الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 3 من 3)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2022 / 3 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


نهاد أبو غوش

دروس ثمينة وفرص أثمن
على المستوى العسكري يبدو أن الدرس الأهم الذي سارع العسكريون الإسرائيليون إلى استخلاصه هو أن إسرائيل يجب أن تعتمد على نفسها في المقام الأول، وقال الجنرال في الاحتياط اسحق بريك الذي شغل سابقا منصب قائد فرقة، ومسؤول الكلية العسكرية، في مقال نشره في جريدة هآرتس بتاريخ 2/3/2022 أنه قلق جدا مما يجري حيث أن إسرائيل تواجه مخاطر متزايدة، وهي تواجه تهديدا وجوديا هو الأكبر منذ العام 1948، وقال معلقا على حرب اوكرانيا "الغرب يقف جانبا ولا يمد يد العون لهذا البلد، في ساعة الاختبار سوف نكون لوحدنا، وسنواجه مصيرنا، لذلك نحن لسنا مستعدين".
وانتقد بريك خطة تقليص عدد القوات البرية للجيش الإسرائيلي مقابل زيادة الاعتماد على التكنولوجيا، بينما تتعاظم قوة المحيطين بإسرائيل حيث عدد ما تفعله كل من إيران وسوريا وحزب الله وحماس في مجال تعزيز قدراتها العسكرية وزيادة عديد قواتها، وقال أن إسرائيل انشغلت طيلة الفترة الماضية بنسبة 90% بما أسماه "المعارك بين الحروب"، ولم تخصص وقتا ولا مواردَ لمواجهة حرب مقبلة متعددة الساحات.
من بين المستفيدين بشكل مباشر من اندلاع الحرب الدول المصدرة للنفط والغاز، ومنتجي الحبوب، لكن أكثر من يفرك يديه فرحا احتفالا بالحرب هي شركات إنتاج السلاح ومن بينها الشركات الإسرائيلية كما يوضح تقرير نشرته جريدة "ذي ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية في الثامن والعشرين من شباط/ فبراير الماضي، ويرصد معد التقرير يورام جبيزون ارتفاع أسهم شركات تصنيع السلاح العالمية ومن بينها الشركات الإسرائيلية الثلاث "رفائيل" و"الصناعات الجوية" و" البيت" التي ارتفعت اسهما بين 10-18 خلال اليام الثلاثة الأولى فقط من الحرب، ومن المتوقع أن تشهد هذه الصناعات وأسهمها مزيدا من الارتفاع . وعزا التقرير ما أسماه بالارتفاع الجنوني في الطلب على منتجات السلاح إلى قرار ألمانيا بمضاعفة ميزانية الدفاع لديها لتصل إلى مئة مليار دولار كما أوضح المستشار الألماني اولاف شولتس في خطابه الأخير امام البوندستاغ، ونقل الكاتب عن مصادر مقربة من صناعة السلاح الإسرائيلية أن الدول الأكثر إقبالا للتزود بالأسلحة هي تلك القريبة من ساحات الحرب وهي هنغاريا وبلغاريا وجمهورية التشيك ورومانيا وسلوفاكيا والسويد، وأضاف التقرير أن هذه الدول باتت معنية بالتزود بطائرات من دون طيار، وأنظمة حربية اليكترونية، وانظمة سيطرة ورقابة واتصالات وتسليح في أسرع وقت ممكن، لكن الأمر لا يقتصر على الدول المجاورة لروسيا والتي توصف بأنها في "الضواحي" بل تشمل الدول القوية في وسط وغرب القارة مثل ألمانيا التي سبق لها أن تزودت باجهزة ومعدات قتال ومنظومات اتصال وأجهزة رؤية ليلية وغيرها من منتتجات السلاح الإسرائيلية.
وتوقع التقرير عينه أن يمتد ارتفاع الطلب على الأسلحة والمعدات العسكرية ليشمل مختلف دول العالم وخاصة الدول التي تواجه تهديدات مباشرة أو محتملة مثل استراليا واليابان وكوريا الجنوبية التي تراقب ضغط الصين على تايوان، وتتحسب من تبعات ذلك عليها في المستقبل.
القضية الفلسطينية
وعلى صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المباشر، يرى معظم المحللين الفلسطينيين أن نشوب أية أزمات دولية وإقليمية يصب في مصلحة إسرائيل التي تسعى دائما إلى تهميش القضية الفلسطينية واعتبارها مجرد شأن إسرائيلي، وقد ثبت ذلك مع نشوب الأزمات الداخلية في عدد من البلدان العربية بدءا من العراق ومرورا بالبلدان التي شهدت موجات الربيع العربي ثم غرقت في حروب أهلية مثل ليبيا وسوريا واليمن، فمع كل تلك الأزمات تراجعت مكانة القضية الفلسطينية، بل بدت الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين مجرد حوادث صغيرة قياسا بحمامات الدم في الدول العربية.
كما يحذر عدد من المحللين الفلسطينيين من إمكان قيام إسرائيل باستغلال حالة الانشغال العالمية بأوكرانيا لتنفيذ مخططات مقرّة ولكن تنفيذها مؤجّل خشية ردود الفعل الدولية، ومن بين هذه المشاريع مخطط اقتطاع جزء من المسجد الأقصى وتنفيذ التقسيم الزماني والمكاني، وضم المستوطنات القريبة من القدس وخاصة منطقة E1 لمنطقة نفوذ البلدية، وتنفيذ عدد من المشاريع الاستيطانية الكبرى، في المقابل ذكرت مصادر صحفية إسرائيلية أن الأمر لن يكون بمثل هذه السهولة حيث سبق للسفارة الأميركية أن حذرت مؤخرا من مخطط تهجير سكان حي الشيخ جراح، وتؤكد تلك المصادر أن الولايات المتحدة حريصة في هذا الوقت على حشد أكبر تأييد دولي لمواقفها من روسيا والعقوبات المفروضة عليها بسبب اجتياح اوكرانيا.
ومن الفوائد التي يمكن أن تجنيها إسرائيل من الحرب على أوكرانيا، تعزيز نزعتها العسكرية الأمنية، وادعائها بالحاجة إلى حدود آمنة ومعترف بها ويمكن الدفاع عنها وهي الذريعة التي تستخدمها لضم مناطق واسعة في الضفة والسيطرة على الجولان السوري المحتل، بالإضافة إلى تمسكها بمطلب التفوق النوعي على جميع أعدائها الواقعيين والمحتملين، وكذلك رفضها أي شكل من اشكال الإفصاح أو الرقابة على الأسلحة النووية ورفضها التوقيع على معاهدة حظر انتشار السلحة النووية، وهذه النزعة تعفيها في الوقت نفسه من أية التزامات يمليها استئناف عملية التسوية.
كما أن الحرب على أوكرانيا جددت جهود تهجير يهود أوكرانيا إلى إسرائيل التي تواصل تصوير نفسها على أنها المكان الوحيد الآمن ليهود العالم، مع أن جهودا كهذه لا تبذل لجلب اليهود من الدول التي يوجد لهم فيها تأثير مهم كما هي الحال في الولايات المتحدة، وكما كانت الأمور في أوكرانيا حتى الرابع والعشرين من شباط الماضي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |


.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي




.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة


.. الشرطة تعتقل طالبا مقعدا في المظاهرات الداعمة لفلسطين في جام




.. تساؤلات في إسرائيل حول قدرة نتنياهو الدبلوماسية بإقناع العال