةٍ ومدروسة، محورها (التَغَلْغُل) في جميع مفاصل الدولة، إمَّا عبر سياسات التمكين الإسْلَامَوِيَّة، أو باستخدام أكذوبة (بني عامر) التي وقع في فخاخها غالِبِيَّة أهل السُّودان.
فعلى الصعيد السيادي، شَغَلَ الإريتريُّون المُجنَّسون أخطر مناصب الدولة، كإبراهيم محمود (صابونة)، الذي أصبح وزيراً للداخِلِيَّة، وقام بتجنيس الآلاف من أهله، وخَصَّصَ لهم دفعات كاملة بكُلِّيَّة الشُرطة، فأفرغوا أحقادهم الخُرافِيَّة تجاه السُّودانيين، على نحو مجازر سبتمبر 2013، التي شَكَّلَ إبراهيم صابونة وأهله محورها الرئيسي! كما اخترق الإريتريُّون جهاز الأمن، بوظائفه القياديَّة والوسيطة والدنيا، كـ(الدائرة السياسِيَّة) المَعْنِيَّة بالاعتقال والقمع والتعذيب والتشريد، والتي كان يرأسها حتَّى قبل أُسبوعين فقط، كائنٌ اسمه عبد المنعم محمد علي حزام، وهو إريتري لا علاقة له البَتَّة بالسُّودان، وأصبح الآن مُديراً لدائرة التدريب، وقبلها كان مُلحقاً بسفارة السُّودان في مصر، وفعل فيها ما فعل، وهناك المئات من الإريتريين بالمُستويات الوسيطة والدنيا لجهاز الأمن! كذلك يتواجدون بكثافة ببَقِيَّة المليشيات الإسْلَامَوِيَّة، كالأمن الطُلَّابي والدفاع الشعبي وغيرها، وكثيرٌ منهم أقرَّ بذلك (دون قصد)، حينما يزعمون أحقِّيتهم في السُّودان، فيَستدِلُّون بـ(هلاك) أبنائهم في العمليات، الإسْلَامَوِيَّة ضد السُّودانيين، بالجنوب (قبل انفصاله) ثُمَّ دارفور والمنطقتين، والآن في جميع أنحاء البلاد. علماً بأنَّ الوظائف الدستورِيَّة عموماً، والقُوَّات النِّظاميَّة خصوصاً، تستلزم أن يكون شاغلها سُّودانياً (أبَّاً عن جد)، مما يعني أنَّ وجود هؤلاء في هذه المناصب الآن/سابقاً جريمة وخيانة، تُحتِّم فصلهم فوراً ومُصادرة أملاكهم التي نهبوها من هذه الوظائف، ومُعاقبة كل من ساعدهم على ذلك!
تَغَلْغَل الإريتريُّون المُجنَّسون في مُؤسَّسات الإعلام، وقادوا تضليل الرأي العام وتجهيله، وجَمَّلوا البطش المُمَارس ضد الشعب، و(نشروا) الأكاذيب التاريخيَّة/الثقافيَّة بشأن (أصالتهم) وارتباطهم القديم بالسُّودان، بدءاً بالمملكة الوَهمِيَّةٍ في الشرق، وتضمينها في المناهج الدراسِيَّة لمرحلة الأساس (خِلسَةً)، وانتهاءً بتحويل جميع السُّودانيين إلى (وافدين)، وأنَّهم أصحاب البلد! كما ازدادت سُطوتهم الاقتصادِيَّة، مُستفيدين من أموالنا التي منحها لهم المُتأسلمين، ومن الأنشطة غير المشروعة التي يُمارسونها، كتهريب الوقود والحبوب والسُكَّر واللحوم والزيوت لبلدهم (إريتريا)، حتَّى الطعمِيَّة والزلابية لم تسلم من التهريب، بجانب تجارة البشر، وشراء الأراضي بأي بالعُملات التي يُزوِّرونها، وهذه أضرارٌ اقتصاديَّةٌ/سِياديَّةٌ (مُركَّبة)، فمن ناحية أحدثوا فجوات كبيرة في السلع التي يحتاجها (السُّودانيين)، وتَسَبَّبوا في غلائها ونُدرتها، وامتلكوا الأراضي بأبخس الأثمان ورفعوا أسعارها، وأغرقوا البلد بالعُملات المُزوَّرة، وهذه جرائمٌ خطيرةٌ تُحتِّم مُعاقبتهم بأقصى العقوبات، تبدأ بمُراجعة مصادر مُمتلكاتهم/أموالهم، وكيفيَّة جمعها وقد أتوا أساساً (لاجئين)، وهذا إجراءٌ قانونيٌّ ومعمولٌ به في جميع الدول، لحفظ سِيادتها وحقوق أهلها حاضراً/مُستقبلاً، ومن السذاجة وصفه بالعُنصُرِيَّة وغيرها من تضليلا المُجنَّسين، خاصَّة وأنَّهم نقلوا جرائمهم المُدمِّرة لعُمق السُّودان (نشر الأموال المُزوَّرة، شراء الأراضي/العقارات وغيرها)، بعدما انفضحوا وضُيِّقَ عليهم في الشرق!
بذات الخساسة والحقد، تَغَلْغَل الإريتريُّون داخل الكيانات السُّودانِيَّة المُسمَّاة (أحزاب)، والتي سبق بعضها المُتأسلمين في استقطاب الأجانب عموماً والإريتريين خصوصاً، بهدف الكسب الشعبي (الآني) دون اعتبارٍ لسيادة البلد وسلامة أهله، وعبر هذا التَغَلغُل استطاع المُجنَّسون اختراق (قحت)، وسرقوا حِراك ديسمبر 2018 ووأدوه في مهده! ولعلَّ هذا يُفسِّر إحجام ما يُسمَّى لجنة إزالة التمكين، عن فتح ملف التجنيس رغم تهديداته السيادِيَّة، بل تكليف بعض المُتطفِّلين/الإريتريين كمُمثِّلين لها في الشرق! وأكمل القحتيُّون والعسكر/الجنجويد (خياناتهم)، باتفاقات جوبا الكارثِيَّة المُشار إليها أعلاه، والتي أتتنا بداؤود وأمثاله من (المَقاطيع) وسَقَط المَتَاع! وامتد التَغَلْغُل الإريتري ليُحيط بحمدوك ويتَحَكَّم في قراراته، كتعيينه لأحد الإريتريين المُجنَّسين والياً لكسلا، وفضيحة والي القضارف الذي جمع بين انتمائه الصريح للمُتأسلمين، وإريتريَّته المفضوحة بانتمائه لقبيلةٍ تقع في عُمق إريتريا مع الحدود الجيبوتِيَّة تُسمَّى (الأساورتا)، وتَمَّت إقالته عقب فضحه من السُّودانيين المُخلصين، لكن دون مُراجعة/تقييم المُخالفات التي ارتكبها إبان عمله كوالي، مما يُحتِّم مُحاسبة/مُحاكمة حمدوك وقحتيُّوه مع العسكر/الجنجويد وكل من شارك في هذه الخيانات المُخزية!
مُحصِّلةُ القول، أنَّ مُجنَّسي إريتريا خونةٌ بالميلاد، ولديهم استعدادٌ فطريٌ للغدر، ويُنفِّذون كل ما يُحقِّق أطماعهم وأطماع سادتهم ببلادنا، دون سقوفٍ أخلاقِيَّةٍ/إنسانِيَّةٍ، ولا يرتبطون بنا لا جينياً ولا أخلاقِياً، وولاؤُهم الأوَّل والأخير لأهلهم وبلدهم. وبعبارةٍ أوضح، إنَّهم يعملون كحصان طُروادة لضربنا/إضعافنا من الدَّاخِل، وهم الذين أطالوا أمد الكيزان لأنَّهم الرَّافد الرئيسي لمليشياتهم، ويُشكِّلون تهديداً وُجُودياً (حقيقياً) لكل ما هو سُّوداني، ومسئوليَّة مُواجهتهم (تَضامُنِيَّة)، منوطٌ بها جميع السُّودانيين، وليس فقط أهلنا البجا/النوبة وغيرهم، لأنَّ الشرق يحوي جميع شعوب السُّودان (الأصيلة)، وهو (رئة) البلادِ ومنفذها البحري للعالم، وبالتالي فإنَّ تهديدات المُجنَّسين (السِيادِيَّة/الوُجُودِيَّة) للشرق ستطال الجميع بلا استثناء.
ليتنا نترك عواطفنا ونتَدَبَّر بعقولنا، ونعي بأنَّ المُشكلة تتعلَّق بالوطن وسِيادته و(أمننا) المُسْتَدَام، فنحنُ نُواجه غَزْواً واستيطاناً إريترياً خبيثاً، يقوده المُجنَّسين أمثال داؤود وأعوانه، وعلينا التكاتُف والاتحاد والثقة في بعضنا لحسمهم كلياً، بسرعةٍ وحزمٍ وعزم، ضماناً لأمننا الاجتماعِي وسيادتنا الوطنِيَّة ومُستقبل أجيالنا القادمة.. وللحديث بَقِيَّة عن أكذوبة مُسمَّى (بني عامر)، التي يتدثَّر بها الإريتريُّون بالأدلَّة/البراهين المُوثَّقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال