الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة تجتثّ إضطهاد النساء و تحرّر الإنسانيّة – نداء إلى النساء المتمرّدات و إلى جميع الذين يمقتون العنف الموجّه ضد النساء و الإنتهاكات و الإهانات التي تحاصرهنّ

شادي الشماوي

2022 / 3 / 7
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


لنتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة تجتثّ إضطهاد النساء و تحرّر الإنسانيّة – نداء إلى النساء المتمرّدات و إلى جميع الذين يمقتون العنف الموجّه ضد النساء و الإنتهاكات و الإهانات التي تحاصرهنّ
جريدة " الثورة " عدد 740، 28 فيفري 2022
ترجمة عن " الفجر الأحمر " للمنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك
https//revcom.us//en/organize-now-actual-revolution-wipes-out-oppression-women-and-emancipates-humanity-call-rebellious

إنّنا نحيا زمنا تهزّ فيه تمرّدات النساء العالم هزّا . ففي المكسيك و الكثير من البلدان الأخرى ، أفرز الغضب الشرعيّ للنساء تمرّدا كان الشباب بالأخصّ هو محرّكه و قد ألعم هذا الملايين و بعث الأمل في تغيير حقيقيّ . كما أفرز الكثير من الصراعات و النقاشات في صفوف الأسر و في صفوف الجيران و الأصدقاء و في المجتمع قاطبة . و أدّى ذلك إلى مواجهة المزيد من الناس للفظائع التي تعيشها النساء في هذا العالم فأخذت تنشأ ظروف مناسبة أكثر للثورة .
منذ 2019 ، ظهرت موجة نضال أكثر راديكاليّة ضد جرائم قتل النساء و الهرسلة و الإغتصاب و غيرها من التجاوزات. و لم تعد تشبه " إحتجاجات العادة " المسالمة . ذلك أنّ المسيرات المقاتلة و الإضرابات و إحتلال المعاهد العليا و الجامعات و الإعتصامات في المؤسّسات الحكوميّة و التشهير بواسطة الصور في المؤسّسات الحكوميّة و المباني الكبرى : كلّ هذا يمثّلأ روحا جريئة و مصمّمة على النضال من أجل إيقاف جرائم قتل النساء و كلّ أصناف العنف و كره النساء و إحتقارهنّ الذين يروّج لهم و يدافع عنهم النظام الرأسمالي و الهيمنة الإمبرياليّة التي نعيش في ظلّهما .
و قد أفرزت موجة النضال هذه أعمالا ثقافيّة جديدة تحريريّة . فمن الشيلي ، أنتج عمل " مغتصب في طريقك " وهو عبارة عن مسرحيّة تتمرّن عليها و تعرضها في الشوارع النساء من العالم قاطبة و بعدّة لغات مردّدات أنّ " الدولة المضطهِدَة هي المغتصب الذكوريّ " . و بالمكسيك و غيرها من بلدان أمريكا اللاتينيّة ، " العيش بلا خوف " وهي أغنية قويّة لبيبير كنتانا يتردّد صداها في المسيرات معبّرة عن الشجاعة و التمرّد الجماعي في صفوف هذا الجيل الجديد من النساء . و قد وردت الكلمات التالية في المقطع الأوّل :
لترتجف الدولة و السماوات و الشوارع
ليرتجف القضاة و الشرطة العدليّة
الآن و قد نزعوا من النساء الطمـأنينة
و زرعوا في قلوبهنّ الخوف ، نبتت لدينا أجنحة
كلّ هذا قد بثّ الرعب في صفوف الطبقات السائدة و ممثّليها السياسيّين . لقد أجبر تمرّد النساء المحكمة العليا على" عدم معاقبة " الإجهاض حتّى الأسبوع 12 و هذا يمكن أن يعدّ تنازلا هاما . و مع ذلك ، هذا الحقّ لن يكرّس ففي الواقع ما لم تتمّ المصادقة على القوانين التي تجرّم الإجهاض في جميع الولايات أو على مستوى فدرالي ،و النساء اللواتي وقع سجنهنّ لقيامهنّ بعمليّات إجهاض لن يُطلق سراحهنّ إلى أن يقرّر قاضى ذلك مطبّقا قرار المحكمة العليا .
