الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوتين 🇷🇺 وقدوته الفيلسوف إيفان إيليين ..

مروان صباح

2022 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


/ هو وقوف يأتي ضمن الضرورات الارتدادية وكسر الحدود ، نعم 👏 كان وقوف وزير خارجية الولايات المتحدة 🇺🇸 أنتوني بلنكين على شريط الحدود بين بولندا 🇵🇱 وأوكرانيا 🇺🇦 رسالة واضحة المعالم ، ليقول للطرف الآخر ، بأن الغرب وجميع من ينتمي للقيم الحرية والديمقراطية يقفون صفاً واحداً بوجه من يرغب أن يعيد عقارب الساعة إلى الحقبة الستالينية ، تلك الحقبة التى كانت تعج بالكبار ، فبنهاية المطاف ، يمكن 🤔للمرء أن يعتمد نظرية التبرير لكل شيء ومنها اجتياح هتلر لروسيا ، لأن ألمانيا 🇩🇪 شعرت بالظلم وبتهديد اقتصادها بالإفلاس من إتفاق فرساي ، ومن العبث تصريف هذه الاعتقادات بمنأى عن العودة قليلاً إلى الوراء ، كان بوسع واشنطن 🇺🇸 في حقبة إعلان 📣 نهاية الشيوعيه وتفكيك الإتحاد السوفياتي ، أن تصل قواتها والحلف الناتو إلى أوكرانيا 🇺🇦 ، لكن ارتأت المنظومة التى تتولى التخطيط في الولايات المتحدة 🇺🇸 ، أن تتوقف في بلد يعتبر أو يصنف بالأحرى بالحلقة العسكرية التى تممت الحلقة الاقتصادية لحلف وارسو ، 👈 بولندا 🇵🇱 ، هي جوهر الحكاية والجهاز العصبي المضاد للجغرافيا الألمانية 🇩🇪 ، وبالتالي ، السؤال الذي يتوجب الجواب عليه ، من أين جاءت تسمية الغرب غربًا والشرق شرقاً طالما الطرفين أوروبيون ، وعلى الرغم من أن الأوكرانيين 🇺🇦 الشرقيين الذين يدفعون اليوم تكلفة 🩸باهظة من الدماء وايضاً لبنية بلادهم التحتية والتى تدمير بمنهجية حاقدة ، إلا أنهم يخوضون أشرس المعارك من أجل 🙌الالتحاق بأوروبا الغربية ، في المقابل ، تتعالى الأصوات في جمهورية بولندا 🇵🇱 التى فتحت حدودها للفارين مِّن جنون الآلة العسكرية الشرقية ( الروسية ) ، وهذا يعود بصراحة 😶 ، بل عندما يبحث المرء في الاجتماع البولندي ، سيكتشف أن السبب هو عنصرية المجتمعات الغربية مع البولنديين ، فهؤلاء يشعرون بالدونية نتيجة ممارسات حلفاءهم بالاتحاد على صعيد العلاقات السياسية أو الاقتصادية أو حتى الاجتماعية ، تماماً🤝 كما هي نظرة 👀 ابن مدينة بون في ألمانيا 🇩🇪 الموحدة وأي شخص يسكن في مدينة لايبزيغ ، وبالرغم أيضاً ، كانت بولندا 🇵🇱 تاريخياً منقسمة بين الألمان 🇩🇪 والايطاليين 🇮🇹 والفرنسية ، لدرجة أن كانت اللغة الفرنسية تعتبر اللغة الثانية ، إلا أن التغير الجذري الذي حصل كان في حقبة ستالين ، الحقبة الشيوعيه ( الحديدية ) ، بالطبع انشقت الهوية البولندية بين الغرب والشرق ، فعدم استقرار الجغرافيا البولندية 🇵🇱 بين طرفي الصراع تاريخياً ، الشرق القيصرية والغرب الملكية ولاحقاً العلمانية ، أحدث كسل طويل بين النخب ، تراجعت الثقافة والأخلاق وحتى الفن أو بشكل أوضح ، توقف 🛑 التطور لدرجة كانت الاستقراطية البولندية مستواها أقل بكثير من الغربية ، وكل ذلك ساعد إلى خلق ثقافة تتماشى مع الثقافة الشرقية والتى تعتبر حسب المفهوم الغربي ، بأنها قاصرة وغير قادرة على إحداث متغيرات كالتى صارت في الغرب ، على سبيل المثال ، مثل العقد الاجتماعي الذي أنتج الديمقراطية والحقوق المدنية وواجبات المواطنة .

لقد كانت الأصوات التى أوصلت اليمين المتشدد للسلطة عبر حزب ( القانون العدالة ) أمر ملفت وهي أيضًا أفرجت عن حقبة ليبرالية قصيرة ، كواحدة☝من أشد الأضاليل والمخادعة احتيالًا ، لأن كما يعرف عن الحزب ، أنه يتبنى شعارات مناهضة لطريقة الحياة في أوروبا ويتطلع إلى إحداث متغيرات تصل لدرجة الانقلاب عليها ، بالطبع ، دون أن يخسر موقعه في الإتحاد الأوروبي 🇪🇺 ، بل يعتبر حزب القانون والعدالة ، بان أوروبا تنازلت عن القيم المسيحية ✝ والذي يتناقض ذلك مع الهوية البولندية 🇵🇱 التاريخية ، وبالتالي ، هو حزب مختلف نظرياً مع المربعين ، الطرف الغربي المتمثل باليسار والأخر الشرقي المتمثل بالدكتاتور الروسي ، لكن اليوم ومع الحرب الدائرة على أرض أوكرانيا 🇺🇦 ، توارت الصراعات الثقافية ، لأن التهديد أصبح واحد☝، فبولندا 🇵🇱 لها حدود مع اوكرانيا 🇺🇦 طويلة وتعتبر نقطة الفصل بين ثقافيتين الغربية والشرقية ، وللتاريخ قول مأثور هنا 👈 ، جدير استعادته في هذه الأيام الحربية ، كان اتحادهم نادر في التاريخ ، على سبيل المثال ، اجتمعوا على مقاتلة هلتر ( النازية ) ثم سرعان ما عاد الاختلاف ، وهذا يفسر لحجم المشتريات التى أقرتها وارسو للأسلحة من واشنطن 🇺🇸 ، تحديداً بعد اجتياح الجيش الروسي 🇷🇺 لاوكرانيا 🇺🇦، تقدر الصفقات ب 6,5 مليار دولار 💵 ، لكن ايضاً ، لم يعد لبولندا 🇵🇱 خيارات كثيرة ، تماماً🤝 كما هو حال الناتو ، فالتحدي الأمني لأوروبا كبير ، لهذا الطرفين في الغرب ، العلماني والمتمسك بالقيم المسيحية ✝ ، تجاوزا الخلافات من أجل 🙌 إعداد وإعادة الاستراتيجية العسكرية للتصدي لطموح موسكو ، الذي يرغب سيد الكرملين بالعودة إلى زمن الكبار .

يبقى احتجاج بولندا 🇵🇱 ، أو إي دولة أوروبية آخرى في الجانب الشرقي ليس محقاً😟 ، لأن بصراحة 😶 الفارق بين الطرفين كبير حتى لو مرّ عقود على إنتمائهم للناتو والاتحاد 🇪🇺 ، فعلى سبيل المثال ، دولة مثل ألمانيا 🇩🇪 وشعبها بأكثريته ، وهنا 👈 أقصد الأغلبية ، أو حتى الولايات المتحدة 🇺🇸 أو معظم الدول الغربية ، كانوا قد استقبلوا اللاجئين السوريين وغيرهم وفتحوا أبواب منازلهم ، كما يصنعون الآن مع الاوكرانيين 🇺🇦 دون تميز ، لكن الدول الشرقية في الاتحاد الأوروبي 🇪🇺 رفضوا سابقاً استقبال أي فرد مِّن اللاجئين السوريين أو حتى من دول العالم الثالث ، في المقابل ، استعدوا إلى فتحها للاوكرانيين لأنهم يعتبرونهم جزء من تاريخهم وثقافتهم ، وخلاصة القول ، يطالبون من الأعضاء الغربيين في الاتحاد ، بالكف عن ممارسة التميز بحقهم ، في حين يمارسون العنصرية بحق غيرهم ، وعلى هذا المنوال ، يتقدم مشروع الاوراسي الروسي في مناطق قد شهدت تحول عميق 🧐 بنظامها ( الديموقراطية ) ، بل لم يتوقف الزحف الروسي عند سلسلة مناطق باتت في جعبته ، فاليوم يراقب من موسكو البوسنة والهرسك 🇧🇦 ويرغب بفصل صربيا 🇷🇸 ، بل في زيارة بوتين الأخيرة للصين 🇨🇳 ، هناك معلومات تشير☝عن محادثات أجريت مع رئيس كوريا الشمالية 🇰🇵 من أجل 🙌 إعادة العلاقات معها تدريجياً ، وهذا دلالته تعني ، أن الصين 🇨🇳 تحتاج مساعدة كوريا كيم يونغ في تنفيذ مشروع الانقضاض على تايوان 🇹🇼 .

