الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن . . ووطن البرميل

أمين أحمد ثابت

2022 / 3 / 8
الادب والفن


قصة قصيرة كتبت 2014م
( دوام القبح من الدولة العميقة الى اللادولة - مختطف فيه شعب يعيش دون قيمة لوجوده و . . ولا يعلم شيئا عن حقيقة نفسه )


. . . . لاحول . . ولا قوة إلا بالله .
أمركم إلى الله . . ونعم الوكيـــل .
لم يعد هناك مكان . . نعيش فيه – مش كفاية . . تكاثرنا المجنون خلال العشرين عام الاخيرة – لم يستجب أحد لتحديد النسل - تكاثروا . . يتباهى بكم في الاخرة - البشر ازدادوا بخلا - نعم . . نسمع أن الفقر تنامى جدا في البلد ، هو ما اكتشفناه ، بعد انتصاف النهار عند خروجنا لنقتات ونجمع الرزق من الغذاء لمن نعولهم - ألم يقل رسول الله : ( . . كلكم راع ، وكلكم مسئــول عن رعيته ) - كانت أكياس البلاستيك السوداء الكبيرة مشحونة بخير وفير ، من المواد العضوية ، المقوية لأبدان صغارنا ، والمكسبة لهم مناعة ضد الامراض . . جيل بعد جيل ، حتى الفيتامينات - كانت البقايا الكبيرة من الفواكه - من جميع الانواع - تتكدس وتتراص بفوضوية مطلقة في خلائط الالوان ، حتى المعادن - آآآآآآآآآه . . كانت دنيا !!!!!
. . . . مــاذا حدث ؟؟!
. . لم يعد . . برميلنا . . وطنا لنا . . قابل للعيش .
مازالت الكذبات ذاتها – اصبروا . . هذا وطنكم . الكائن دون وطن ، كالحياة . . دون هواء . قاتلوا من اجله ، من اجل ابنائكم . . مرضــــــاة الله !!!
نصبر . . على ماذا ؟ ، نقاتل من ؟ ، ومن منا . . هذا الوطن . . حقه ؟! - كنا نسمع بعض معيلينا فيما يسمونه . . النسيج الاجتماعي ، وانه يتكون من مكونات اجتماعية ، أي اننا مكونات بكتيرية ، اعفان ، فيروسات ، ومعنا تتعايش جماعات مهمشة من الطحالب والاشنات ، حتى اننا . . اصبحنا نعرف اعراق كل جذر من مكونا الاجتماعي - لعنة الله عليكم بني البشر ، لم تكتفوا بتناحركم فيما تتوهمون الفخر به - جذور المرجعية القبلية - حتى ورثتمونا . . دائكم . . ذاته .
من زمن بعيـ..........د . . ووطننا البرميل . . لم يعد لنــا ، لم نعد نعرفه ، كل يوم نفاجأ بنزوح وتهجير لاقوام جدد . . إلينا ، بأعداد غفيرة - هذا غير ممكن ، لمن نشكو ، لم يعد برميلنا الحبيب يتسع لنا - زعيق جماعات . . ملتحية : ( . . تكاثروا ، تكاثروا ، يتباهى بكم في الاخرة ) - من يصدق ، صرنا . . عند خروجنا اليومي للمعيشة ، لا تصادف كائنا من كان . . تعرفه . . من قبل – من السكان الاصليين - لم تعد لنا . . لغة تفاهم واحدة ، لم تعد لنا قيما نحتكم اليها ، لم يعد لنـــا . . نظـــــــــام - مع كل توطين قسري لنازحين . . إلينا ، يكون مشمول بدعم حماية السلطة ، سلاح و . . مال - كل متوطن أجد . . اكثر تمادي على الاخرين و . . وعنجهية ، حتى اصبح تقليدا يحكم حياتنا اليومية ، كلما كان التبجح اكثر . . يلزم الحذر مع امثال هؤلاء ، تحمل قباحته ، تحاشي . . ما يثيره ، حتى . . النظر إليه . . يكون بنوع من المهابة أو تجنب النظر إليه . . بتاتا . . . .
ضجيج ، تزاحم ، تصادمات ، شح الغذاء - لم تعد مساحة الوطن تتناسب مع تنامي السكان - والبشر . . يبدو أن الفقر حولهم إلى بخلاء - أكياس قماماتهم . . تحتوي على القليل من بقايا غذاء . . متعفن منذ ايام ماضية - اين البقايا الطازجة . . التي اعتدنا . . عليها - شحت الموارد ، تصحرت الارض ، وحل السلاح موضع المصادر - تقاتل الوطن البرميل . . بين ابنائه - كلام . . يتقولونه : القبول بالآخر ،الديمقراطية . . والتعايش - من يصدق . . أن اللقمة . . اقل تسويقا . . منها ، والعمل . . لا يوجد لكي تعيش اسرتك ، إذا اردت ، لا طريق . . سوى أن تسجل نفسك في الحزب الحاكم ، وعبر مكبر الصوت . . تطوف البلاد شبرا . . شبرا . . لبيع . . القول - قد يتقارب حجم الترويج البضاعي . . معاناتنا ، الجوع ، الفقر ، لا وظائف ، لا مستقبل ، ورهاب الصعاليك والتافهين المتبطلين . . فوق رؤوسنا . . لحملهم السلاح ، ومرافقين مسلحين بسيارات منهوبة ، واعاشة متكاملة و . . فلوس ، فلوس - عليكم تقبل . . هذا التمييز . . وإلا . . ستسيل الدماء . . إلى الركب .
. . . . . الوطن يتسع لل . . للجميع .
. . إن الله . . مع الصابرين .
نحتمل . . إيش وإلا إيش - اغنياء حدة . . أصروا عدم نقل أوطان معيليهم من احيائهم السكنية . . الراقية - هنا على الاقل . . في ظل الظروف الراهنة ، لن يعاني من نعيلهم . . عدم توفر الغذاء و . . الدفء ، مثل غيرهم الذين يعانون في المناطق الاخرى ، خاصة . . في تلك الاحياء الفقيرة .
. ........ إن الله سيحاسبنا و . . رسوله يوم القيامة ، كيف نعيش برخاء ، ونترك من نعيلهم . . للجوع و . . والفاقة .
.......... يجب إرضاء الله ورسوله - ألم يخبرنا نبينا الكريم (صلوات الله عليه ) . . . كلكم راع ، وكلكم م . . مس.......ئول عن رعيته .
نسمع الكثير منذ ما يقارب ستين عاما ، عن قبائل اخرى . . من جنسنا . . في مناطق واحياء الفيد . . حياتهم تزداد رخاء ، حتى في وقتنا المقيت هذا - أما نحن – إخوتهم - مهددون بالتلاشي - اننا نن.......... قرض - دون دراية ، وجدنا انفسنا أشد عداوة وكراهية . . . لهم ، وإذا بنا نجدهم لا يكرهون شيء في الدنيا اكثر من كرههم لنا - إنه الحسد و . . الشعور بالنقص . . لأن الله يظلل عليهم بنعمه الكثيرة ، وجعلهم اسيادا على امثالنا ، لذا يرون فينا . . رخاصا ، م . . متطاولين - لا ينفع مع امثالنا سوى . . الكرباج - لبسوا البنطلونات و . . صدقوا - ما يعرفوا . . إيش هي الرجولة - لا رجل . . بدون بندقية - لازم يعرفوا . . أن الله . . حق - لازم . . تأديبهم ، حتى يثوبون إلى رشدهم - وصل العداء أوجه حتى . . فيما بيننا - لم يتوقف الامر . . تجاه الموطنين . . قسرا . . علينا ، بل صار بين الاسر ، وحتى . . الاخوة في الاسرة الواحدة . . . .
.......... لعنة الله . . على البشر
. . لم يكتفوا بما خنقونا به في بلدنا ، يرمون كل صراعاتهم واوساخهم وامزجتهم إلى داخل محيط برميلنا الحبيب ، حتى ضاق بنا ، بل تمادوا لدرجة أنهم . . لا يكدسون بقايا مخلفات بنائهم . . سوى علينا ، وفي محيط واسع من موطننا ، وينثرون الغبار والحجارة المنظفة من بيوتهم . . علينا - إنهم يحجبون علينا الهواء و . . الضوء - ضيقوا علينا المساحات ، ضيقوا على انفسنا - مساكننا اصبحت مثقلة بأنانيتهم ، فبيوتنا وشوارعنا صارت آيلة للسقوط والاندثار . . . .
صراخ ، شتم ، قتل . . هنا وهناك - لم يعد الوطن . . الحياة . . ممكنة - رعب ، امتهان ، ضياع ، ذهان - لا أحد . . لا يتملكه الخوف من . . الايام القادمة - حتى متوهموا السيادة - سمعنا أنه . . حتى المتقوون داخل أوطان البراميل ، قد هربوا اسرهم . . والاموال التي نهبوها إلى الخارج ، اشتروا جنسيات لهم ، وانجبوا اطفال جدد مجنسين – بمشيئة الرحمن - ومن هناك - بين المراقص والتسيح و . . وانفاق المال و . . ولقاءات الغرف المغلقة . . يديرون المعارك بيننا . . هنا . . . .
وترتفع اصوات متعادية - كل باسم الوطنية البرميلية - الفيدرالية أ أ ... ، إتحادية ، لا عدالة انتقالية بدون نظام اتحادي - إنها مؤامرة على البلد البرميل ، انهم خونة ، يعرفون أن الوطن في ظل الحرب . . اصبح مفتتا ومنخورا ، ولذا يجب ارجاع النظام السابق ، هو وحده الذي كان يقدر على التعامل مع الكل ، فلا يفقد الوطن أي جزء منه - انها مؤامرة . . لتمزيق الوطن ، ورسم خارطة جديدة للمنطقة - أي وطن ، أي فيدرالية وغيرها ، كله كذب ، كلهم مرتزقة ، خونة ، نخاسة - ولا واحد صادق - كلهم مأجورين . . ونحن ندفع الثمن - قال اتحادية ، عدالة انتقالية . . دولة ضامنة - على من تضحكون - كفاية ، لا نريد . . فقط أن نعيش . . كبقية خلق الله ، كفاية امتطاءنا والوطن . . ذريعة في وساختكم . . لتحكمون - ويحتدم البكاء ، العويل المتردد صداه في طرقات الوطن البرميل - هذا و . . وذاك و . . ذاك ، في كل ركن من مرسوم خارطة الحداثة ، بعد سيكس بيكو ، ووصاية قلنسوة بابا نويل - تلاشت الكهرباء ، جفت المياه ، شح الغذاء ، تناسلت الضباع وابن اوى - ظلاما . . يبسط نفسه على . . خير أمة . . اخرجت للناس ، على اطيب ارض لوطن البرميل . . التي كرم ذكرها في صحف الاولين - نعيق يلف المواضع ، في كل زاوية طفلا يحمل بندقية ، وتسيل عنه الدماء ، وينحشر الوطن البرميل بين اعفان ملتحية تكدس القذائف ، وتمارس اللواط . . سرا ، وبتخف تعلن قوتها بفخاخ وتفجيرات تستهدف . . الابرياء ، وبين كثر من السذج الجبناء ، يهربون من منحشر إلى اخر - لا يعرفون سوى الشكاء ، البكاء ، واستجداء الخالق . . لرفع البلاء - وحين يهدأ القتل قليلا ، يخرجون بطولاتهم . . لإرجاع الامير - قذائف ، صواريخ و . . قنص - لهب وانفجار و . . أوجاع و . . تجارة اعلام عربي ب . . آلامنا - تناحر مكتض ، و . . لا يتبقى سوى . . نثارات وطن . . كان هنا ، مراق . . عليه الدماء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال


.. عمري ما هسيبها??.. تصريح جرئ من الفنان الفلسطيني كامل الباشا




.. مهرجان وهران للفيلم العربي يكرم المخرج الحاصل على الأوسكار ك


.. محمود حميدة يحمل الوهر الذهبي من مهرجان وهران للفيلم العربي




.. تفاصيل أول زيارة لمصر من الفنان العالمي كامل الباشا?? #معكم_