الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أس اتفاقيات تحرير التجارة العالمية

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2022 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: ما هو برأيك الهدف الأول من اتفاقيات تحرير التجارة العالمية من قبيل منظمة التجارة العالمية؟
مصعب قاسم عزاوي: تلك الاتفاقات اتفاقات معقدة ومتطبقة ومتعددة النواحي والأهداف، ولكن العنصر الناظم لها في حقبة الرأسمالية الاحتكارية الوحشية العولمية هو توطيد وتثبيت واقع غنى الأغنياء وفقر الفقراء مشخصاً في تقاطب الشمال الغني والجنوب الفقير في خارطة المعمورة، وقوننة ذلك بقوة تلك الاتفاقات، و هو ما يتم عبر اجتهاد منظم ومنهجي لإجهاض أي إمكانيات لنهوض أي صناعات وطنية في مجتمعات المفقرين في دول الجنوب، والتي وفق مفاعيل واشتراطات تلك الاتفاقات يكاد يستحيل عليها حماية صناعاتها المحلية الناشئة من فيض ما يرد إليها من مجتمعات الأقوياء، والتي يصعب منافستها من ناحية كلفة الإنتاج وحتى نوعية المنتج، عبر تطبيق إجراءات حماية ضريبية ترفع من سعر المنتج الوارد من خارج المجتمع، وتدعم المنتج الداخلي إلى حين توطن خبرات وبنية تحتية إنتاجية واثقة يمكنها منافسة ذلك الوارد من خارج المجتمع. و هو التوازن الإنتاجي و الاقتصادي في المجتمع الذي لا يمكن دون تحققه فتح الأسواق الداخلية على أعنتها في أي مجتمع نام، و المثال النموذجي على اتباع ذلك النهج الذي لا بد منه لتحقيق تنمية راسخة و الانتقال إلى مستوى يمكن الإنتاج الداخلي من منافسة طوفان ما قد يغرق أسواقه المحلية في حال رفع كل نواظم حماية النتاج و المنتجين المحليين يبدو ناصعاً في تجربة كوريا الجنوبية الناجحة في نهوضها الصناعي الريادي، وهي تجربة لا تسمح اتفاقيات تحرير التجارة العالمية بإعادة استنساخها راهناً في أي من المجتمعات النامية، إذ أن تلك الاتفاقيات تشترط من جميع الدول الموقعة عليها فتح كل أسواقها لفيض منتجات دول الأقوياء المدعومة بشكل منقطع النظير من دولها، واعتبار أي إجراءات ضريبية لحماية المنتجات المحلية في أي من الدول النامية مخالفة صريحة لها تستدعي عقوبات اقتصادية لا تستطيع تحملها أي من المجتمعات النامية، وهو ما يؤدي إلى تأبيد الواقع المرير لقسمة العمل الدولية القائمة على حصر دور الدول النامية في تصدير المواد الأولية واليد العاملة الرخيصة، وترك الصناعات الرفيعة التي تمثل عصب اقتصاد المستقبل كما هو حال صناعات رقائق أنصاف النواقل، والمعالجات الحاسوبية الفائقة، والصناعات الحربية التدميرية، والصناعات الدوائية، والصناعات التقانية الحيوية بيد مجتمعات دول الشمال الغني وشركاتها الأخطبوطية العابرة للقارات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي