الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى ينكسر الحصار

بدر الدين شنن

2006 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الاعتصام الاجماعي البرلماني اللبناني " رداً على الحصار الإسرائيلي على لبنان جواً وبحراً ، رغم كل الدعم الإعلامي ، ورغم كل التحركات والاتصالات التي قامت بها الرئاسة البرلمانية مع عشرات البرلمانات العربية والعالمية ، وخاصة الأوربية والكونغرس الأميركي ، لم يخرج ، في الزمن العربي والدولي المتواطئ ، عن كونه حرثاً في صحراء بائدة ، وقد أضعف المؤسسة البرلمانية اللبنانية ولم يقويها ، والردود المحبطة التي حصل عليها الرئيس نبيه بري ، ممن توخى منهم المروءة والإلتزام بحق الشعوب وبالقانون الدولي لفك الحصار عن لبنان ، باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي ، الذي كان المتواطئ الأول مع إسرائيل في تدمير لبنان وانتهاك السيادة اللبنانية وفي خلق ونشر الفوضى الدولية في لبنان بقراره 1701 ، تؤكد على ذلك ، وتؤكد على أن مثل هذه الآليات السياسية ليس لها قيمة في مواجهة " دولة " عدوانية محمية أميركياً و " دولياً

سنترك متابعة المقاربة والتعليق على الاعتصام البرلماني اللبناني .. توقيته .. مضامينه الحقيقية .. أهدافه .. لوقت آخر ، مهادنين النواب اللبنانيين ، الذين على اختلاف انتماءاتهم ، يكابدون استحقاقات خيارهم الاستقلالي السيادي ، في ظروف تستبيح فيها القوى الإقليمية والدولية الاستقلالات والسيادات للشعوب الصغيرة والضعيفة ، وسنتاول الاعتصام الشعبي " من مجلس الشعب " في سوريا ، الذي جاء ا ستجابة لنداء وا ستغاثة البرلمان اللبناني لكسر الحصار الإسرائيلي . لقد لبى أعضاء مجلس الشعب السوري النداء . وقرروا الاعتصام أيضاً في مقر مجلسهم العتيد . وشارك الجميع تقريباً في إلقاء الخطب التضامنية البليغة ، وخاصة الأعضاء المهمين ، الذين يحملون ألقاب أمناء عامين لأحزاب " الجبهة الوطنية التقدمية " أو شيوخ عشائر أو رؤساء منظمات شعبية ، لافتين إلى " الشفافية السياسية " و " الروح القومية " التي يتحلون بها .. وبقيت مياه لبنان وأجواء لبنان محاصرة .. وكفى البرلمانييون " الشعبييون " شر القتال

وإذا كان اعتصام البرلمانيين لم يلق الاهتمام الجدي من قبل الشعب اللبناني ، الذي اكتسب خبرة أن المقاومة هي الطريقة الوحيدة لرد العدوان ، وأنه لايجدي مع الصهاينة إلاً .. صاروخ بصاروخ .. وبيت ببيت .. ورأس برأس .. وكسر الحصار لايتم إلاً بتدمير بوارج العدو ، فإن اعتصام مجلس الشعب السوري لم يلق أي اهتمام شعبي .. حتى إعلامياً كان على الهامش

قد يتسامح الناس مع برلمان لبنان في دولة صغيرة ، لاعتبارات شتى ، إزاء عدم اتخاذه قرارات ذات قيمة لكسر الحصار ، مثل الإعلان بالاجماع عن دعم المقاومة ، وفتح باب التطوع لأبناء الشعب اللبناني والشعوب العربية الأخرى لحماية لبنان من الإعتداءات والحصارات . لكن الناس لايتسامحون إطلاقاً مع " مجلس شعب " سوريا في دولة ذات وزن إقليمي ، وتمتلك قوى عسكرية كبيرة ، يكتفي ، للتعبير عن التضامن الفعلي مع لبنان في الحصار الإسرائيلي الإجرامي المفروض عليه ، برسالة تضامنية إنشائية مع النواب اللبنانيين . كان عليه ، بالحد الأدنى ، أن يعي ويعبر عن أن حصار لبنان هو حصار لسوريا ، وأن يدعو الدولة السورية إلى اتخاذ كل الاجراءات دون ا ستثناء ، والقيام بأوسع الاتصالات العربية والدولية حتى ينكسر الحصار .. مع الأخذ بعين الاعتبار جدياً ، أن الحصار المفروض الآن على لبنان إن لم ينكسر .. وإن لم يدفع العدو ثمن تعدياته وجرائمه في لبنان .. ستحاصر سوريا غداً أو بعد غد ، وأن يدعو عن وعي كامل بالمسؤولية الوطنية بانهاء الاستبداد والدولة الأمنية ، وإشاعة الديمقراطية ، والاستجابة الفورية لبقية مستحقات بناء القوة الذاتية التي باتت معروفة

وهذا مايدفع إلى السؤال المضحك المبكي ، إذا كان التعاطي السوري الرسمي بقضية مثل قضية ا ستمرار الحرب بالحصار لبلد شقيق ، كما تعاطى معها " مجلس الشعب " السوري بالاعتصام التضامني والعبارات الودية .. فكيف سيتعاطى مجلس الشعب السوري في حال جرى إعتداء إسرائيلي على سوريا .. هل سيدعو إلى اعتصام " شعبي " في مجلس الشعب .. حتى يأتي الفرج بقرار دولي مماثل للقرار 1701 أو بفرض الوصاية الدولية على سوريا بقرار أ سوأ منه ؟ وإذا اعتبر أحدهم أن هذا السؤال فيه تجن ومبالغة ؟.. فلماذا إذن أتت جولة " البرلمانيين السوريين بهذه النتيجة البائسة ؟

إن انتقال المؤسسات البرلمانية العربية إلى مرحلة مواجهة العدوان الصهيوني الأميركي بالاعتصامات ، يقدم معطى أكثر مأساوية من ذي قبل على الافلاس السياسي العربي الرسمي ، وهذا يستدعي وبإلحاح القوى الوطنية والقومية واليسارية إلى اطلاق المبادرة والتوجه بحزم لتعبئة القوى الشعبية ، لفرض القطيعة التامة مع مرحلة الاستسلام والاستبداد والهزيمة

إن الحصار الإسرائيلي للبنان قد يتراجع ، لكنه في الزمن العربي والدولي المتواطئ ، لن يتحقق إلاً بشروط تكرس الحصار بأشكال أخرى . وقد يتكرر الحصار بهذا الشكل الفاجر مع لبنان وغير لبنان . وهويستدعي إحدى حالتين للتعاطي معه ، ا ستسلام تام لشروطه أي تأبيده على كياناتنا وحقوقنا وإنسانيتنا ، أو المقاومة لإفشاله وتحطيمه . من هنا تنبع مشروعية وشرف المقاومة ثقافة وسياسة واقتصاداً ومواجهة مسلحة .. ومن هنا تنبع مشروعية وأهمية إنهاء الاستبداد والقمع واغتيال السياسة وتغييب الشعب .. أي انهاء الحصار الداخلي وإقامة نظام وطني ديمقراطي تتوفر فيه الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا