الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيءٌ ما عن هذا الحِرمانِ، وعن خونةِ الحرمانِ من أهلِنا

عماد عبد اللطيف سالم

2022 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


هناكَ "عِلاقةٌ"ما(بالطبع)، مابين"التضخّمِ المُستورَدِ"، وسعرِ زيتِ الطعامِ لدينا.
وهناكَ"دالّةٌ"ما(بالطبع)، مابين برميل نفطٍ بـ 100-140 دولارٍ(الآنَ)، وبين ارتفاع أسعار المواد الغذائيّة(وغير الغذائية)على امتداد العالم.
وهناك"صِلَةُ"ما(بالطبع)، بين إدارةٍ اقتصاديّةٍ(واجتماعيّةٍ) رديئة، وبين ادارةِ"سعر صرفٍ" رديء.
و هناكَ"ارتباطٌ"ما(بالطبع)، بين"دَعمٍ"عامّ ،أضاع بوصلتهُ بفعلِ الفسادِ والفوضى و"التخادُم الزبائني" و "الركوب المجّانيّ" في قطارِ التخصيص"الريعي" للموارد.. وبين "دَعمٍ"عادلٍ و"حصريٍّ"وكفوء.. ومابينَ كُلّ ذلك(بالطبع)، وبين "نظام"الإعانةِ من"الفقرِ المُدقِع"، من خلال"البطاقة التموينية"، أو عن طريقِ"راتب" الحماية الإجتماعية.
نعرفُ شيئاً عن ذلكَ(بالطبع) ، وأحياناً كُلّ شيء .."نحنُ" أيضاً.
نعرفُ ما يكفي.."نحنُ" أبناءُ الحرمانِ المُستدام.
نحنُ خامسَ أجيالِ الحرمانِ.. على الأقلّ.
نحنُ الفقراء- البسطاءُ الذينَ لا نُريدَ هواتفَ نقّالة من"الجيل الخامس"، ولا ساعاتَ"ذكيّة"” ولا "شواحنَ"،ولا"سمّاعاتَ" أكثرُ منّا ذكاءً أيضاً.
ليستْ هذهِ"أولويّاتنا"الحاسمة.
نُريدُ"منكم"،فقط، خبزنا كفاف يومنا، و"خدماتً" تليقُ ببؤسنا البشريّ، وغير البشريِّ أيضاً.
نُريدُ منكم فقط، أنْ تحتَفِظَوا الآنَ بملامِحَ وجوهنا جيّداً.. لأنّنا سنفقِدُ قدرتنا على الإحتمالِ يوماً، بل وقد نفقدها سريعاً،وسنُطارِدُكُم بقهرٍ عراقيٍّ لا يرحم.
سنطاردُكُم ، يوماً، في "شوارعنا" المُنفلِتّةِ من أيّ ضابطٍ ، وقانونٍ، وسياقٍ، والخاليّةِ الآنَ من أيّ خوفٍ، ولا حتّى من مجرّدِ"قَلَقٍ"بسيط، من"مساءلةِ"أجهزتنا" الغائبة، في دولتنا"الغائبة.
سنُطاردكم.. "أنتم" الذين كنتم، في يومٍ ما، مِثْلَنا..ثمّ نسيتم ذلكَ.. وقمتم بخذلاننا.
أنتم الذين كنتم في يومٍ ما.."أهلنا".. أبناء عمومتنا، وأبناء خالاتنا، وأصدقائنا الفقراء، وجيراننا الطيّبينَ جدّاً.. وأولئكَ الأفرادُ"الكادحين" الرائعين، في تلكَ العوائل"الفقيرةِ"جدّا.
أنتم الذينَ أصبحَ الكثيرُ منكم الآنَ.. زعماءنا، و قادتنا، و"تيجان"رؤوسنا، و"خطوطنا"المُلوّنة، و"أولي الأمر"منّا، وفينا.
أنتم الذين أصبحتم الآن"أولياءَ دمنا"الرخيص.
"أهلُنا" أنتم.
أهلُنا.."خونَةُ الحِرمان".
ذلكَ الحرمانُ الذي كان مُضيئاً،
ثمّ انطفَا لاحِقاً في أرتالِ السيّاراتِ المُصفّحةِ
والقصورِ المُنيفَةِ
والحُرّاسِ البواسلِ في "الكَرَفانات"
والمالِ السائبِ، مثلَ كَلْبٍ سائِبٍ
و "عمليّات" التجميل.
ذلكَ الحرمانُ الذي كانَ "قضيّةً"، وأصبحَ "خديعة".
أهلنا أنتم .. أهلنا أولئك..
الذين خَلَعوا بناطيلَ عُمّالَ"المَسْطَر"المُدهِشة،
و"دشاديشَ" الزَرْعِ والرَمل،
و ارتدوا بدلات Dolce&Gabbana و Armani و Ralph Lauren.
أهلنا أولئك..
الذينَ لم يترُكوا لنا شيئاً
يُبقينا معاً
عدا محبّةٍ بلدٍ لا يحبّنا
وقد يقتلنا حُبّنا لهُ
دونَ مُقابِل
وقد يتسبّبُ أيضاً في قتلكم، و في خلاصنا منكم،
في أيّةِ لحظة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 3 خطوات ستُخلّصك من الدهون العنيدة


.. بمسيرات انقضاضية وأكثر من 200 صاروخ.. حزب الله يهاجم مواقع إ




.. نائب وزير الخارجية التركي: سنعمل مع قطر وكل الدول المعنية عل


.. هل تلقت حماس ضمانات بعدم استئناف نتنياهو الحرب بعد إتمام صفق




.. إغلاق مراكز التصويت في الانتخابات البريطانية| #عاجل