و شوّه رئيس الدولة المكسيكيّة ، لوباز أوبرادور ، مسيرة آلاف الناس في العاصمة و الإحتجاجات عبر البلاد يوم 8 مارس، اليوم العالمي للمرأة ، لسنة 2021 ، ناعتا المتظاهرات الغاضبات بوقار بأنّهنّ " محافظات " . و سنة 2021 ، أقام جدارا قبالة القصر الوطني الذى غطّته آلاف النساء بالشجب للدولة و المعتدين و باحياء ذكرى النساء اللواتى وقع قتلهنّ أو إختطافهنّ . و في معركة 8 مارس ، كانت الشرطة تستخدم الجدار كدرع أمام هجمات النساء و قد أسقطن جزءا منه .
و في مواجهة النقد الموجّه للحركة على أنّها " عنيفة " ، ردّ الكثيرون بأنّ السلطات " لا تستمع إلينا إلاّ حين نتحرّك على هذا النحو " . و في الحقيقة ، بالفعل سمعت السلطات الرسالة و كان ردّها قمعا و " إصلاحات " لا يؤبه لها لا تغيّر شيئا أساسيّا . و كان ردّها على ذلك النحو لأنّه يتناسب مع حاجيات النظام الرأسمالي الذى تمثّله . و يعدون بإصلاحات لا تطبّق على أرض الواقع . و تمدح الحكومة بعض الإصلاحات الجزئيّة التي هي في الواقع إجراءات غير فعّالة على غرار قانون ألولمبيا أو الإعلام عن العنف الجندري ، تمدحها على أنّها مكاسبا هامة . و في الآن نفسه ، تهدّد و تقمع الناشطات. تغطّى الحكومة على المجرمين و المغتصبين في صفوف قوّاتها المسلّحة و شرطتها . و يطلق الرئيس و تطلق بعض السلطات الأخرى خطابا مقيتا بطرياركيّا يُساهم في تعزيز التفوّق الذكوريّ و الإضطهاد العنيف للنساء .
و تستمرّ موجة الهجمات المعادية للنساء و وضع النساء لم يعرف تغيّرا جوهريّا . فقد قُتلت 3462 إمرأة في الفترة الممتدّة فقط بين جانفى و نوفمبر 2021 ( أكثر من عشرة ضحايا في اليوم الواحد ) . و من هذه الجرائم ، 992 صُنّفت على أنّها جرائم قتل للنساء التي إرتفعت نسبتها ب 4.3 بالمائة في السنوات الثلاث من حكم الحكومة الراهنة . و حسب المعطيات الرسميّة ، حوالي 20 ألف امرأة وقع إغتصابهنّ في 2021 – ما يعادل ارتفاعا ب 27.9 بالمائة. و الواقع على الدوام أسوأ بكثير من ما تسجّله المعطيات الرسميّة ، و القاعدة العامة هي الإفلات من العقاب لإرتكاب هذه الجرائم . و كلّ هذا يحدث بالرغم من أنّ الحكومة تتشدّق بأنّها " يساريّة " و ب " المساواة الجندريّة " و بتعيين عدد أكبر من النساء في مواقع في السلطة . و هكذا نسجّل أنّه بغضّ النظر عن من يحتلّ مواقع الحكم في هذا النظام ، لن يحصل تغيّر جوهريّ بالنسبة إلى النساء . لماذا ؟ لأنّ البطرياركيّة جزء أساسيّ من هذا النظام الذى لا يمكن أن يظلّ قائما دون إضطهاد النساء .
هل ستكفينا بعض الإصلاحات المساحيق المدخلة على النظام البطرياركي أم يجب أن نناضل من أجل القضاء على البطرياركيّة و جميع أشكال الإضطهاد ؟ إذا أردنا القضاء على إضطهاد النساء ، ينبغي أن نتساءل ما الذي يقتضيه تحقيق ذلك ؟ إنّه يقتضى أن نفكّك الدولة القائمة التي تجعل الغالبيّة الساحقة من الجرائم المعادية للنساء يفلت مرتكبوها من العقاب و قوّاتها المسلّحة و شرطتها تلمس و تغتصب و تقتل النساء . نحتاج إلى القضاء على الرأسماليّة " القانونيّة " و كذلك على الجريمة المنظّمة الذين يجرّدان النساء من إنسانيتهنّ و يستعبدنهنّ و على المضطهِدين تدرّ البرنوغرافيا أرباحا ضخمة هي و البغاء و المتاجرة بالنساء و إستخدامهنّ في الإعلانات الإشهاريّة المحطّة من قيمتهنّ و كذلك من إستغلالهنّ أقصى درجات الإستغلال كيد عاملة أنثويّة . و يجب أن نطيح بطبيعة المجتمع كلّه و نغيّرها و نغيّر الأسرة البطرياركيّة المضطهِدة للغاية بالنسبة إلى النساء و الأطفال . و من الضروري فتح جميع مجالات المجتمع أمام المساهمة التامة للنساء على قدم المساواة مع الرجال . و ثمّة حاجة إلى إطلاق العنان كلّيا لغضب النساء و خوض نضال هائل صلب الأسرة و صلب مواقع العمل و صلب المدرسة و صلب الثقافة و الفنون و في صفوف المجتمع بأسره لنقد و تغيير كافة أنواع العلاقات و الأفكار الإضطهاديّة للفكر الذكوري [ الماتشيزم ] و التفوّق الذكوريّ .
عند مواجهة ما نحتاج إليه لوضع نهاية للبطرياركيّة ، يبقى في منتهى الوضوح أنّ هذا لن يحدث أبدا في ظلّ النظام الرأسمالي . و مع ذلك ، الفكر الذكوري [ الماتشيزم ] و إضطهاد النساء ، و البطرياركيّة لسيا نتاج " الطبيعة الإنسانيّة " و لا نتاج " الطبيعة البيولوجيّة للرجال " كما يذهب إلى ذلك البعض . فالبطرياركية لم تكن موجودة على الدوام . خلال عشرات آلاف السنوات ، كانت الإنسانيّة تعيش ضمن مجموعات تكرّس حياتها للجمع و الصيد و لم توجد بها علاقات إجتماعيّة إضطهاديّة للنساء يفرضها الرجال . ظهرت البطرياركيّة في إرتباط بإنقسام المجتمع إلى طبقات ، على مستغِلّين و مستغَلّين . البطرياركية لم تنشأ مع الرأسماليّة و إنّما هي ركيزة جوهريّة للنظام الرأسمالي كما كانت ركيزة جوهريّة لكلّ نظام إستغلالي و إضطهادي . و من أجل القضاء على البطرياركيّة ، نحتاج إلى القضاء على الرأسماليّة و من أجل القضاء على الرأسماليّة ، نحتاج القضاء على البطرياركيّة .
لهذا ، إذا كنّا نرغب في القضاء على البطرياركية و كافة أشكال الإضطهاد ، نحتاج إلى القيام بثورة فعليّة . نحتاج إلى ثورة تدفن الدولة القائمة و تلغى الإستغلال الرأسمالي و تخلق مجتمعا جديدا إشتراكيّا يقتلع من الجذور العلاقات التي تنتج هذه اللامساواة الرهيبة و العذابات غير الضروريّة ؛ إلى ثورة تكسر كلّ السلاسل و تطلق العنان لنضال في البلاد و عبر العالم قاطبة لوضع حدّ للبطرياركيّة و القضاء على كافة أشكال إستغلال وإضطهاد إنسان لإنسان آخر ، و وضع نهاية لتدمير البيئة و في نهاية المطاف بلوغ عالم خال من الإنقسامات الطبقيّة و العلاقات الإضطهاديّة الجندريّة ، عالم شيوعي .
إنّ إعصار نضال النساء قد زلزل المجتمع كلّه . و يكفى هذا القدر من الإضطهاد و هذا القدر من اللامساواة و هذا القدر من النساء المجرّمات و المغتصبات و المداسات و المهانات ! إذا أردتم أن تقضوا على البطرياركيّة و كلّ ألوان الإضطهاد، عليكم بالإلتحاق بحركة الثورة في سبيل العمل الجماعي لأجل إنجاز ثورة تحريريّة . و هذا يعنى التعمّق في لماذا ثمّة حاجة إلى ثورة فعليّة و ما تعنيه و كيف سيكون المجتمع الجديد المطروح ، و نقاش الشيوعيّة الجديدة المرشد الذى لا بدّ منه لتوسيع نطاق الحركة من أجل الثورة و في الوقت نفسه ثمّة حاجة إلى الوحدة مع كلّ الذين لديهم إستعداد للنضال ضد الجرائم و اللامساواة و التدمير و الهجمات المقترفة من قبل هذا النظام الفاسد .
Revolutionary Communist Organization, Mexico
aurora-roja.blogspot.com | [email protected]
-------------------------------------------------------------------------------------------------
و نقترح عليكم مقالا هاما آخر عن كسب النساء في الأرجنتين لحقّ الإجهاض صدر في العدد 740 من جريدة " الثورة " و رابطه هو :
https//revcom.us//en/women-colombia-win-right-abortion-streets-not-staying-home-or-waiting-politicians-do-their-job
و عنوانه :
Women in Colombia WIN the Right to Abortion in the STREETS—NOT by Staying Home´-or-Waiting for Politicians to “Do Their Job”
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