لا يمكن لأحد مهما كانت قوة بلاده ، أن يضع العالم بين خيارين لا ثالث لهما ، أما التفرج على ذبح الديمقراطية في اوكرانيا 🇺🇦 أو التهديد بالنووي لكل من يدعم أو يتدخل في توفير الدعم اللوجستي أو غيره لحكومة منتخبة شعبياً ، وهذا المنطق يمكن 🤔 للمرء تفهمه ، لأنه صادر من الرئيس بوتين 🇷🇺 الذي يعتمد سياسات في بلاده ، تُفسر أفعاله في الخارج ، لقد تبنى بوتين فكر الفيلسوف الديني والسياسي ( الروسي 🇷🇺) إيفان إيليين ، كأنه يطبق نظريته الاجتماعية والسياسة بحذافيرها ، فهو يعتبره قدوة ، وبطبيعة الحال ، كان الفيلسوف قد قدم رؤيته للدولة والديمقراطية ، كمدرسة فيها طلاب يقودهم أستاذ 👨‍🏫 ، لأن حسب قوله ، النظام في النهاية يشبه أعضاء جسم الإنسان ، أي أن لكل عضو له مكانه الخاص وخصوصيته ومهمته ، وبالتالي ، لا حرية🗽لأي عضو إلا بحرية الأعضاء معاً ، إذنً ، هنا 👈 الانتخابات والاقتراع في نظر 👀 بوتين ، إن كانت في روسيا 🇷🇺 أو أوكرانيا 🇺🇦 أو في سوريا أو حتى في حوض دونباس ، هي في جوهرها حالة جماعية من أجل 🙌 استمرار الأستاذ في قيادة الطلاب .

خطورة ⛔ فلاديمير لبوتين ، أنه في خطواتهم الاستيلائية على مناطق مثل جورجيا 🇬🇪 أو جزيرة القرم أو التدخل في سوريا أو حتى فصل المناطق عن دولها مثل حوض دونباس وغيرهم ، يدفع بذلك إلى استعجال ظهور ظاهرة التشدد اليميني بأوروبا الغربية والشرقية معاً ، فدولة مثل لبولندا 🇵🇱 أو اوكرانيا 🇺🇦 التى تشهد الأخيرة اجتياحاً ، تشهد متغيرات أو بالأحرى إنقلاباً على العلمانية لصالح القيم التاريخية ، وبعيون منفتحة على هذا الصراع ، كانوا الروس كما هو ظاهر لنا ، حريصون 🧐 على تأجيل الاجتياح حتى تكتمل لديهم العدة ، فإن كل ذلك جاء على حساب رفاهية المواطن والذي يعاني بالأصل من أوجاع اقتصادية واجتماعية وسياسية ، بل هو صراع يؤسس في الغرب إلى إلغاء العولمة الذي بدوره سيضاعف نهج الكراهية للآخر ، تماماً 👌 كما صنع نظام الأسد ومربعه في كل من سوريا ولبنان 🇱🇧 والعراق 🇮🇶 ، ولعل ذلك المشهد هو الأجدر باسترجاعه ، لأن كانت وظيفة نظام الأسد بين الأب والابن ، هي في الأول ترسيخ العبودية الحديثة ومن ثم طرد كل من يتمرد عليهما ، وهذه المنهجية اليوم يعاد إنتاجها في أوكرانيا 🇺🇦 .

ولعل الأشد قولاً ووضوحاً هنا 👈 ، من حيث التجربة الحديثة ، والتى وثقتها الفصول الدموية 🩸 ، وهي شاهدة ، نقول باختصار ، ممنوع إعادة تكرار في اوكرانيا 🇺🇦 الفشل الذي حصل في سوريا ، مهما كانت النتيجة ، لأن ذلك يعني باختصار ، ستكون بولندا 🇵🇱 هدف موسكو القادم . والسلام 👋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب